ميزانية الخراب

هآرتس أسرة التحرير 15/5/2023 في تفانيه المطلق للكفاح لتثبيت حكمه بكل ثمن لا يتردد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ترك مستقبل أطفال إسرائيل لمصيرهم. ففي استسلام جارف لمطالب الأحزاب الحريدية الائتلافية، قرر عمليا الحكم على عشرات منهم بحياة الفقر، الجهل، وانعدام المساواة في الفرص. في ظل الحملة ضد الجهاد الإسلامي في غزة وبينما كان يتبجح لكفاحيته وبانعدام استعداد حكومته للحل الوسط انحنى نتنياهو أمام كل مطلب ائتلافي طرح عليه. لرئيس شاس، آريه درعي، استسلم وزاد ميزانية مشروع للقسائم الغذائية من 850 مليون شيكل إلى مليار شيكل. وقد فعل نتنياهو هذا رغم فتوى قانونية قضت بان القسائم الغذائية تميل في صالح العائلات الحريدية، في ظل تجاهل تحذير قسم الميزانيات في أن هذا حافز سلبي لتشغيل الحريديين. كما وافق نتنياهو على زيادة ميزانية مؤسسات التعليم من التيار المعفي بـ 230 مليون شيكل. عمليا يدور الحديث عن مضاعفة ميزانية هذه المدارس، التي لا تخضع لاي مراقبة ولا تعلم المواضيع الأساس. تحويل مبلغ مالي كبير جدا يشكل خرقا ظاهرا للقانون الذي لا يسمح لهذه المدارس بان تحصل على أكثر من 55 % من ميزانية المدرسة الرسمية العادية. وقد حذر قسم الميزانيات من أن نتنياهو بذلك يهيئ جيل المستقبل من الحريديين دون خبرات لسوق العمل. لكن هذا لا يهم حقا من لا يحرص الا على مستقبل حكومته. كما أن ميزانية المدارس الدينية ازدادت الى ملياري شيكل في السنة وذلك رغم أن تحليل قسم الميزانيات اظهر بان ا لامر سيؤدي الى هبوط بنحو 5 % في تشغيل الرجال الحريديين. إضافة الى العلاوات التي أعطيت للوزارات الحكومية التي بسيطرة الصهيونية الدينية، فبالاجمال يدور الحديث عن علاوات بمئات ملايين الشواكل لزيادة دعم المدارس الداخلية التي لا تعود الا للتعليم الرسمي – الديني، للهوية اليهودية وغيرها. لقد رفع نتنياهو انفاق الأموال الائتلافية الى ذروة غير مسبوقة بمبلغ 13.7 مليار شيكل، والتي الأغلبية الساحقة منها مكرس لأغراض قطاعية تقدس التفوق اليهودي وإبقاء الحريديين داخل أسوار الغيتو وخارج سوق العمل. عمليا، لم يسبق أن انفق مبلغ كبير كهذا على أهداف هدامة كهذه. الأطفال الحريديون سيكونون أول من يدفع ثمن الفقر والجهل وفي اعقابهم دولة إسرائيل كلها. لقد قضى قسم الميزانيات بأن المبالغ الائتلافية ستؤدي الى انهيار في معدلات العمالة الحريدية، ضياع ناتج بمقدار 6.7 تريليون شيكل حتى العام 2060 ورفع ضرائب بـ 16 %. هذا سيكون الأرث التاريخي لنتنياهو: رئيس الوزراء الذي دهور إسرائيل على مكانة دولة عالم ثالث.اضافة اعلان