دراسة: 71 % من طلبة "الأردنية" لا يملكون وعيا كافيا عن "العنف الاجتماعي" 

طلاب في الساحة الرئيسة داخل الجامعة الأردنية-(أرشيفية)
طلاب في الساحة الرئيسة داخل الجامعة الأردنية-(أرشيفية)

أظهرت دراسة بحثية بعنوان "اتجاهات طلبة الجامعة الأردنية نحو العنف المبني على النوع الاجتماعي وفق متغيرات ديموغرافية"، أن 71 % من عينة الدراسة من الطلبة لا يملكون وعيا كافيا حول مفهوم العنف المبني على النوع الاجتماعي، وأن هناك وعيا متدنيا بمفاهيم هذا العنف وأشكاله وأسبابه وآثاره.

اضافة اعلان


وأجرى الدراسة التي حصلت "الغد" على نسخة منها فريق بحثي مؤلف من 12 شابا وشابة تم تدريبهم على أسس البحث العلمي التشاركي، بدعم وشراكة مع مؤسسة "مساحة ليوان" وعرضت نتائجها خلال حفل إطلاق حملة "صار وقت نحكي" بالشراكة مع منظمة أوكسفام مؤخرا. 


وتهدف الدراسة، إلى تسليط الضوء على الوعي المفاهيمي لفئة الشباب وطلبة الجامعات في المجتمع، وتقييم أثر الخطاب المستخدم للتوعية بهذه القضية.


واستهدفت الدراسة عينة مؤلفة من 700 طالب وطالبة من مجتمع الدراسة الأصلي، ومن مختلف الكليات في الجامعة الأردنية في مرحلة البكالوريوس، وتم تطبيق أدوات الدراسة خلال الفصل الدراسي الأول 2022\2023، واعتمدت على المنهج المختلط (كمي وكيفي). 


وتمحورت الدراسة حول 4 مجالات، منها مفهوم العنف المبني على النوع الاجتماعي، وأشكاله وأسبابه وآثاره، وفق متغيرات (الجنس – السنة الدراسية – الكلية)، وما هي العوامل المؤثرة في تشكيل اتجاهات طلبة الجامعة الأردنية نحو العنف المبني على النوع الاجتماعي. 


وفي المجال الأول، توزعت الأسئلة على عدة موضوعات فرعية، منها العلاقة بين تعزيز الأدوار الجندرية والعنف المبني على النوع الاجتماعي، والعادات والتقاليد ومساهمتها في هذا العنف، و"العنف المبني على النوع الاجتماعي وانتهاك حقوق الإنسان"، و"العلاقة بين العنف المبني على النوع الاجتماعي والثقافات المختلفة"، و"العلاقة بين العنف المبني على النوع الاجتماعي والجنس".


وفي هذا المجال أظهرت النتائج أن 71 % من عينة الدراسة من الطلبة لا يملكون وعيا كافيا حول مفهوم العنف المبني على النوع الاجتماعي، وأن هناك وعيا متدنيا بمفاهيم هذا العنف وأشكاله وأسبابه وآثاره.


وأظهرت أيضا، أن غالبية العينة ترى بأن العنف "لا يستهدف كلا الجنسين بل يستهدف الإناث بشكل أكبر"، وأن النسبة الأكبر لا ترى أن العنف المبني على النوع الاجتماعي، يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان، ولا ترى الأغلبية هذا العنف ينتشر بسرعة بين الثقافات.


وفي مجال أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي، بينت الدراسة أن 65 % من العينة ليس لديها الوعي الكافي بأشكال هذا العنف.


وفيما يتعلق باتجاهات العينة حول أسباب العنف المبني على النوع الاجتماعي، عكست النتائج وعيا هو الأقل وفقا للدراسة. 


وفي المجال ذاته، طرحت أسئلة من بينها مدى اعتبار عدم منح الفرصة للنساء للوصول إلى المواقع القيادية كنوع من أشكال العنف المبني على العنف الاجتماعي، وكذلك عدم تساوي الفرص في العمل والأجور بين الذكور والإناث، والأفعال التي تسبب أذى معنويا ونفسيا، إضافة إلى التحرش بالإناث من خلال الإنترنت، ومدى اعتبار الاتجار بالبشر بكل أشكالها نوعا من أشكال هذا العنف أم لا، أو إجبار شخص آخر على الانخراط في سلوكيات معينة على غير إرادته. 


أما في مجال أسباب هذا العنف فبلغت نسبة الوعي عموما فيه 25 %، من خلال طرح مجموعة من الأسئلة، من بينها التمييز بين الذكر والأنثى، والبيئة الاجتماعية، ونظرة الذكور "الدونية" للإناث، وتصرف الأنثى في ممتلكاتها دون الرجوع إلى ولي الأمر وغيرها. 


وفيما يخص المجال الرابع المتعلق بالآثار المترتبة على العنف المبني على النوع الاجتماعي، فأظهرت النتائج العامة في هذا المجال، أن 68 % من العينة ليس لديهم الوعي الكافي حول ذلك. 


ومن بين الأسئلة التي طرحت في هذا المجال حول مدى اعتبارها من تلك الآثار، احتمالية توجه المعنفات إلى الانتحار نتيجة العنف وتزايد خطر الاكتئاب والقلق، وحرمان المتعرضات للعنف من حرية التعبير، فضلا عن خلق إحساس بالعجز واللامساواة وفقدان الثقة بالنفس. 


وأظهر سؤال حول اعتبار أن العنف المبني على النوع الاجتماعي يؤدي إلى الحرمان من حرية التعبير، وعيا متدنيا جدا لدى العينة، حيث عارض 78 % من العينة فكرة أن يؤدي ذلك إلى منع حرية التعبير. 


وأشارت الدراسة إلى أن هناك، في المجمل، وعيا أكثر لدى الإناث من الذكور، نحو العنف المبني على النوع الاجتماعي، خاصة في مجال الأسباب المؤدية للعنف، فيما لم يشكل تغير سنوات الدراسة (من السنة الأولى إلى الرابعة) بالنسبة للعينة أي فروقات واضحة في الاتجاهات. 


وأرجعت هذه النتائج، إلى الثقافة المجتمعية السائدة، وما يخالط الأمر من عادات وتقاليد شكلت لدى العينة ترسيخا لحقوق المرأة نحو التكبيل. 


وأوصت الدراسة بضرورة الاهتمام ببرامج التوعية بين طلبة الجامعات وتكثيف حملات التوعية في وسائل الإعلام حول حقوق المرأة ودورها في المجتمع، وتنظيم دورات إرشادية للطلبة في الجامعات عموما لتنمية المهارات الاجتماعية والإيجابية للحد من العنف ضد المرأة. 

 

اقرأ المزيد : 

91 % من المواطنين: العنف المجتمعي منتشر في الأردن بسبب الفقر والبطالة