أيمن عودة.. الفرصة الضائعة

يديعوت آحرونوت بقلم: عوديد شالوم 17/5/2023 كان ينبغي لأيمن عودة أن يترك الحياة السياسية منذ زمن بعيد. يبدو هذا تسيدا وتعاليا، لكن عودة ليس فقط أملا كبيرا في سياسة المجتمع العربي في إسرائيل بل شكل ايضا أملا كبيرا لليسار الإسرائيلي كله. شاب، بليغ، مثقف، نشأ في حركة شبيبة الحزب الشيوعي. من مواليد حيفا الذي دخل منذ عمر 23 إلى مجلس المدينة وقاتل ودافع عن حقوق سكانها العرب. محامٍ لامع، بليغ اللسان بالعبرية بحيث لا يرف له جفن. في اليسار الفلسطيني، رأوا في عودة فرصة: زعيم سياسي عربي يمد اليد في ارتباط حقيقي. يتحدث عن صراعات اجتماعية، عن مساواة، عن حرية، عن عدالة لنا جميعا – لليهود وللعرب. منتديات عودة في تل ابيب كانت تمتلىء بالناس. في يافا وفي حيفا. في المدن المختلطة التي ما يزال اليسار فيها حاضرا، حتى وإن كان يتقلص كان عودة نجما لامعا. نظر إلى الاحتلال في عيونهم حتى قبل أن يصبح هذا القول ملصقا في مظاهرات كابلن. لكن في النهاية، في التاريخ، سيكتب أن عودة فشل. الرجل الذي عولوا عليه أ يكون ضلعا جامعا لم يفهم حجم الساعة. وضع المصاعب في وجه وحدة القائمة المشتركة، رفض المرونة، أن يكون براغماتيا، أن يرى الصورة الكاملة. لقصر نظره كانت مؤشرات مبكرة. بعد حرب لبنان الثانية أثنى على زعيم حزب الله حسن نصرالله على "النصر العظيم". نصرالله الذي أطلق الصواريخ التي سقطت ضمن مواقع أخرى على حيفا وعلى بلدات عربية في الشمال. أنت لا يمكنك أن تتحدث عن كفاح غير عنيف وفي الوقت نفسه، تثني على زعيم تنظيم "إرهابي" يطلق الصواريخ عليك. في نيسان (أبريل) 2022 دعا العرب الذين يخدمون في الشرطة إلى إلغاء السلاح والاستقالة احتجاجا على سلوك الشرطة في شرقي القدس. كان هذا قولا بائسا على لسان زعيم قطاع نازف، أبناؤه وبناته يقتلون بأعداد لا تصدق. المجتمع العربي تواق لشرطة قوية وذات صلة لمعالجة الجريمة المجنونة – ومن يدعو الشبان العرب لأن يتركوا الشرطة ليس جديرا بأن يكون زعيما. في نهاية السنة الماضية سمح عودة لحكومة لبيد أن تسقط رغم أنه كان يمكنه أن يدعمها من الخارج. بدلا من ذلك، قاتل ضدها من المعارضة مع الليكود، قاتل مع سموتريتش وبن غفير. ولهذا ففي اليسار يرون فيه أحد المسؤولين عن إقامة حكومة اليمين المتطرف. لقد أكثر عودة من الحديث عن مظالم الاحتلال. في الوقت الذي يقلق فيه سكان الطيبة والطيرة في المثلث من البنى التحتية العليلة، من السيول في الشتاء ومن الجريمة. بالنسبة للجمهور العربي في اسرائيل الحياة مهمة رغم ما يؤلمهم ما يحصل في الضفة، فللكثيرين منهم يوجد أقرباء في مخيمات اللاجئين في نابلس وفي غزة. لكن في النهاية الإنسان قريب لنفسه. فهو ينهض في الصباح، يفتح النافذة وإذا برائحة المجاري المتدفقة في الشارع تضرب أنفه. بعد ساعة ونصف من ذلك يكون في العمل لدى اليهود. "عندكم اليهود يمكن للمرء أن يأكل من الرصيف في الشارع"، قال ليس ذات مرة مواطن عربي في إحدى مدن المثلث، "انظر كيف يبدو هذا عندنا". كان هذا في الشتاء. نظرنا كلانا حوالينا، غرقنا في الطين، مرت مركبة وملأتنا بمياه عفنة. منصور عباس شخص هذه المشاعر وتجاوز عودة في اختبار الشعبية في أوساط الجمهور العربي. في الانتخابات الأخيرة وفي تلك التي سبقتها تحدث عودة عن الوحدة لكن ارادته بقيت مثابة أقواله. على هذا عاقبه الجمهور في صندوق الاقتراع. الحياة نفسها، كما يتبين، ليست اقل اهمية من الكفاح ضد الاحتلال.اضافة اعلان