"مسلخ الشونة الشمالية" آيل للسقوط وغير صالح للعمل

جانب من مسلخ لواء الشونة الجنوبية-(أرشيفية)
جانب من مسلخ لواء الشونة الجنوبية-(أرشيفية)
علا عبد اللطيف الغور الشمالي- "غير صالح، وآيل للسقوط، وأرضيته محفرة. لم يجر عليه أي تطوير أو عمليات صيانة منذ إنشائه في سبيعنيات القرن الماضي"، هذا لسان حال قصابي لواء الأغوار الشمالية بمحافظة إربد في وصف مسلخ الشونة الشمالية. وعلى الرغم من تشديد وزارتي الصحة والادارة المحلية، في تطبيق البروتوكول الصحي المعتمد، للحد من انتشار فيروس كورونا، والقضاء على أي بيئة تعمل على انتشاره، الا ان المسلخ في لواء الشونة الشمالية، التابع لبلدية معاذ بن جبل، تنتفي فيه عوامل السلامة العامة والصحة. وأشاروا الى أنه برغم ما قطعته الجهات المعنية من وعود، لإنشاء مسلخ حديث في اللواء، لكن أيا منها لم يتحقق، داعين الى إنشاء مسلخ نموذجي في اللواء، لوضع حد للتخوفات من ان يتسبب بكارثة صحية، الى جانب أن وجوده الحالي، يتسبب بتلويث بيئي، ويؤثر على السلامة العامة. وكانت لجنة الصحة والسلامة العامة في اللواء، أغلقت المسلخ السبت الماضي مؤقتا، لمخالفته الشروط الصحية والبيئية، وفق متصرف اللواء رئيس لجنة بلدية معاذ بن جبل علي الحوامدة. وقال الحوامدة، إنّ اغلاق المسلخ، جاء بعد الكشف الحسي للجنة الصحة والسلامة العامة بالتشارك مع بلدية معاذ بن جبل ومديرية الصحة والشرطة البيئية، ما أظهر مخالفة المسلخ للعديد من الشروط الصحية والبيئية. وبين أن المخالفات التي حررتها اللجنة للمسلخ، كانت مكررة، وسبق للمسلخ أن وقع فيها، وأبرزها عدم التزام إدارته، بنضح حفرته الامتصاصية، وإفراغ مخلفات الذبحيات في الحاويات، بطرق غير مناسبة، وعدم وجود وسيلة نقل مبردة لنقل الذبحيات، إلى جانب اعتباره غير مؤهل لممارسة أعماله. وأكّد، أن المسلخ الذي ضمنته بلدية معاذ بن جبل سابقاً لأحد المستثمرين، سيبقى مغلقاً الى حين تصويب مخالفاته الواردة في تقرير اللجنة، لافتاً إلى تنظيم الطبيب البيطري الخاص بالبلدية، لجولات رقابية على ملاحم المنطقة، للتأكد من سلامة الذبحيات. واشار الى الإيعاز بتشكيل لجنة إنشائية، تضم ممثلي قسمي الأبنية في مديرية أشغال إربد وبلدية معاذ والصحة العامة، للكشف الفني على مبنى المسلخ، الذي تظهر تصدعات في جدرانه وأسقفه وتلف في ارضيته، ما يمثل خطورة على مرتاديه وعامليه، مبيناً أنه سيُتخذ قرار مناسب بهذا الشأن. وأضاف الحوامدة، انّ البلدية خاطبت أخيراً سلطة وادي الأردن لتخصيص قطعة أرض لصالح البلدية خارج حدود التنظيم، لإنشاء مسلخ بمواصفات حديثة في المنطقة. قصابون وأصحاب ملاحم ومحال تجارية في مناطق مختلفة من اللواء، قالوا إنهم يضطرون لذبح مواشيهم في مسلخ تنتفي فيه الشروط الصحية، تفاديا لتعرضهم للتعرض للمخالفة من البلدية، وبالتالي إغلاق محالهم. ولفتوا الى أن مبناه آيل للسقوط، ومعداته بدائية، وتجهيزاته