البحر الميت يستعد لموسم سياحي جديد بإرث المشاكل القديمة

1694098687349608700
متنزهون عند أحد شواطئ البحر الميت المفتوحة-(الغد)

البحر الميت– مع بدء العد التنازلي لموسم السياحة الشتوية في منطقة البحر الميت، يطفو على السطح مجددا، الحديث عن استمرار غياب أو ضعف الاهتمام بمستوى الخدمات التي يجب تقديمها لأعداد كبيرة من الزوار والمتنزهين، لا سيما الذين يضطرون للجوء إلى الشواطئ المفتوحة هناك كـ"خيار مر" لعدم قدرتهم على تحمل كلف دخول المنتجعات السياحية الموجودة حاليا.    

اضافة اعلان

 

  حول ذلك، يؤكد عدد من الزوار لـ"الغد"، أن استمرار التحديات والمعيقات كإيجاد بنية تحتية مناسبة، وإنشاء شاطئ عام تتوفر فيه الخدمات اللازمة، يضر بإحدى الوجهات السياحية التي تعتبر "عالمية فريدة"، لافتين إلى أن اعتياد الزوار والمتنزهين ارتياد الشواطئ المفتوحة كبديل وحيد متاح أمامهم يزيد الوضع البيئي سوءا. 


المواطن محمد الجعارات، يقول إن "منطقة البحر الميت عادة ما تشهد حركة سياحية كبيرة خلال الموسم السياحي الشتوي الذي يبدأ مطلع تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، إذ يؤمها عشرات آلاف الزوار أسبوعيا"، لافتا إلى أن "السواد الأعظم من المتنزهين هم من ذوي الدخل المحدود الذين لا يستطيعون تحمل كلف دخول المنتجعات السياحية الموجودة حاليا، الأمر الذي يدفعهم إلى التوجه إلى الشواطئ المفتوحة".


وأضاف الجعارات، أن "الشواطئ المفتوحة رغم خطورتها وافتقارها لأدنى الخدمات اللازمة لخدمة السياح، إلا أنها تعد وجهة سياحية للغالبية العظمى من الأردنيين"، مبينا أن "غياب الخدمات اللازمة كالطرق والشواطئ المؤهلة والحمامات والمياه النظيفة وحاويات القمامة أحال المنطقة إلى ما يشبه مكبات النفايات خاصة خلال أيام العطل".


ولفت إلى أن "النهوض بالواقع السياحي بالمنطقة، يتطلب المزيد من الاهتمام، وتوفير بنية تحتية مناسبة لخدمة الحركة السياحية، أو على الأقل جمع النفايات بشكل مستمر كي لا تتراكم بكميات كبيرة تشوه مظهر المنطقة"، مشددا على "ضرورة تأهيل شاطئ عام للحد من التشوهات التي يخلفها المتنزهون على الشواطئ المفتوحة".


وبالنسبة للمواطن فايز الرقيدي يقول: إن "الموسم السياحي الشتوي يشكل تحديا أمام كافة الجهات المعنية، كون المنطقة تعد المتنفس الأقرب والمفضل للعائلة الأردنية خلال فصل الشتاء"، لافتا إلى أن "المنطقة لم تشهد أي تطور ملموس منذ سنوات رغم الزيادة المطردة بأعداد الزوار".


وقال الرقيدي، إن "معظم المتنزهين يفضلون ارتياد الشواطئ المفتوحة للاستجمام بمياه البحر مع عدم قدرتهم على تحمل كلف دخول المنتجعات الموجودة حاليا"، موضحا أن "غالبية المتنزهين يتوافدون كعائلات أو مجموعات ما يجعل من كلف دخولهم أي منتجع أمرا صعبا للغاية مع وجود إمكانية وصولهم إلى الشواطئ بشكل مجاني".


ويرى المواطن صالح داود، أن "البحر الميت يعد إرثا طبيعيا وتاريخيا وسياحيا ومنطقة جاذبة للاستثمار، إلا أن الاهتمام الرسمي لا يرقى إلى مكانته على خريطة السياحة العالمية"، مشيرا إلى أن "غياب المشاريع السياحية التي تخدم السواد الأعظم من الزوار، سواء على شواطئ البحر الميت، أو في منطقة الزارة، أوجد مشكلة بيئية مزمنة".


كما أشار داود، إلى أن "غياب المشاريع السياحية التي تستهدف الغالبية العظمى من المواطنين، عادة ما يتسبب بانعكاسات سلبية على المنطقة كأهم الوجهات السياحية العالمية، خاصة فيما يتعلق بالنظافة، ناهيك عن المخاطر الكبيرة التي تواجه مرتادي الشواطئ العامة، كصعوبة الوصول إليها لعدم وجود طرق معبدة وعدم وجود منقذين ما يصعب من عمليات الإنقاذ".


من جهته، قال الرئيس التنفيذي لجمعية أصدقاء البحر الميت زيد سوالقة، إن "الموسم السياحي المقبل، سيشهد تحديات كبيرة نتيجة عدم وجود أماكن مؤهلة لاستقبال الزوار والسياح، خصوصا في المنطقة الشاطئية"، موضحا أن "المنتجعات التي كانت توفر خدمات بأسعار مناسبة ما تزال مغلقة ولا يوجد بدائل إلى الآن ما دفع بالمتنزهين للإقبال على الشواطئ المفتوحة رغم خطورة ارتيادها لعدم وجود طرق معبدة أو عدم وجود أي خدمات تذكر".

 

وأكد سوالقة لـ"الغد"، أن "إقبال السياح والمتنزهين على الشواطئ المفتوحة يخلق مشكلة بيئية حقيقية، نتيجة تراكم النفايات التي باتت تشكل مصدر قلق للزوار"، مشيرا إلى أن الهم الأكبر حاليا هو إيجاد حل جذري للتغلب على هذه المشكلة".


وأضاف، أن "الجمعية تقوم على فترات بحملات نظافة للشواطئ المفتوحة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والجامعات والمدارس، وستقوم خلال الفترة المقبلة بتوظيف أربعة عمال للعمل على تنظيف الشواطئ المفتوحة" لافتا إلى أن "الحل الأمثل هو تأهيل شاطئ عام بأسعار رمزية للمتنزهين تتوافر فيه المرافق الصحية والنظافة والطرق المعبدة وغيرها من الخدمات اللازمة". 


بدوره، قال مدير بيئة وادي الأردن المهندس محمد الصقور، إن "الحفاظ على نظافة المنطقة مسؤولية تشاركية يتحملها الزائر قبل الجهات المعنية"، موضحا أن "قلة الوعي وغياب الثقافة المجتمعية، تشكل تحديا أمام الجهات المعنية بالحفاظ على نظافة المنطقة".


وأضاف، أنه "تم القيام عدة مرات بحملات نظافة لشواطئ البحر الميت ومنطقة الزارة، إلا أنها سرعان ما تعود إلى سابق عهدها"، مشددا على "ضرورة توفير الأدوات اللازمة لتشجيع المتنزهين على تغيير سلوكهم في المحافظة على أماكن جلوسهم وتركها نظيفة وقد تم توزيع حاويات معدنية كجزء من الجهود المبذولة من أجل ذلك".

 

اقرأ أيضا:

 البحر الميت.. متنزه شعبي بلا شاطئ ولا مسابح