الأغوار الجنوبية: النخيل والمورينجا بديل للبندورة والبصل لتعويض الخسائر

محصول البصل الذي يعاني مشاكل بالتسويق بالغور الجنوبي-(الغد)
محصول البصل الذي يعاني مشاكل بالتسويق بالغور الجنوبي-(الغد)
هشال العضايلة الكرك- دفعت الخسائر المالية المتكررة التي يتكبدها مزارعون خلال عدة مواسم، بالأغوار الجنوبية، بالتخلي عن نمط الزراعات التقليدية كالبندورة والبصل، والتوجه نحو زراعة محاصيل أخرى غير تقليدية مثل النخيل والمورينجا وغيرها من أشجار الفواكه التي تعيش في المناطق الحارة، أملا بتعويض الخسائر. ويعول مزارعون على أن التوجه لهذا النمط من الزراعات والتي كانت تزرع على نطاق ضيق من شأنه تصحيح أوضاعهم ووقف الخسائر المالية بسبب زراعة مساحات واسعة من محصول البندورة وغيره من المحاصيل الخضرية التقليدية التي تعاني صعوبة بالتسويق وتدني الأسعار. ومنذ أكثر من ثلاثة مواسم، يفضل مئات المزارعين في مختلف مناطق الأغوار الجنوبية ترك مساحات واسعة من أراضيهم بورا أو تأجيرها للمزارعين الموسميين أو العمالة الوافدة، بسبب مخاوفهم من تكرار الخسائر المالية. ويبدو واضحا هذا الموسم أن زراعة البندورة تراجعت بشكل كبير في مختلف مناطق لواء الأغوار الجنوبية، بعد أن أدرك غالبية المزارعين أن "البندورة" كان المحصول الأكثر تسببا للخسائر خلال عملهم الزراعي منذ عدة مواسم. ويؤكد مزارعون، أن المخاوف من الخسائر دفعتهم إلى زراعات أخرى وخصوصا تلك التي لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه في ظل ضعف تزويد المياه من مصادره الحالية بسبب الجفاف. ويقدر مدير زراعة الأغوار الجنوبية المهندس ياسين الكساسبة أن ظروف المواسم الماضية دفعت المزارعين في الغور الصافي إلى تخفيض مساحات زراعة البندورة وهي زراعة تقليدية لصالح زراعات أخرى، من حوالي 17 ألف دونم في كل موسم إلى زهاء 8 آلاف دونم فقط بالموسم الحالي بانخفاض يعادل نصف المساحة السنوية. ولفت إلى أن هذه الحالة تؤكد توجه المزارعين الى التخلي عن الزراعات التقليدية بسبب صعوبة التسويق الزراعي وانخفاض الأسعار التسويقية والحاجة الى كميات كبيرة من مياه الري، مشيرا إلى أن كلفة الزراعات السابقة التقليدية مرتفعة في بعض الأحيان وخصوصا البصل والذي شهد الموسم الماضي اختناقات تسويقية أضرت المزارعين. وشدد المهندس الكساسبة على اهمية توجه المزارعين باعتماد أنماط زراعية جديدة، حرصا على مصلحتهم والتوقف عن الزراعات التقليدية لصالح زراعات جديدة ذات مردود مالي جيد، مؤكدا أن هناك توجها لزراعة أصناف من الفواكه الإستوائية والتي تعيش بالأغوار الجنوبية إضافة لزراعات النخيل وإنتاج التمور والفول السوداني والسمسم والكركديه وغيرها من الزراعات التي تسهم في تعدد طبيعة الإنتاج بالمنطقة. ومن الجدير ذكره، أنه وخلال مواسم زراعية سابقة، اضطر عشرات المزارعين إلى إلقاء محاصيلهم الزراعية وخاصة البندورة، المحصول الأكثر إنتاجا بالأغوار على الطريق العام وفي مجاري الأودية والسيول لتدني أسعار البيع إلى