غير صالحة للعمل، الى جانب عدم وجود تبريد في سيارة نقل اللحوم الخاصة به، وخراب أرضيته المليئة بالحفر، ما يجعل عملهم مقلقا، بخاصة في هذه الظروف الصحية التي تعيشها البلاد في ظل جائحة كورونا. وبينوا أن المسلخ متواضع جدا، وغير قادر على تلبية مهامه من ناحية الذبح، وتوفير مناخ عمل صحي، والحفاظ على سلامة البيئة والصحة العامة، مشيرين إلى عدم توافر ادنى شروط السلامة العامة فيه، بخاصة في ظل انعدام نظافته. قاطنون في مناطق مجاورة له، قالوا إنهم ومنذ عقود لم يشهدوا أي تحديث للمسلخ، وأنهم يعانون من انبعاث الروائح الكريهة منه، لتراكم النفايات في حاوياته، ما يخلق بيئة تسهم بتكاثر الحشرات والكلاب الضالة. محمد التلاوي من سكان المنطقة المجاورة، بين ان عمالا في المسلخ، ينفذون أعمال ذبح المواشي من دون تنظيف أماكن الذبح من المخلفات، بالإضافة إلى تجمع المياه والدماء في ارجائه وفي محيطة. وأكد صاحب ملحمة في الشونة، فضل عدم الكشف عن اسمه، ان القصابين يفضلون ذبح مواشيهم في محالهم بدل المسلخ، وخشية تعرضهم للمخالفات، يضطرون الى ذبحها في المسلخ. واستغربوا بقاء المسلخ على حاله منذ عقود، دون ان يتطور فيه شيء، في وقت تتقاضى فيه البلدية رسوما على خدمات الذبح، لكنها في المقابل لا تقدم خدمات مقبولة للقصابين. ودعوا الى أن ينظر للمسلخ من حيث موقعه ومبناه وتجهيزاته وآليات عمله، ومطابقته للمواصفات المعتمدة صحيا، بالاهتمام، ودراسة كل ما يحيط به من اشكاليات، وحلها، فهو على حالته الراهنة، لا يفي بغرضه في خدمة القصابين والمواطنين، وبقاؤه ينذر بكارثة بيئية وصحية. ولا يخفي القصاب علي العليمي، انه اتجه نحو بيع اللحوم المبردة، خشية بيعهم لحوم ذبائح لم تخضع لأدنى المواصفات الصحية من حيث الذبح والتبريد، منطلقا بذلك من باب الحفاظ على الصحة العامة. ولفت الى انه لم يتخذ قرار الانتقال الى بيع اللحوم المجمدة، الا بعد مشاهدته للاهمال الذي تتعرض له الذبحيات، وطرق حفظها في سيارة نقل اللحوم غير المبردة في منطقة معدلات الحرارة فيها مرتفعة، الى جانب ما يخلفه الجزارون من نفايات بعد الذبح. وبين أن البلدية والطبيب البيطري، على علم بعدم وجود جاهزية سيارة نقل اللحوم في المسلخ للعمل، لانها غير مبردة وغير مجهزة لنقل اللحوم على النحو المعتمد عالميا، وبرغم ذلك يستمر عملها، دون أن يوضع حد لهذه المشكلة المتحركة. واكد المواطن علي البشتاوي، استياءه من رفض التزام بعض القصابين بشروط الصحة والسلامة العامة عند نقل الذبائح من المسلخ إلى محالهم، بالإضافة الى عدم التزامهم بالطرق والآليات السليمة في عرض اللحوم في الثلاجات وخارجها. وأشار سكان في اللواء، إلى أن قصابين يذبحون المواشي في المسلخ، وينقلونها على نحو غير صحي، عبر وضعها في الصناديق الخلفية لسياراتهم، ما قد يؤدي إلى تلوثها وتلويث الشوارع التي يتنقلون علهيا، جراء نزف الدماء منها.اضافة اعلان