في الطريق إلى الهاوية

هآرتس -(الغد)
هآرتس -(الغد)
بقلم: أسرة التحرير   23/5/2023
عشرات المرات أقرت الكنيست ميزانية الدولة منذ تأسيسها. إقرار الميزانية هو الاجراء السلطوي الأهم في أيدي المشرعين لأجل تحقيق احتياجات الشعب. ليس عبثا أن القانون يقرر بأنه على الكنيست ان تحل اذا لم تنجح في اقرار الميزانية في موعدها.اضافة اعلان
كل اقرار للميزانية هو علامة طريق، لكن اقرار ميزانية 2023 – 2024 هذا المساء (أمس) سيكون فصلا مركزيا في تاريخ الدولة. هذه لحظة انعطافة. تصويت النواب سيؤدي الى انحرافة حادة عن المسار. من دولة متطورة وتنافسية، تتصدى لدول رائدة في العالم، ستدخل اسرائيل الى مسار من التدهور نحو الضعف، الفقر والجهل.
ستتضمن الميزانية الحالية الاتفاقات بين كتل الائتلاف المعدة لضخ مبالغ غير مسبوقة لأهداف قامعة للنمو الاقتصادي: مضاعفة ميزانيات المدارس الدينية وطلاب الدين وارتفاع حاد في ميزانيات المؤسسات الحريدية التي لا تعلم المواضيع الاساسية. هذه المؤسسات تضمن لمعظم تلاميذها مستقبلا بلا خبرات اساسية سيحتاجونها في سوق العمل ولهذا فانها تحكم عليهم بحياة الفقر والتعلق بميزانيات الرفاه والإغاثة.
لقد أجاد في وصف هذا 120 مسؤولا اقتصاديا كبيرا سابقا في الوزارات الحكومية الذين كتبوا في عريضة لهم يقولون إنه سيكون لتحويل الأموال في الاتفاقات الائتلافية "إثارة ذات مغزى وبعيدة المدى على اقتصاد اسرائيل ومستقبلها". واشاروا الى أن هذه الاموال "من شأنها أن تخلد دائرة تعلق بالرفاه الاجتماعي بدلا من تنمية الاستقلالية". وأنه "واضح من تلقاء ذاته أن دولة اسرائيل لن تتمكن من مواصلة أن تكون في عداد الاقتصادات المتطورة في العالم".
إن آثار إقرار ميزانية الدولة للعامين 2023 – 2024 لن نشعر بها على الفور. بل العكس، يمكن أن نتوقع بأن يلوح رواد السياسة الاقتصادية الهدامة في الفترة القريبة القادمة للمرة تلو الاخرى بإنجازات الماضي كي يخلقوا صورة وضع هادئة وايجابية. مؤيدوهم ايضا سيعودوا ليدعوا بأن النقد الحاد على سلوكهم مصاب باللاسامية وبكراهية الحريديين.
لكن بعد عقد او اثنين، حين لن يكون في إسرائيل ما يكفي من الأيدي العاملة الخبيرة او العقول ذي المعرفة التي تسمح بنمو اقتصادي؛ عندما ستنهار ميزانية الدولة بسبب الالتزامات العالية لمخصصات إغاثة ودفعات لطلاب الدين – سيعرف الجميع بأن لحظة الانعطافة وقعت في 23 أيار (مايو) 2023، حين أقرت الكنيست ميزانية الدولة التي دمرت مستقبلها. إذن فليعلم الجميع بان رئيس وزراء مصاب بالفساد تخلى عن فكره الاقتصادي فقط وحصريا بهدف البقاء سياسيا.
نتنياهو يسلم هذه الايام مستقبل اسرائيل لاعضاء الائتلاف الاكثر تطرفا في الدولة. انطلاقا من التنكر للمسؤولية وإغلاق الحس على سماع أصوات التحذير التي تصدر من كل صوب، فإنهم يرفعون إسرائيل الى مسلك نهايته هوة. هم غير جديرين بمناصبهم.