وزير الخارجية ونظيره الإسباني يشددان على ضرورة تكثيف الجهود لوقف النار وزير الخارجية ونظيره الإسباني يشددان على ضرورة تكثيف الجهود لوقف النار

الصفدي: نحن بمواجهة حرب خرقت فيها إسرائيل كل القوانين الدولية

وزير الخارجية أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني خوسيه ألباريس  -(بترا)
وزير الخارجية أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني خوسيه ألباريس -(بترا)

أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي أننا "في مواجهة حرب خرقت إسرائيل فيها كل القوانين الدولية، وخرقت القانون الدولي الإنساني، وارتكبت جرائم حرب غير مسبوقة، واستخدمت التجويع سلاحا؛ وارتقى أكثر من 30 ألف فلسطيني بينهم أكثر من 12 ألف طفل، وهذا الرقم هو الأعلى في كل الصراعات التي شهدها العالم على مدى السنوات الأخيرة". 

اضافة اعلان


جاء ذلك خلال لقاء الصفدي الأربعاء، وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، في اجتماع تناول التطورات الخطيرة التي تشهدها الأوضاع في ⁧‫غزة‬⁩، والتداعيات الكارثية للحرب، والجهود المبذولة لوقفها.


وشدد الوزيران على ضرورة تكثيف الجهود للوصول إلى وقف كامل وفوري لإطلاق النار في غزة، وبما يضمن حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة إلى جميع أنحاء القطاع.
كما بحث الوزيران العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات. 


ووقّع الصفدي وألباريس‬ مذكرتي تفاهم الأولى بشأن المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في البلدين الصديقين، والأخرى بين المعهد الدبلوماسي الأردني في الوزارة والمدرسة الدبلوماسية في وزارة الخارجية الإسبانية. 


وفي مؤتمر صحفي مشترك بعد اللقاء، قال الصفدي: "أرحب بمعالي وزير خارجية إسبانيا خوسيه ألباريس في زيارته الأولى إلى للمملكة لبحث آليات البناء على الشراكة والصداقة الإستراتيجية التي تربط المملكتين، ولتنسيق جهودنا لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية، والعمل معا من أجل ضمان التقدم نحو مستقبل يسوده العدل، وينتهي فيه الظلم وتتجسد خلاله الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني".


وأضاف الصفدي: "على المستوى الثنائي أجرينا محادثات موسعة استهدفت التوافق على خطوات عملية لزيادة التعاون بين البلدين والبناء على مخرجات الزيارة التي قام بها جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله إلى إسبانيا العام الماضي ولقائه دولة رئيس الوزراء، ووقعنا اليوم مذكرتي تفاهم الأولى حول مأسسة المشاورات السياسية، والثانية حول تبادل الخبرات بين المعهدين الدبلوماسيين في البلدين، وهاتان المذكرتان ستتيحان اجتماعات مستمرة بيننا من أجل التوافق على خطوات لتوسعة التعاون في مختلف المجالات".


وزاد: "لإسبانيا دور رئيسي في الاتحاد الأوروبي، ولها تاريخ كبير أيضا في العمل من أجل تحقيق السلام في المنطقة؛ فمن إسبانيا انطلقت العملية السلمية قبل أكثر من 30  عاما، وإسبانيا مستمرة في جهودها التي تريد أن تحقق الهدف الذي عملنا جميعا لأجله منذ عقود، وهو إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام على أساس حل الدولتين".


وقال الصفدي "بحثت ومعالي الوزير الوضع المتدهور الذي نراه يستمر في غزة ومتفقان على أن غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة وأن أي مقاربة مستقبلية يجب أن تقوم على أساس هذه القاعدة وتستهدف إيجاد الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية كاملة بما فيها الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية". 


وحذر الصفدي "الخطر يتفاقم، وكنت واضحا في الحديث مع معاليه بألا يمكن أن يسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بأن يستمر في تقويض أمن المنطقة برمتها، لا يمكن أن يسمح له بالاستمرار في هذه الحرب، ولا يمكن أن يقبل العالم أن يموت الأطفال جوعا وأن تموت الأمهات عطشا وأن يشرد حوالي 107 ملايين فلسطيني، خاصة وأن إسرائيل مستمرة في منع دخول ما يكفي من المساعدات لتلبية احتياجات الفلسطينيين".


وأشار إلى أن "التحديات كبيرة، والتعنت الإسرائيلي في رفض وقف الحرب وإدخال المساعدات يدفع المنطقة باتجاه المزيد من التأزيم". 


