"نتنياهو" يعلن مواصلة عمليته العسكرية برغم قرار محكمة العدل الدولية

صواريخ المقاومة نحو "تل أبيب".. رسائل للاحتلال بالبقاء والتأهب

صور لاسلحة وعتاد جنود من الكيان المحتل قتلوا واسروا في عملية نوعية للمقاومة الفلسطينية بغزة.-(وكالات)
صور لاسلحة وعتاد جنود من الكيان المحتل قتلوا واسروا في عملية نوعية للمقاومة الفلسطينية بغزة.-(وكالات)
عمان - بعد ساعات من الضربة التي تلقاها الاحتلال في "نفق جباليا"؛ أرسلت حركة "حماس" رسالة أخرى بإطلاق صواريخها الكثيفة من رفح، جنوب قطاع غزة، نحو تل أبيب وعدة مناطق في الكيان الصهيوني الذي يهدّد بإحكام القبضّة لاجتياحها، لتؤكد المقاومة جاهزيتها العالية للرّد وتمسكها بالبقاء والدفاع عن الشعب الفلسطيني.اضافة اعلان
ودوت صفارات الإنذار بجميع مدن وسط الكيان المحتل وتل أبيب الكبرى بعد رشقات صاروخية مكثفة من المقاومة، كما دوت في كفار سابا وهرتسليا ورعنانا شمال تل أبيب، وفق ما ذكرت وسائل إعلام.
وفي وقت سابق من يوم أمس قالت كتائب القسام إن مقاتليها استهدفوا 5 دبابات إسرائيلية وجرافتين عسكريتين وناقلة جند في "بلوك 2" وشارع الداخلية بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
كما قصفت المقاومة قوات غازية من الاحتلال متوغلة في حي القصاصيب بمخيم جباليا بقذائف الهاون من العيار الثقيل، واستهدفت دبابة "ميركافا 4" بقذيفة "الياسين 105" في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وأعلن أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام عن أسر وقتل وجرح جنود إسرائيليين خلال عملية مركّبة عصر أول من أمس شمالي قطاع غزة حيث استدرجوا قوة إسرائيلية إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا.
وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها كتائب القسام أسر جنود إسرائيليين في غزة منذ معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وكعادته نفى الاحتلال أن يكون أي جندي أسيرا في جباليا، إلا أن أباعبيدة، الذي عرض فيديو لجندي قتيل بأحد الأنفاق وعد بالدليل والمزيد حول القتلى والأسرى.
في الأثناء ما يزال رئيس حكومة الاحتلال"، بنيامين نتنياهو"، المصدوم يردد ذات المقولات والتي تحمل معاني "إنكار الهزيمة"، والتأكيد على مضية بالعملية العسكرية الواسعة في رفح، على الرغم من إصدار محكمة العدل الدولية في لاهاي أمراً تقييدياً بوقفها.
ولأول مرّة منذ أربعة أشهر، تدّوي صفارات الإنذار في مختلف مناطق الكيان المُحتّل، وسط حالة من الذعّر والرعب تعتلي نفوس الشارع العاجّ بتظاهرات غاضبة ضد "نتنياهو" ومطالبة بوقف الحرب واستعادة أسراهم، وذلك عقب القصف الصاروخي المكثف من قبل كتائب "عز الدين القسام" انطلاقاً من مدينة رفح.
وأعلنت قوات الاحتلال حالة الاستنفار الأمني في جميع مناطق الكيان المُحتل، وسط تراجع مسؤولين أمنيين داخله عن مواقفهم السابقة المؤيدة بتنفيذ عملية رفح، وذلك بالتشكيك من مغزاها والتحذير من أن الهجوم عليها لن يحقق أهداف الحرب المزعومة من جانبهم.
يتزامن ذلك مع تزايد الشكوك بشأن أهداف عدوان الاحتلال المستمر ضد غزة، مع عودته إلى ساحات القتال القديمة في القطاع، وذلك على شاكلة اعتراف اللواء في احتياط جيش الاحتلال، "إسحاق بريك"، "بعجزهم" عن هزيمة "حماس" في غزة، وما يجري فيها حالياً يمثل "حرب استنزاف"، ستؤدي إطالتها إلى انهيار الجيش والاقتصاد بالكيان المُحتل.
فيما ترى أوساط أمنية وعسكرية بالكيان المحتل، مثل العقيد في احتياط الاحتلال "ميخال ميلشتاين"، وفق وسائل إعلام الاحتلال، أنّ رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، لم يُغيّر مواقفه رغم العمليات العسكرية الأخيرة في رفح، بل ظل متمسكاً بمطالب عودة السكان من الجنوب، وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع.
وتُعيب تلك الأوساط على "نتنياهو" عدم تحديد هدف نهائي للحرب حتى الآن، بما يعرقل عمل جيش الاحتلال، ويؤدي إلى التدهور في منظومة العلاقات الشاملة، بما فيها السياسية والعسكرية، داخل الكيان المحتل، وفق رأي رئيس "أمان" السابق، أهارون زئيفي فركش، لـلقناة الـ"12" بالكيان المُحتل.
ولا يبدو هذا الرأي غريباً على عضو "الكنيست" السابق، "عوفر شيلح"، مثلاً، الذي اعتبر أنّ المشكلة في معركة رفح هي أنّها "لا تمنح التقدم للكيان المحتل في أي شيء نحو أهداف الحرب، والقضاء على التهديد الأمني ضدها من قطاع غزة، وإعادة الأسرى، وفق مزاعمه.
بل إن رئيس ما يسمى مجلس الأمن القومي بالكيان المحتل، "تساحي هنغبي"، يرى بأن "نتنياهو" لم يحقق أي هدف من الأهداف الإستراتيجية للحرب على غزة، حيث لا شروط لصفقة أسرى، ولم يتم إسقاط "حماس"، ولم يتم تمكين المستوطنين من العودة إلى أماكنهم، بالقرب من الحدود مع القطاع.
وقد أوجد ذلك الوضع الخلافات الحادة بين المستويين السياسي والعسكري داخل الكيان المُحتل حول "عملية رفح"، وبشأن مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة "حماس"، وسط تظاهرات عائلات الأسرى المطالبين من "نتنياهو" بوقف الحرب وإبرام صفقة عاجلة لاستعادتهم.
ونقلت "هيئة البث" الرسمية بالكيان المُحتل، عن كبار المسؤولين بالقيادة السياسية، أن حكومة الاحتلال لن توافق على إنهاء الحرب مقابل التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى، بما يتناقض مع رأي مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية، الذين أبدوا استعدادا للقيام بهذه الخطوة في ظل ضرورة الإفراج عن الأسرى.
وأشارت إلى أن  كبار المسؤولين في المنظومة الأمنية الاحتلالية يعتقدون أنه حتى لو تم الاتفاق على الخطوط العريضة لوقف الحرب، فإن سلطات الاحتلال ستتمكن من تجديد إطلاق النار عند الضرورة، بعد أشهر قليلة.
وفي الأثناء؛ يواصل الاحتلال عدوانه ضد قطاع غزة، بارتكاب 8 مجازر وحشية بحق العائلات الفلسطينية، مما أدى لاستشهاد 81 فلسطينيا، وإصابة 223 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وأفادت "الصحة الفلسطينية" بارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 35,984، والإصابات إلى 80,643، منذ بدء عدوان الاحتلال في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وبالإضافة إلى ذلك؛ فقد تسبب عدوان الاحتلال بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.