متحدثون في "ندوة لايف" يتهمون "الصحة" بالتقصير في ملف إنفلونزا الخنازير- فيديو

غادة الشيخ

عمّان - غلبت كفة اعتبار أن وزارة الصحة "قصرت" في تعاطيها مع ملف انفلونزا الخنازير على أنها قامت بدورها على أكمل وجه، وذلك خلال الحلقة النقاشية لبرنامج "ندوة لايف"، التي بثت مساء أول من أمس الاثنين، على مباشر "الغد" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتناولت تقييم أداء وزارة الصحة في هذا الموضوع.
إلى ذلك، شددت مديرة مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة الدكتورة هديل السائح، على أن الوزارة ومنذ ايلول (سبتمبر) الماضي كانت على استعداد للتعامل مع موسم الإنفلونزا الموسمية بما فيها انفلونزا الخنازير، وقامت بتوزيع المطاعيم على كافة الكوادر الطبية ووضعت آلية للتعامل مع المرض.
وبحسب ما أضافت السائح، وزعت الوزارة نشرات توعية ونشرتها عبر وسائل الإعلام، مستبعدة في الوقت نفسه، توفير مطاعيم انفلونزا الخنازير بـ "المجان على كافة الشعب"، وهو ما اعتبرته "مكلفا وعبئا كبيرا على الحكومة"، مع إشارتها إلى أن الدول التي تقدم مطاعيم بالمجان تكون للفئات الأكثر خطرا كالحوامل والأطفال وكبار السن.
وردا على مطالب صيادلة بأن يقدموا المطاعيم في الصيدليات للمصابين بانفلونزا الخنازير كما تتيحه منظمة الصحة العالمية، قالت السائح، إن قانون الصحة العامة الأردني يمنع ذلك، لكن نقيب الصيادلة وقبل حوالي شهر قدم طلبا لوزارة الصحة للسماح للصيدليات بإعطاء المطعوم للمصابين، مشيرة إلى أن الطلب قيد البحث وقد يتحقق العام المقبل.
وقالت، "ليس هناك داع لحالة الهلع والخوف السائدة بين المواطنين"، مبينة أن نسبة الإصابة والوفاة من المرض لم تتعد الحد الطبيعي.

اضافة اعلان


وشددت على أن الفحص المخبري "ليس أولوية في التعامل مع حالات الاشتباه والاصابة بانفلونزا الخنازير، وهو ما يحدث في معظم مستشفيات المملكة"، داعية إلى اللجوء للعلاج الفوري ووضعه أولوية على الفحص المخبري عندما تكون هناك أعراض تشي بأن هناك إصابة بانفلونزا الخنازير، كما دعت المواطنين إلى اتخاذ سبل الوقاية التي تحدثت عنها وزارة الصحة أكثر من مرة.
بدوره، بين أخصائي الأمراض الصدرية الدكتور عبد الرحمن العناني أنه استقبل حتى الآن 23 حالة إصابة بانفلونزا الخنازير، موضحا أنه "لا تتوفر غرف عزل للمصابين في جميع المستشفيات الخاصة والتي يجب توافرها"، معتبرا أنه "كان من واجب وزارة الصحة تزويد الشعب كله بالمطاعيم وليس فقط الكوادر الطبية لأن الكلفة عالية على المريض".
وقال، "لم أشعر أن هناك وعيا بين المراجعين عندي وهو عكس ما تدعيه وزارة الصحة بأنها قامت بحملات توعية كافية عن المرض"، مشيرا إلى أنه "قبل توعية الشعب يجب توعية الأطباء".
وأضاف، "صدقا هناك أطباء لا يعرفون تقديم العلاج في المراكز الصحية، يكفي أنهم يقدمون مضادا حيويا لكل شخص مصاب بالانلفونزا، وهو يؤكد ما ذكرته منظمة الصحة عندما صنفتنا ثالث أسوأ دولة في العالم في استخدام المضادات الحيوية".
وشدد العناني على أنه يجب أن "نعترف أن كل أنواع الانفلونزا خطر وقاتل أحيانا وهذا يستوجب تدريب الأطباء"، نافيا ما تقوله وزارة الصحة أن حالات الانفلونزا تنتهي نهاية الشهر الحالي، بل "تشتد في مرحلة المربعانية حتى نهاية شهر كانون الثاني المقبل، وما قيل كلام لا يقبله عقل".
واعتبر أن تخفيض سعر المطعوم الوقائي لانفلونزا الخنازير "جاء متأخرا وكان من الأولى على الوزارة أن تخفض السعر منذ شهر أيلول الماضي".
من جانبه، وصف الكاتب الصحفي عصام مبيضين تعاطي وزارة الصحة مع ملف انفلونزا الخنازير بأنه "مرتبك ويدل على عدم وجود استراتيجية واضحة للتعامل مع المرض، فضلا عن حالة الإنكار التي قامت بها الوزارة عندما ادعت أن الكتاب الذي وجهه محافظ إربد عن حالات اصابة في إربد غير صحيح، لتعترف بعدها بأسبوعين بصحة ذلك".
وأضاف، "ما نزال نسير في عقلية لا تجيب سيرة" بحسب ما قال الزميل مبيضين، منتقدا في الوقت ذاته غياب الحملات التوعوية الكافية وغير الكلاسيكية للمرض من قبل وزارة الصحة.
وكرر مبيضين أكثر من مرة أن الوزارة "لم تراع أن الشعب الأردني منقسم لفئات مختلفة فكريا وثقافيا، وكان عليها أن تقدم نشرات توعية لكافة الفئات كل حسب قدرتها على استقبال المعلومة، سواء فئة الطلاب أو الأطفال أو كبار السن وحتى راعي الأغنام ومن يحمل الدكتوراه".
وبين أن "حالة الارتباك التي وقعت بها وزارة الصة هي التي سببت حالة من الفوبيا من قبل مواطنين مثل ما حدث في مدينة الكرك مؤخرا".
وقال، "آن الأوان لنتعلم من الأخطاء ونتداركها حتى لا تتكرر لاحقا"، داعيا وزارة الصحة لـ "أخذ احتياطات منذ الآن لاحتمالات انتشار أنواع أخرى من الانفلونزا مثل انفلزنزا الطيور".
كما دعا الوزارة إلى التعلم من نجاح حملات الفحص المبكر لسرطان الثدي، والتي نجحت في وصولها إلى الجميع بسبب تكرارها، فالتكرار يؤدي إلى الترسيخ.