من جانبه، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن "علاقاتنا الثنائية تمر في أفضل لحظاتها، وهذه الزيارة ستساهم في توطيد العلاقات بين البلدين". 


وأضاف: "قمنا بتوقيع اتفاقيتين؛ واحدة حول المشاورات السياسية وأخرى حول التعاون بين معاهدنا الدبلوماسية، وقمنا بمراجعة الاتفاقيات الاقتصادية، ونود أن نعمل بشكل موسع مع الأردن فيما يتعلق بقطاعات الماء والطاقة البديلة". وقال: "الأردن وفلسطين أكبر شركائنا في مجال التعاون الإنساني، والتزمنا بحوالي 90 مليون يورو هذا العام للتعاون في هذه المجالات، وفي الأردن هنالك ما يقارب 2.5  مليون من اللاجئين الفلسطينيين، وجزء من هذه المساهمات التي سنقدمها للأونروا ستصل إلى الأردن".


وأكد ألباريس أن الأونروا هي مؤسسة "غير قابلة للاستبدال، فهي توفر التعليم لأكثر من 200 ألف طالب، وعشرات الآلاف من الأشخاص ينعمون بالخدمات الصحية التي تقدمها الوكالة، وكذلك غيرها من الخدمات".


وقال: "اهتماماتنا مشتركة، وقلقنا مشترك، ومتفقون على واحدة من أهم المشاكل والصعاب التي دفعتني إلى أن آتي هنا إلى عمان وهي الأزمة الإنسانية في غزة، والوضع المثير للقلق في الضفة الغربية". 


وزاد: "الدبلوماسية الأردنية صوتها قوي جدا، وهي مهيأة وقادرة على إيصال الرسالة، ونحن في الدبلوماسية العالمية نعتبر الدبلوماسية الأردنية مرجعية مهمة في هذه المنطقة". وأشار ألباريس إلى الدور المهم الذي يقوم به الأردن والوزير الصفدي، خاصة في إطار وجود الأردن في رئاسة الاتحاد من أجل المتوسط.


وزاد: "الوزير الصفدي وأنا دائما ومنذ اللحظة الأولى نؤكد أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، وتسهيل الدخول غير المشروط للمساعدات الإنسانية، ووقف قتل المواطنين ليس فقط الذين يموتون بسبب القصف والقنابل ولكن أيضا الذين يموتون بسبب الجوع، وهذا هو ندائي الأول ومطلبي الأول؛ وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن غير المشروط، واحترام غير مشروط للحقوق والمواثيق الدولية والمعاهدات الدولية". 


وقال ألباريس: "لا يجوز أن تكون أي مؤسسة أو دولة فوق القانون"، مضيفا "أدنت العمليات الإرهابية التي قامت بها حماس، ولكن منذ ذلك مرت خمسة أشهر منذ السابع من تشرين الأول وعداد الموتى لم يتوقف، نتحدث اليوم عن أكثر من 30500 ضحية، الكثير منهم من الأطفال والنساء؛ هم ليسوا أرقاما ولن ننساهم، هم أشخاص لهم مشاعر ولهم حياة، وهذا ما يجعل من الوضع غير مطاق على الإطلاق، ويجب وقف هذه المأساة، ويجب أن نعمل سوية على وقفها".


وأضاف: "على الجهتين أن تعملا على وقف إطلاق النار وترك السلاح، ونحن ندعم جهود الوساطة والكثير من المجتمع الدولي يدعمها، وخاصة إسبانيا والأردن".


وقال: "وقف إطلاق النار الدائم والنهائي يمكن أن نصل إليه إذا قمنا باحترام وتطبيق حل الدولتين، وإسبانيا تريد الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام، وأكثر من 90 دولة تدعم هذه المبادرة، ونريد أن نجد فلسطين معترفا بها على مستوى العالم كدولة مستقلة ذات سيادة تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".


وزاد: "ترفض إسرائيل إدخال الغذاء، وترفض إدخال الدواء، وإيصال الماء والكهرباء إلى أهل غزة، ونحن في مواجهة حالة غير مسبوقة ليس فقط في حجم الهمجية التي تبدت خلال هذه الحرب، ولكن أيضا في حجم العجز الدولي على مواجهة هذه الهمجية، وعلى مواجهة هذه الخروقات للقانون الدولي". 


