مروجو "التجارب المقلقة" للقاح هل يحدون من الإقبال على المطعوم؟

Untitled-1
Untitled-1

مجد جابر

عمان- من جديد تعود المخاوف لتستوطن داخل النفوس، والتساؤلات تجد مكانها داخل عقول المترددين والمشككين بالأصل من فاعلية مطعوم فيروس كورونا. ذلك لم يأت من فراغ، إذ إن التجارب الشخصية لمتلقي المطعوم والأعراض الجانبية التي رافقته.

اضافة اعلان

ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ أسهمت نوعا ما بإثارة ضجة كبيرة وأعادت القلق والخوف للواجهة.


وبالرغم من حملات التوعية المستمرة بأهمية تلقي اللقاح، ومحاولات بث الاطمئنان والتشجيع على المطعوم الذي يحمي المجتمع من الفيروس الشرس، تتأثر فئة بما يتم نشره من أشخاص صاحب تلقيهم المطعوم مباشرة، مضاعفات ومتاعب استمرت أياما، ليبدأ بعد ذلك الترويج من البعض بأن تلك اللقاحات غير آمنة، ولها تأثيرات جانبية، وبالتالي التشجيع بالابتعاد عنها.


خبراء يؤكدون أن مفعول اللقاح وفائدته للقضاء على فيروس كورونا أهم وأكبر من بعض الأعراض الجانبية التي تصاحبه، مبينين أن ردات فعل الجسم تختلف من شخص لآخر، محذرين من التأثر بما ينشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وكلام يخرج من غير المتخصصين وفيه الكثير من المبالغة.


ويحذر البروفيسور واستشاري الأمراض المعدية والوبائيات الدكتور وليد أبوحمور، من المعلومات التي يتم عرضها على السوشال ميديا بخصوص اللقاحات، فعرض تجارب شخصية لا يعني بالضرورة أنها ترتبط بأعراض اللقاح، فقد يكون السبب أمرا آخر، كما أن كل جسم يختلف عن الاخر.


ووفق أبوحمور، فإن المضاعفات متوقعة من كل لقاح بغض النظر، إن كانت الأعراض كانت خفيفة أو ثقيلة، فاستمرارها قد يصل ليومين وتختفي.

ولكن تبقى فائدة المطعوم هي الأساس في الحماية من الفيروس، مؤشرا على الأعداد الكبيرة للوفيات وخطورة المرض الذي لم يعد يفرق بين شاب ومسن، ويتسبب بوفاة حتى من لا يعانون أمراضا مزمنة، فالانتشار المجتمعي الواسع أصبح مخيفا.


وبالتالي، فإن التقيد بإجراءات السلامة والتحصين من المرض هو أمر ضروري، لكنه لم يعد كافيا، خصوصاً مع ظهور الفيروس المتحور الذي يمتاز بسرعة الانتشار،.

ويلفت إلى أن اللقاح هو الحل لحماية النفس والعائلة والمحيطين، و"لا يوجد سلاح لدينا أقوى من اللقاح".


ويرى أبوحمور أن مشاركة التجارب الشخصية على السوشال ميديا، لا يمكن اعتبارها مصدرا أو مرجعية، فقد يكون الكلام فيه نوع من المبالغة، أو قد تكون أعراضا غير حقيقية، وقد لا يكون المطعوم هو السبب المباشر، بالتالي لا يمكن أخذ هذه الحالات مرجعية، خصوصا عندما لا تكون صادرة عن أصحاب الاختصاص.


الكم الهائل مما يكتب على السوشال ميديا، جزء كبير منه لا يمت للحقيقة بصلة، فلا بد من إدراك أن أي شخص بغض النظر عن ثقافته وخلفيته قادر على أن ينشئ حسابا ويكتب ما يحلو له، ويجد من يتأثرون به.


ويعود أبوحمور ليؤكد أنه وبغض النظر عن الأعراض التي يعانيها الشخص، فهي مؤقتة مدتها قد لا تتجاوز يوما أو يومين، بالمقابل فإن الفائدة التي يجنيها الشخص من المطعوم هي المطلوب في مرحلة الانتشار المجتمعي.


ويرى أن أي شخص لديه أي سؤال أو استفسار، عليه بذلك عبر أرقام الهواتف التي وضعتها وزارة الصحة للتأكد من أي معلومة طبية حول مطعوم فيروس كورونا، أو الإبلاغ عن أي آثار جانبية، من دون الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي وما تسببه من خوف وهلع للناس.

