عباس: مستحيل أن نقبل فلسطين بلا القدس.. و"صفقة القرن" لن تمر

الأراضي الفلسطينية - أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطته للسلام المسماة "صفقة القرن" أن "القدس ليست للبيع، وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة، وصفقة المؤامرة لن تمر، وسيذهب بها شعبنا إلى مزابل التاريخ كما ذهبت كل مشاريع التصفية والتآمر على قضيتنا العادلة.
وأضاف عباس خلال اجتماع القيادة الطارئ في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، مساء امس بمشاركة ممثلين عن "حماس" وتزامنا مع إضراب فلسطيني شامل بكافة الأراضي الفلسطينية تعبيرا عن الاحتجاج على الخطة، أنه سيتم البدء فورا باتخاذ كل الاجراءات التي تتطلب تغيير الدور الوظيفي للسلطة الوطنية، تنفيذا لقرارات المجلسين المركزي والوطني.
وأضاف ان مخططات تصفية القضية الفلسطينية إلى فشل وزوال ولن تسقط حقا ولن تنشئ التزاما، وقال: "سنعيد هذه الصفعة صفعات في المستقبل".
وأكد الرئيس الفلسطيني أن استراتيجيتنا ترتكز على استمرار كفاحنا لانهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد استقلال الدولة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف: "سمعنا ردود فعل مبشرة ضد "خطة ترامب" وسنبني عليها"، مؤكدا تمسكنا بالشرعية الدولية، وهي مرجعيتنا.
وشدد عباس على التمسك بالثوابت الوطنية التي صدرت عن المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988، ولن نتنازل عن واحد منها.
وتابع: نقول للعالم إننا لسنا شعبا ارهابيا، ولم نكن يوما كذلك، مؤكدا التزام دولة فلسطين بمحاربة الارهاب، لكن على العالم ان يفهم أن شعبنا يستحق الحياة.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، رفضه للخطة الاميركية.
وقال هنية خلال اتصال هاتفي مع عباس، "إننا جميعاً في خندق مشترك للحفاظ على قضيتنا الفلسطينية وحقوقنا الكاملة في القدس واللاجئين والدولة"، مؤكدا أهمية الوحدة الوطنية وجاهزية الحركة للعمل المشترك سياسياً وميدانياً.
وشدد هنية وفق بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية، على أن أي مشروع يتجاوز حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والواضحة لا مستقبل له على الاطلاق.
من جهته، ثمن الرئيس عباس هذه المبادرة، وأكد على موقفه الواضح برفض هذه "الخطة" والعمل على المسارات السياسية والدبلوماسية والشعبية لمواجهتها، مُرحباً بالعمل المشترك في الداخل والخارج ضمن هذا الإطار.
وتم الاتفاق خلال الاتصال على استمرار التنسيق والتواصل المستمرين.
إتصال هنية جاء بعد إعلان حماس رفض الخطة الاميركية، وتأكيدها العزم على اسقاطها، فقد قال خليل الحية نائب رئيس حماس لوكالة فرانس برس "نرفض هذه الصفقة ولن نقبل بديلا عن القدس عاصمة لدولة فلسطين ولن نقبل بديلا عن فلسطين لتكون دولتنا ولن نقبل المساس بحق العودة وعودة اللاجئين". واضاف "أيدينا ودماؤنا وبنادقنا وجماهيرنا مقدمة لإسقاط صفقة القرن وسنقاومها بكل الاشكال لاسقاطها".
وتابع الحية أن "ترامب سيحترق تاريخيا وأخلاقيا وإنسانيا لأن ظلمه تعدى كل الخطوط الحمر".
وشدد أن "القدس عاصمتنا واللاجئون سيعودون والارض موحدة، وسيرى (ترامب) قوة شعبنا في كسر هذه المعادلات كما حطم بصبره ووحدته كل المؤامرات السابقة".
من جهته، قال الناطق باسم حركة الجهاد الاسلامي داوود شهاب في بيان "سنقاتل بذور الشر التي يريدون من خلالها إغراق المنطقة في الزمن الصهيوني، سنقاتلهم في كل شارع وسنطردهم من أرضنا ومن هوائنا وبحرنا".
وأضاف أن "خطابي ترامب، ورئيس حكومة الاحتلال مملوءان بالأحقاد والأساطير لرمي المنطقة في أتون العنف".
وتظاهر أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني في غزة ضد الخطة التي قوبلت بالرفض من الجانب الفلسطيني. في حين يُخطط لمزيد من الاحتجاجات في الأيام المقبلة.
وجاب المتظاهرون شوارع مدينة غزة وأحرقوا الأعلام الأميركية وصور ترامب على وقع هتافات "لا لا للصفقة" و"الصفقة لن تمر".
كما انطلقت عدة مسيرات صغيرة شارك فيها المئات في مدن ومخيمات القطاع ومدن في الضفة الغربية المحتلة.
ودعا الفلسطينيون المجتمع الدولي إلى مقاطعة خطة إدارة ترامب التي يعتبرونها منحازة لدولة الاحتلال الاسرائيلي، مؤكدين أن أميركا لم تعد تمثل وسيطاً محايداً في النزاع.
وأكد رئيس الوزراء محمد اشتيه أول من أمس رفض الخطة، معتبراً إياها "تصفية للقضية الفلسطينية".
ويرى اشتية أن خطة السلام الأميركية "تعطي لإسرائيل كل ما تريده على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني".
وقال ياسر هليل وهو في العشرينيات من العمر كان يجمع الباذنجان بالقرب من مستوطنة يافيت في وادي الأردن أمس "إن خطوة ضم إسرائيل لغور الاردن ستهدد رزقنا وستؤثر على مستقبل الكثير من العمال".
واضاف "نحن ضد صفقة القرن لانها ستؤثر على مجتمعنا، خاصة وان العمال سيبدأون بالشعور ان هذه الارض ليس أرضهم وانها لليهود. نعمل هنا بدون تصاريح، واذ ضُمت المنطقة لاسرائيل فاننا سنواجه مشكلة التصاريح ويصبح العمل فيها أصعب من العمل في إسرائيل".
في بلدة زبيدات في غور الأردن، قال رئيس بلديتها اسماعيل زبيدات ( 80 عاما) لفرانس برس إنه "لا يشعر بقلق بالغ إزاء إعلان ترامب".
واضاف أن "كل ما يحدث هو كلام في كلام من اجل الانتخابات الاسرائيلية"، مؤكدا ان الناس لن تخرج من المنطقة ولا مجال اصلا للخروج، لا صفقة القرن ستخرجنا … ولا نتنياهو، الناس ستبقى هنا".
وشدد زبيدات وهو أصلا لاجئ وصل الى المنطقة في العام 1948 "نحن لسنا خائفين لاننا اصحاب الارض وكل ما تعمله اسرائيل واميركا هو تخويف الناس ولن يترك احد بيته او ارضه". من جانبها أعلنت القائمة المشتركة التي تمثل الاحزاب والتيارات العربية في اسرائيل أمس رفض خطة ترامب للسلام، معتبرة ان "هذه الصفقة تكرّس الاحتلال والاستيطان".
واعتبرت في بيان ان "هذه الصفقة ليست خطّةً للسلام، بل مخطط لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني ومنع السلام العادل".
واوضح البيان ان خطة السلام تعمل على "تصفية حقوق الشعب الفلسطيني" مؤكدة "رفضها القاطع جملة وتفصيلاً".
وتم الاعلان عن تنظيم احتجاجات مناهضة للخطة اليوم الاربعاء في المنطقة.-(أ ف ب)

اضافة اعلان