"في انتظار الأربعاء".. كتاب يجمع بين الأدب والفكر

"في انتظار الأربعاء".. كتاب يجمع بين الأدب والفكر
"في انتظار الأربعاء".. كتاب يجمع بين الأدب والفكر
صدر عن دار جدل للنشر والتوزيع، كتاب بعنوان "في انتظار الأربعاء.. قصة الغرور الذي أدخلني الجنة"، للمؤلف عبدالله الجمل، من سلسلة مؤلفات مؤسسة الجمل لصناعة المحتوى.اضافة اعلان
يشتمل الكتاب على مجموعة من الخواطر الإنسانية، تضم في ثناياها، إضاءات عن حياة المؤلف بأسلوب يجمع بين المباشرة والرمزية، ومجموعة من المقالات والكتابات الفكرية بأسلوب لا يخلو من التشويق والطرافة والفكاهة أحيانا.
الدكتورة نهلة الجمزاوي وصفت الكتاب، بأنه "يثير العواطف والعواصف"، مشيرة إلى أن عنوان الكتاب جاء مباغتا يثير الكثير من الفضول وجملة من الأسئلة، إذ لم يعرف عن يوم الأربعاء ارتباطه بدلالة خاصة، مثل الجمعة والخميس والسبت والإثنين، فلكل دلالته الدينية والاجتماعية. فما دلالة الأربعاء بالنسبة للكاتب مما دفع به لعنونة وليده الأول بهذا الاسم.
وتضيف الجمزاوي، ربما كان المؤلف يؤرخ لحكاية عشق شكلت فارقًا في مسيرته الحياتية، مما منح هذا اليوم منزلة خاصة ليسبق ويتوج باقي موضوعاته التي راوحت بين العاطفية والإنسانية والوطنية والفكرية العامة، يقول: "يصر جميع من حولي على أن يوم الأربعاء جاء. وإنها وافقت وأننا تزوجنا، ولكنني أستغرب من إصرارهم جميعًا على الكذب، لم يأت يوم الأربعاء بعد. وها أنا في انتظاره متسلحا بقليل من الأمل.. وكثير من الغرور".
وترى الجمزاوي، أن الكاتب يعتمد على المفارقات التي تخالف سير الحدث وفق منظومتي الزمان والمكان، وتغادر نحو اللامعقول، ليحقق الدهشة المرجوة من التعبير الأدبي عن الفكرة، المتمثلة في الحب الذي لم يخب بريقه، بل ما يزال متوقفا عند لحظة انبعاثه ببعض من السعادة وكثير من القلق.. بمعنى أنها محاولة لاستعادة جذوة الحب من عمق الذكريات وما يصحبها من متعة.
كما استخدم المؤلف الأسلوب ذاته في التعبير عن المفارقات الفكرية والمواقف المتقلبة، إزاء الأحداث الحياتية السياسية والاجتماعية، ويلتقطها بعين الصياد المتربص لأخطاء البعض وتناقضاتهم المعاكسة لمسيرة الحياة نحو السعادة والأمان.
ومن اللافت، أن الكتاب يجمع ما بين الخواطر، والنصوص العاطفية والأدبية من جهة، وبين الوخزات الفكرية المؤلمة التي تصدم القارئ وتدفعه إلى إعادة النظر في كثير من قناعاته ومسلماته التي اعتاد عليها من جهة أخرى، وذلك في مزيج مشوق يمتزج فيه الفكري مع الأدبي الوجداني، وبأسلوب يتسم بالسخرية والكوميديا السوداء، والجمل القصيرة المحملة بالرسائل الفكرية الثورية إلى حد كبير،
وفي محطات أخرى، يرسم الكاتب مشهدا مسرحيا صامتا، ليجعلك تفهم المعنى النقدي المضمر بتكثيف شديد من دون أي تعليق.