ثمانية دروس من الحملة

فلسطيني يتفحص منزله المدمر إثر غارات لطائرات الاحتلال في غزة.-(وكالات)
فلسطيني يتفحص منزله المدمر إثر غارات لطائرات الاحتلال في غزة.-(وكالات)
يديعوت أحرنوت بقلم: غيورا آيلند 14/5/2023 أمس على الأقل قبيل منتصف الليل كان يبدو أن حملة "درع ورمح" وصلت الى نهايتها في وقف النار بين اسرائيل والجهاد الاسلامي بوساطة مصرية. وسواء بقي وقف النار على حاله ام لا، يمكن منذ الان ان نعرض الدروس التي تعلمناها – ليس فقط من هذه المواجهة ومن مواجهات سابقة مع غزة، بل وايضا من مواجهات مشابهة مع حزب الله في التسعينيات. أولا، من المهم أن نميز بين نوعين من الحملات: تلك التي غايتها محدودة وهي الحفاظ على الوضع القائم، وتلك التي غايتها تغيير الوضع من أساسه. بطبيعة الاحوال فان الانجاز الممكن للنوع الاول من الحملات هو انجاز متواضع، بينما حملة – أو حرب – غايتها تغيير الوضع من أساسه تنطوي على مخاطر، خسائر وأثمان عالية. محظور ان يغرينا شيء فنعتقد أنه يمكن تغيير الوضع من اساسه، مثلما في النوع الثاني من الحملات، مع دفع ثمن متدن ولمدى زمني قصير مثلما هو في نوع الحملات الاول. واضح تماما ان الحملة الحالية تنتمي، مثل سابقاتها للنوع الاول. ثانيا، اذا كان استمرار الواقع القائم – جولة عنيفة في كل سنة بالمتوسط – يعتبر أمرا لا يطاق، فعندها يمكن التفكير باستراتيجية أخرى، لكن بحثا كهذا محظور أن يتم في إطار حملة ما، بل قبلها. عندما تفحص إمكانيات أخرى، لا يكفي القول كم هو الوضع القائم لا يطاق بل ان تطرح خطوة كاملة كفيلة بان تخلق واقعا افضل. ثالثا، من المهم – وقبل اتخاذ القرارات – الوصف السليم للواقع. وبالفعل، الواقع هو أن غزة أصبحت منذ زمن بعيد بحكم الامر الواقع دولة مستقلة، بينما حكومتها – حكومة حماس – توجد في توتر بين مصلحتين: الأولى ضمان الحياة الطبيعية لسكان غزة، والثانية، الحفاظ على المقاومة لإسرائيل والتحول الى زعيمة الفلسطينيين في يهودا والسامرة أيضا. في إسرائيل توجد قدرة على دفع حماس لان تفضل المصلحة الأولى، وكلما وسعنا "الجزر الاقتصادي" في أيام الهدوء، هكذا ننجح اكثر. رابعا، في كل مواجهة مع منظمة، في هذه الحالة، الجهاد الإسلامي لا توجد أي أهمية لمسألة من كان آخر من اطلق النار. اذا كنا نجحنا في أن نضرب أهدافا نوعية للطرف الاخر ورد بالنار، حتى وان كانت مكثفة، ولم توقع إصابات، فهذا بالضبط الوقت لانهاء الحدث ويبدو أن مرتين على الأقل سبق أن كنا في مثل هذا الوقع في أيام القتال. خامس، لإسرائيل توجد دوما مصلحة لانهاء الحدث بسرعة، بينما للطرف الاخر توجد مصلحة لمواصلة المواجهة. من ناحيتنا، حتى لو لم نعترف دوما بذلك، توجد بشكل عام منفعة هامشية متضائلة من هجمات إضافية، بينما من ناحية العدو، كل يوم تجلس فيها نصف دولة في الملاجئ هو انجاز آخر في تثبيت قدرة صموده. سادسا، ينبغي أن نكون أكثر حساسية لعدد المصابين غير المشاركين، نساء وأطفال في الطرف الاخر. هذا لا يعني أن الحملة لم تكن مبررة، لكن كان يمكن التوقع من المتحدثين الإسرائيليين ان يعربوا عن تعاظم اكبر بالنسبة للمدنيين الذين قتلوا في غزة. سابعا – يجب أن يتوقف النهج المحرج الذي يكرر نفسه في كل حملة، والذي درج فيه رئيس الوزراء ووزير الدفاع – وهذه المرة جر معهما أيضا رئيس الأركان ورئيس الشاباك – على إدارة مؤتمرات صحفية كثيرة الثناء الذاتي ورسائل التهديد. هذا ليس جديرا، هذا ليس محترما، ليس مقنعا، يلحق ضررا بالعالم – واذا ما تعقدت الحملة أيضا، فان المؤتمرات الصحفية تلك ستبدو كمسرحيات مثيرة للشفقة. ثامنا، الجيش ينفذ تحقيقا بعد كل حملة. وبالتأكيد سيجري ذلك أيضا في نهاية الحملة الحالية. غير أنه لا يجري في أي مرة تحقيق حقيقي مع القيادة السياسية أيضا. كل النقاط الثمانية التي عرضت هنا تعلمناها جيدا في التسعينيات، وبالتأكيد في العقد الأخير، لكن يبدو أن القيادة السياسية تتعلمها في كل مرة من جديد، وخسارة.اضافة اعلان