سائحة بريطانية تقود عاصفة إدانة لـ"طفل البترا".. ترتد لمساندته بعد اعتذاره عن تعنيف حمار

صورة طفل البترا الذي أثار زوبعة انتقادات على مواقع التواصل - (من المصدر)
صورة طفل البترا الذي أثار زوبعة انتقادات على مواقع التواصل - (من المصدر)
غادة الشيخ عمان - دفع فيديو لطفل يضرب حماره على أحد أدراج مدينة البترا التاريخية، لانتقادات، أثارت حفيظة ناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي، وآخرين يعنون بحقوق الحيوان، وتجميل وجه السياحة المحلية، مدينين السلوك العنيف للطفل تجاه حماره. لكن سرعان ما انقلبت تلك الانتقادات لـ"طفل البترا" كما أطلق عليه في مواقع التواصل، إلى مساندة له، بعد أن ظهر في فيديو آخر، يعتذر عن سلوكه، وقد بدا فيه معنّفا. تفاصيل القصة؛ بدأت عندما نشرت سائحة بريطانية فيديو لطفل يضرب حماره الذي يستعين به في نقل السائحين بإقليم البترا، مستهجنة هذا السلوك، مظهرة في الفيديو ممارسة الطفل العنف بحق الحمار، وضربه، ما أثار ضجة على مواقع التواصل، واستنكارا لذلك السلوك العنفي، بخاصة وانه يصدر عن طفل في مثل هذا العمر. لكن الحال تبدل بين ليلة وضحاها، أمس، إذ تحول الطفل، من مادة تتعرض للانتقاد إلى ضحية، عندما نشر فيديو له، يبدو فيه في حالة يرثى لها أيضا، وهو يقدم اعتذارا باللغتين الإنجليزية والعربية، وكأنه مرغم بأن يوجه اعتذاره ليس للأردنيين فقط بل للسائحين، على ما أقدم عليه. الحالة التي ظهر عليها الطفل في الفيديو الثاني، أثارت عاطفة أردنيين، شعروا بأن الطفل تعرض لانتهاك حقوقه، وبدأت ردود الفعل الغاضبة تنهال على صفحات مواقع التواصل. الزميل راشد عساف؛ نشر على صفحته في "فيسبوك"؛ "لماذا أهين الفتى بهذه الطريقة في المكان الذي تواجد فيه للاعتذار للحمار؟ هل أصبحنا مثل بعض الدول التي تتفنن بإهانة الآخرين؟". واعتبر أن تعنيف الفتى للحمار، فيه مبالغة، ولكن هذا لا يعطي الحق للآخرين بانتهاك خصوصية الطفل وإهانته. وعلى صفحات "تويتر"؛ أعرب مغردون أردنيون عن غضبهم لفيديو "الاعتذار"، وأطلقوا هاش تاغ #طفل_البترا، ومنهم من ذهب بتغريداته للحديث عن تبعات ذلك الفيديو على نفسية الطفل، خصوصاً وأنه انتشر بسرعة ووصل إلى حسابات ليست محلية فقط، ما سيخلف آثارا نفسية ضارة عليه. وآخرون توقعوا بأن يصبح هذا الطفل؛ عرضة للتندر في منطقته، اذ بدأت دعوات لمغردين أردنيين تطالب مسؤولين أردنيين، باتخاذ خطوات جادة بحق فيديو الاعتذار الذي انتهك خصوصية الطفل. المغردة حنين بيطار؛ نشرت على حسابها أنها أرسلت نسخة من الفيديو إلى دائرة حماية الأسرة، وقالت "أتمنى أن يتخذ إجراء مناسب ويوقف نشر الفيديو ويرد الاعتبار للطفل، ويلفت الانتباه إلى معاناة أطفال وادي موسى من الجانب المتعلق بعمالة الأطفال". فيما غرد المواطن محمد دويري قائلا "شعور الحيوان صار أهم من شعور طفل أردني. صح إنه غلط، لكن الاعتذار ما بكون هيك". وغردت الناشطة الحقوقية بريهان بـ"نعم الطفل أخطأ بتعنيف الحيوان، ولكن إرغامه على تسجيل فيديو الاعتذار إرضاء للسائحة، وقبل علاجه النفسي والتربوي، جريمة إنسانية بحق الطفل". يشار إلى أن القانون الدولي الإنساني، يحظر نشر صور أو فيديوهات لأطفال دون علمهم أو رغماً عنهم، كما كفلت اتفاقية حقوق الطفل الموقع عليها الأردن، حماية خصوصية الطفل، ويعاقب قانون العقوبات الأردني في مواده من 358-376 فعل التشهير الذي يمس شرف الإنسان أو سمعته، بما في ذلك الأطفال، ويعاقب القانون ذاته في مادته 348 خرق الحياة الخاصة كالتقاط الصور أو التسجيل الصوتي.اضافة اعلان