البحر الميت: دفء الأجواء يعيد حركة التنزه.. والإشغال الفندقي في أدنى مستوى

أحد فنادق البحر الميت - (الغد)
أحد فنادق البحر الميت - (الغد)

الشونة الجنوبية – رغم توقفها قرابة الشهرين، عادت الحركة السياحية في منطقة البحر الميت لنشاطها المعهود خلال هذا الوقت من السنة مدفوعة بالأجواء الدافئة والمشمسة، فيما لا تزال نسب الإشغال الفندقية في أدنى مستوياتها.

اضافة اعلان


ويؤكد عاملون في القطاع السياحي أن النشاط السياحي اقتصر على المتنزهات العامة والشواطئ المفتوحة، في حين أن نسب الإشغال عند أقل مستوياتها منذ عقود بسبب عزوف السياحة الأجنبية واستمرار الحرب على غزة.


ورغم تنامي الحركة السياحية ووجود العديد من المنشآت السياحية المتنوعة التي تراعي باختلافها القدرات المادية للمتنزهين، إلا أن غالبيتهم يجمعون على أن المنطقة ما تزال تخلو من الخدمات الضرورية للنهوض بالحركة السياحية، وخصوصا شواطئ مؤهلة تتوفر فيها الخدمات اللازمة.


ويؤكد فايز النواجي أن منطقة البحر الميت تعتبر المتنفس الأفضل لمعظم الأردنيين وخصوصا سكان العاصمة والمدن الأخرى لتوسطه وقربه من مناطق سكنهم، مبينا أن دفء الأجواء خلال هذا الوقت من السنة يدفع أعدادا كبيرة من الناس لزيارة المنطقة والتمتع بأشعة الشمس ومياه البحر دون الحاجة إلى تكبد تكاليف باهظة.


ويبين عبدالله حسين أن غالبية أماكن التنزه التي تستقطب الزوار ما تزال تخلو من الخدمات، فالشواطئ المفتوحة مهملة وغير مؤهلة وتفتقر لأدنى المتطلبات اللازمة لاستقطاب السياح والمتنزهين، قائلا "ما يتبادر إلى ذهن أي مواطن عند زيارته البحر الميت أنه يستطيع الوصول إلى الشاطئ بكل سهولة ويسر ويمكنه السباحة في مياهه مع وجود مظلات ومياه ومنافع عامة، إلا أن ذلك غير موجود على الإطلاق".


ويشير إلى أن المكان الوحيد المخصص لذوي الدخل المحدود وخصوصا العائلات هو متنزه الأمير حسين الذي يقدم خدمات متكاملة، إلا أنه بعيد عن شاطئ البحر، الأمر الذي يدفع المتنزهين إلى النزول إلى الشواطئ غير المخدومة رغم صعوبة ذلك، مشددا على ضرورة إنشاء شاطئ عام لذوي الدخل المحدود يلبي رغباتهم.


ويرى محمد العدوان أنه ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية للحفاظ على نظافة مناطق التنزه إلا أن ذلك غير كاف، لافتا إلى أن منطقة كالبحر الميت تعتبر من الوجهات السياحية الفريدة ويجب على الحكومة أن توليها المزيد من الاهتمام خصوصا مع الزيادة المطردة بأعداد الزوار سنويا.


ويشير إلى أن مشاهدة افتراش المتنزهين لجوانب الطرق تستدعي العمل على توفير بيئة ملائمة للنهوض بالواقع السياحي في المنطقة، لافتا إلى أن التطور الذي تشهده المنطقة يقتصر على المنشآت السياحية الكبيرة التي لا يستطيع المواطن البسيط تحمل كلف دخولها والاستفادة من خدماتها.


ويؤكد مدير متنزه الأمير حسين المهندس معن الصقور أن الحركة السياحية مع بداية الموسم تعتبر جيدة، لافتا إلى أن عدد زوار المتنزه خلال عطلة نهاية الأسبوع زاد على 50 % من طاقته الاستيعابية وهي نسبة جيدة للغاية في ظل الأوضاع الحالية. 


ويتوقع أن تتزايد الحركة السياحية خلال الفترة المقبلة مع انخفاض درجات الحرارة في المناطق الشفوية واعتدالها في مناطق الأغوار، مشيرا إلى أن العمل مستمر للنهوض بالخدمات المقدمة للزوار والمتنزهين خاصة وأن المتنزه يعد الوحيد الذي يوفر كافة الخدمات المطلوبة وبشكل مجاني. 


من جانبه، يؤكد الرئيس التنفيذي لجمعية أصدقاء البحر الميت أن منطقة البحر الميت بشوارعها ومتنزهاتها وشواطئها شهدت حركة نشطة للسياح الذين وفدوا بقصد التنزه والاستجمام بمياه البحر والمياه المعدنية الساخنة، لافتا إلى أن توسط المنطقة بين الشمال والجنوب وقربها من العاصمة عمان يجعل منها مقصدا قريبا ومهما مع بدء فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة في المناطق المرتفعة. 


ويبين أنه ورغم ذلك فان نسب الإشغال في الفنادق لا تزال عند أدنى مستوياتها منذ سنوات، عازيا ذلك إلى الأوضاع الأمنية التي تشهدها المنطقة وأثرها على السياحة الأجنبية، موضحا أن نسب الإشغال العام الماضي كانت تصل نهاية الأسبوع إلى ما يقارب من 100 % في حين لا تزال الآن بحدود 5 %.


ويلفت إلى أن أهم ما ينقص المنطقة هو وجود شواطئ مفتوحة ومؤهلة لخدمة ذوي الدخل المحدود، مشددا على أهمية الإسراع بتأهيل شاطئ عام يوفر الخدمات اللازمة للزائر بشكل مجاني أو بأسعار رمزية ما يسهم في تنشيط الحركة السياحية والحد من الأخطار التي تشكلها الشواطئ المفتوحة بشكلها الحالي والتي تستقطب أعدادا هائلة من المتنزهين خلال العطلة الأسبوعية.


وتعد مناطق الأغوار عامة والبحر الميت على وجه الخصوص القبلة الأولى للسياحة الأردنية وخاصة العائلية خلال فصل الشتاء، إذ يؤمها عادة الآلاف من الزوار والمتنزهين خلال عطلة نهاية الأسبوع، الأمر الذي يسهم في الخروج من حالة الركود التي تعيشها المنطقة بقية أشهر العام.

 

اقرأ أيضا:

  البحر الميت يستعد لموسم سياحي جديد بإرث المشاكل القديمة