وما لا يمكن إنكاره أن السوشال ميديا باتت تؤثر بشكل كبير على الناس، إذ أظهرت بيانات وردت في تقرير عالمي أصدرته شركة "Hootsuite" عن حالة الانترنت حول العالم وانتشر على منصة "سلايدشير" العالمية، أن عدد حسابات الأردنيين على "فيسبوك" بلغ مع بداية العام الحالي قرابة 5.5 مليون حساب.


وذكر التقرير العالمي أن الأردنيين يعتمدون بشكل كبير أيضا على تطبيقات التراسل، وخصوصا "فيسبوك مسنجر" التابع أيضا لشركة "فيسبوك" العالمية، إذ بلغ عدد حسابات الأردنيين على هذا التطبيق قرابة 3.5 مليون حساب.

وأكثر من 99 % منهم يستخدمون الشبكة عبر أجهزة الهواتف الذكية. وقال التقرير إن هذا العدد من الحسابات يشكل نسبة تصل إلى 74.7 % من إجمالي عدد السكان ممن تبلغ أعمارهم 13 سنة فما فوق.


ومن جهة أخرى، ذكر التقرير أن عدد حسابات "فيسبوك" في الأردن شكل مع بداية العام الحالي حوالي 80.4 % من إجمالي عدد مستخدمي الانترنت في الأردن والمقدر.

ووفقا للتقرير، بحوالي 6.84 مليون مستخدم. وأشار التقرير إلى أن 58.2 % من أعداد حسابات شبكة "فيسبوك" في الأردن يستخدمها الرجال، فيما تستخدم النساء النسبة الباقية المقدرة بحوالي 41.8 % من إجمالي أعداد الحسابات.


ويذهب الاختصاصي الاجتماعي الدكتور محمد جريبيع، إلى أن مشاركة تجارب من تلقوا المطعوم وما تعرضوا له من أعراض جانبية، على مواقع التواصل الاجتماعي، أوجدت حالة من الخوف والقلق عند الناس.


ويشير الى أن ما يحدث يكون الهدف منه أحيانا "الاستعراض" على السوشال ميديا لا أكثر، لأنه في النهاية أي شخص بالغ عاقل يدرك تماما أن كل المطاعيم الموجودة والتي تم اعتمادها في العالم أجمع، قد يكون لها مجموعة من الأعراض.

وهو أمر متوقع، وأي شخص معرض لذلك. وبالتالي، فإن الخروج والتحدث عن الأعراض بأسلوب محزن واستعطافي، وفيه الكثير من "الدراما"، يعكس غيابا بالوعي، مبينا أن تأثير السوشال ميديا بات كبيرا على المجتمع، وهذا أمر لابد من الانتباه له.


وبحسب جريبيع، فإن المطاعيم هي "الحل الأوحد في هذه المرحلة التي نعيشها ولا يجب لأي شيء أن يؤثر علينا ويغير من قراراتنا"، وينبغي أن يكون هنالك حملات توعوية وتثقيفية للأفراد، إذ إن هناك أشخاصا سلبيين ينشرون ثقافة الخوف والرعب في نفوس الناس، وللأسف يتأثر بهم المتابعون.


وكان مساعد الأمين العام للرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة، الدكتور غازي شركس، قد أكد أن عدد المسجلين على منصة التطعيم تجاوز المليون شخص.

ودعا المواطنين إلى ضرورة النظر إلى إعادة جدولة المواعيد للمطاعيم على أنها إجراءات تم اتخاذها بناء على دراسة مستفيضة وتحقق الحماية المرجوة لزمن أطول.


وقال مدير برنامج التطعيم الوطني في وزارة الصحة، الدكتور كامل أبوسل، في تصريح نشر في "الغد" أمس، إن الوزارة قادرة على تطعيم 3 ملايين شخص قبل حلول شهر حزيران (يونيو) المقبل، في حال أوفت الشركات التي تم التعاقد معها بتعهداتها.

وأضاف، في تصريح صحفي، أن "الصحة" حصلت الأسبوع الحالي على 100 ألف جرعة من لقاح "سينافارم" الصيني، و30 ألف جرعة من لقاح "فايزر"، فيما لديها كميات معقولة من لقاحي "سبوتنيك في" الروسي، و"استازينيكا" البريطاني.


إلى ذلك، أطلقت خلية إدارة أزمة كورونا في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، منصة إلكترونية لتطعيم الأشخاص الذين يستدعي وضعهم الصحي ذلك.