ما دون كلف الإنتاج، في حين ترك مزارعون محصول البصل في البساتين لذات السبب. وقال رئيس جمعية التنمية والتأهيل المحلية بالأغوار الجنوبية فتحي الهويمل إن عددا من المزارعين امتنعوا عن زراعة مساحات من أراضيهم خلال الموسمين الماضيين والموسم الحالي، بسبب الخسائر المالية التي لحقت بهم. وقدر الهويمل خسائر المزارعين المالية بالموسمين الماضيين بحوالي 7 ملايين دينار، نتيجة زراعات لم تجد تسويقا وبقيت أسعارها دون كلفة الإنتاج ومن بينها البصل والبندورة وغيرها من المحاصيل، ما دفعهم إلى التفكير بزراعات أخرى غير تقليدية والتقليل من زراعة البندورة التي تعاني خسائر سنوية غير معقولة لأسباب تتعلق بالتسويق وانخفاض الأسعار في موسم الإنتاج. ولفت إلى أن هناك توجها لزيادة مساحات زراعة النخيل وغيرها من أشجار الفواكه، إضافة الى زراعة شجرة المورينجا وهي شجرة تعطي العديد من المنتجات الغذائية والصناعية وبأسعار جيدة وبدون كلفة انتاج عالية كما هو الحال مع زراعات الخضار الموسمية. وأشار إلى أن أكثر من 35 ألف دونم من اصل 50 الف دونم تزرع سنويا بمحصول البندورة بالأغوار الجنوبية، وفي كل عام تتعرض المنطقة لخسائر كبيرة بسبب غياب التنسيق الزراعي لمنتجات الأغوار الجنوبية، والتي تسهم في عمليات التصدير الوطنية للمنتجات الزراعية سنويا. وأشار المزارع ياسر أمين إلى أنه اعتاد كل عام زراعة أكثر من 6 وحدات بمحصول البندورة، إلا أنه وبسبب تردي الأسعار والخسائر الكبيرة اقدم على زراعة وحدتين فقط الموسم الحالي، وتخفيض زراعة البصل ايضا والتفكير بتطوير زراعة النخيل وبعض أصناف الفواكه الاستوائية وزيادة مساحة زراعة الحمضيات وزيادة أصناف الخضار الأخرى التي تعتبر أصنافا رديفة لزراعة البندورة بالأغوار الجنوبية. وبين أن أعدادا كبيرة من المزارعين بدأت بتقليص المساحات المزروعة من اراضيهم بسبب ما يتعرضون له في كل موسم من خسائر، لافتا الى ان مهنة الزراعة اصبحت غير مجدية على الاطلاق، مثمنا جهود مديرية زراعة الاغوار الجنوبية من حيث توجيه المزارعين بخصوص الأنماط الزراعية. ويرى المزارع حسن المشاعلة، أن على المزارعين وفي ظل تكبدهم خسائر مالية كبيرة، إعادة التفكير بطريقة ونمط الزراعة بالاغوار، والتوقف عن زراعة مساحات واسعة من البندورة، رغم انه المحصول الأسهل والأكثر عطاء في حال كان الموسم جيدا وكانت الأسعار والتسويق مناسبين. وطالب المشاعلة الأجهزة المعنية بدعم المزارعين الذين يتعرضون للخسائر بسبب الظروف الطارئة أسوة ببقية القطاعات الاقتصادية الأخرى، ومساندتهم في الزراعات الجديدة وغير التقليدية للاستمرار فيها. ويقدر المهندس الكساسبة المساحات الزراعية بالأغوار الجنوبية بحوالي 55 ألف دونم يزرع منها 30 الف دونم كل موسم، بمحاصيل البندورة والخضراوات الأخرى وحوالي 12 ألف دونم بمحصول العنب وحوالي 4 آلاف دونم بالموز، لافتا الى ان مساحة لا تزيد على 5 آلاف دونم هي التي يتم تركها بورا ولا تزرع من قبل المزارعين.

إقرأ المزيد :

اضافة اعلان