استياء من بعد قاعات "التوجيهي" لطلبة "الخاصة" بالأغوار الشمالية

إحدى قاعات امتحان الثانوية العامة بالأغوار الشمالية-(الغد)
إحدى قاعات امتحان الثانوية العامة بالأغوار الشمالية-(الغد)

الغور الشمالي - أبدى طلبة ثانوية عامة للدورة الصيفية (الخاصة) 2024، وأولياء أمورهم في لواء الغور الشمالي، استياءهم من بعد بعض قاعات الامتحان عن أماكن إقامتهم، وصعوبة وصولهم إليها، وحاجتهم إلى تأمين وسيلة نقل سريعة وآمنة، من الممكن ألا تتوفر يوم الامتحان، ما قد يحرم الطالب من تقديم امتحانه.

اضافة اعلان


وتساءل البعض عن أسباب توزيع الطلبة على قاعات بعيدة عن مكان إقامتهم، إذ إن بعضها يبعد مسافة تزيد على 30 كلم، قائلين "كان بإمكان القائمين على توزيع أرقام الجلوس وتحديد أماكن القاعات، إراحتنا من جهد وعناء الوصول إلى القاعة بالوقت المحدد".


وقال طلبة، في أحاديث لـ"الغد": "إن اختيار القاعات غير مدروس، ولم يراع الظروف الاجتماعية لطلبة المنطقة، فأبناء الأغوار يعانون من ظروف مالية صعبة جدا"، مشيرين إلى أن كلف التنقل من وإلى القاعات، تثقل كاهل ذويهم. 


وبينوا، أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تحديد قاعات بعيدة عن أماكن إقامة الطلبة، وفي كل مرة يبرر المعنيون "أن ذلك لمصلحة الطلبة".  


وقال طلبة يقطنون في الجهة الجنوبية من اللواء، إن اللواء معروف بارتفاع كبير في درجات الحرارة، إذ تصل تتجاوز أحيانا 40 درجة مئوية، كما أن خدمة المواصلات العامة ليست متوفرة بالشكل المطلوب، ما قد يتسبب بتأخرهم عن الوصول إلى القاعات الواقعة في مناطق الشونة الشمالية، والتي تبعد عن مناطق سكنهم من 25 إلى 35 كم.  


يقول علي محمد والد طالبة من منطقة الكريمة، إنه مضطر إلى إبقاء ابنته في بيت أقارب له بالشونة الشمالية، لبعد المسافة بين الكريمة منطقة سكنهم وموقع قاعة الامتحان، خشية وقوع أي ظرف محتمل، يمنعها من الوصول للقاعة.


وأوضح أن الظروف المالية الصعبة التي يعاني منها، تحول دون قدرته على توفير وسيلة نقل خاصة لابنته، إذ تبلغ تكلفة تنقلها من المنزل إلى قاعة الامتحان نحو 5 دنانير، لذا فإن بقاءها في بيت أقاربها القريب من قاعة الامتحان هو الخيار الأفضل، رغم أن الطالب يحتاج خلال الامتحانات إلى ظروف خاصة لا يجدها إلا بمنزله. 


وطالب، الجهات المعنية، بإعادة النظر في مواقع قاعات الامتحان، واختيار قاعات تراعي ظروف الأهالي والطلبة. 


الطالبة مها أبو نعاج، قالت إنها ستضطر إلى قطع مسافة تزيد على 30 كم لتصل إلى قاعة الامتحان في منطقة معاذ بن جبل، بينما مكان إقامتها في المشارع. 


وأضافت أن مناطق الأغوار لا تتوافر فيها وسائل النقل بالشكل المطلوب، واستخدام وسيلة نقل خاصة أمر مكلف لا يقدر عليه أغلبية الأهالي، كما أن موسم الصيف يزيد من معاناة التنقل في مناطق الأغوار المعروفة بارتفاع درجات الحرارة.


وتابعت "مع هذا الوضع، سأضطر إلى مغادرة المنزل بوقت مبكر جدا لضمان الوصول إلى قاعة الامتحان بالوقت المطلوب". 


وبينت أنه، ومنذ أن علم الطلبة بأماكن قاعات الامتحان والقلق يسيطر عليهم، وأصبح تركيزهم منصبا على مسألة الوصول إلى القاعات أكثر من التركيز على الدراسة.  


وأشارت الطالبة صبا خالد إلى أنها تقدمت لامتحان الثانوية العامة قبل حوالي دورتين، وكانت أجواء القاعات غير مناسبة لارتفاع درجات الحرارة، إذ كانت بعض القاعات خالية من أي وسيلة تبريد، مؤكدة أن قاعات الامتحانات في الأغوار بالذات، تحتاج لمكيفات بالصيف ووسائل تدفئة بالشتاء.


ويسيطر القلق على والدة الطالبة غنى علي، نتيجة وقوع قاعة الامتحان في منطقة  المنشية، وتبعد عن مكان إقامتها مسافة كبيرة، كما أن المدرسة التي يعقد فيها الامتحان، تقع على طريق زراعي غير مخدوم بشبكة طرق، ما يضطرها لاستئجار وسيلة نقل توصلها إلى المدرسة مع مجموعة من زميلاتها، وسط معاناة لا تتناسب وما يحتاجه الامتحان من ظروف هادئة ومريحة، وخصوصا أنها المرة الأولى التي تذهب فيها للمنطقة ولا تعرف عنها أي شيء. 


ويرى أولياء أمور، أن بعد القاعات عن أماكن سكنهم، يوثر سلبا على تحصيل الطلاب ونتائجهم، في ظل أجواء حارة جدا، إلى جانب المعاناة من المواصلات، والإرهاق الجسدي والقلق النفسي، ما يفقدهم التركيز خلال تأدية الامتحان. 


بدوره، قال مدير مديرية التربية والتعليم في الغور الشمالي الدكتور محمد الشرمان، إن اختيار قاعات الامتحان يجري بعناية تامة، لتكون قريبة من أماكن سكن الطلبة، ومخدومة بالمواصلات لتسهيل عملية التنقل، مشيرا إلى أنه تم التأكد كذلك من كامل تجهيزات القاعات لتكون أجواء الامتحانات مناسبة. وأضاف الشرمان، أن عدد طلبة الدراسة الخاصة قليل مقارنة مع الطلبة النظاميين، لذلك يتم اختيار قاعات مركزية لهم، مؤكدا أن ذلك يعد ظرفا استثنائيا. 

 

اقرأ أيضا:

لا تغيير على طبيعة امتحان التوجيهي