وقال: "إسبانيا ستواصل القيام بما قامت به منذ تفجر الصراع، والوصول إلى وقف لإطلاق النار هو أولويتنا القصوى، هذه هي زيارتي الثالثة للمنطقة، وتحدثنا مع جميع شركائنا، وفي بروكسل نتحدث بشكل مستمر مع المفوض العام، ومع الولايات المتحدة، ونحن نسعى إلى وقف توريد السلاح لمنطقة الصراع، وفي إسبانيا توقفنا منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) عن إعطاء رخص لتوريد السلاح إلى إسرائيل، ووضعنا عقوبات على 12 ألف مستوطن من إسرائيل لأن الوضع في غزة يقلقنا وفي الضفة الغربية أيضا".


وزاد: "يجب أن نواصل العمل على الصعيد السياسي، وعندما تتوقف البنادق والمدافع نريد أن نعمل سياسيا من أجل وقف دوامة العنف المستمرة منذ سنوات، ويجب أن نعمل على المدى القصير، وهنالك مؤتمر السلام الذي طرحته إسبانيا ودعمه أيضا مجلس الاتحاد الأوروبي في العام الماضي، ودعمه الأمين العام للجامعة العربية، ولغاية اليوم أكثر من 90 دولة تدعم هذا المؤتمر، وهو ليس مؤتمرا يشبه مؤتمر بروكسل أو مدريد، بل هو مؤتمر جديد نريد من خلاله أن نصل إلى حل دولتين، وأن يكون هنالك في النهاية دولة فلسطينية مستقلة قابلة للعيش والحياة". 


وقال ألباريس: "رئيس الحكومة الإسبانية أعلن قبل مدة وقال إن إسبانيا تريد من البرلمان مناقشة هذا الموضوع، وضمان إيجاد الدولة الفلسطينية كجزء وكدولة عضو في المجتمع الدولي، بحيث تكون غزة والضفة الغربية تحت السلطة نفسها، سيكون هناك ميناء في غزة، وتكون العاصمة في القدس الشرقية، ولكي نصل إلى كل ذلك نحن بحاجة إلى مساعدة مالية من قبلنا ومن قبل الجميع". 


وزاد: "نحن ضاعفنا التعاون المالي مع السلطة الفلسطينية؛ زدناه إلى 3 أضعاف ما كان عليه في السابق؛ حوالي 35 مليون يورو إضافية أعطيناها وقدمناها للأنروا منذ شهر كانون الأول الماضي حتى نضمن أن الفلسطينيين الذين يعيشون اليوم في غزة، وفي الضفة الغربية والفلسطينيين اللاجئين خارج فلسطين يحصلون على الخدمات التي يستحقونها". 


 وفي إجابة عن سؤال حول مشاركة إسبانيا في الإنزالات الجوية الإنسانية على غزة، وما تتخذه من خطوات للاعتراف بدولة فلسطين، قال: "فيما يتعلق بإرسال المساعدات والإنزالات الجوية تشارك إسبانيا في الكثير من هذه الإنزالات الجوية التي يتم استخدامها من أجل إرسال المساعدات إلى المحتاجين في غزة وسنشارك أيضا، وسأعطي التعليمات هنا لمدير التعاون الإسباني في الأردن من أجل إيصال المساعدات عبر الجو"، مشيرا إلى حنكة القيادة الأردنية في الإنزالات الجوية. 


فيما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية قال ألباريس "في عام 2014 البرلمان الإسباني صوت بالإجماع على قرار يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، هناك سفارة فلسطينية في العاصمة مدريد، وكانت لي اجتماعات عديدة وبشكل رسمي مع نظيري وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، وخلال هذه الحكومة الإسبانية تحدثنا عن أننا نود الاعتراف بشكل رسمي بالدولة الفلسطينية".


وختم الصفدي بالقول: "نشكر مشاركة إسبانيا في عمليات الإنزال الجوي إلى غزة، وأكرر ما كان أكد عليه جلالة الملك، حفظه الله، بأن هذه النزالات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات غزة لكنها جهد استثنائي في حال غير إنسانية فرضتها إسرائيل وفرضتها الحرب الإسرائيلية على غزة، ونؤكد أن إيصال المساعدات بحجم كاف إلى جميع أنحاء غزة يتطلب أن تنفذ إسرائيل التزاماتها تحت القانون الدولي وأن ينفذ المجتمع الدولي قراراته التي طالبت بأن تفتح إسرائيل جميع المعابر لإدخال المساعدات، وهذا ما لم يحدث".


وأكد الصفدي "نقوم بما هو متاح لكننا ندرك جميعا أن السبيل الوحيد لإيصال المساعدات هو وقف سياسة التجويع التي تعتمدها إسرائيل في غزة، والسماح بإدخال المساعدات بشكل كامل وكاف لجميع أنحاء القطاع"، مشيرا إلى أنه ثمة مجاعة حقيقية، وثمة أرقام للأمم المتحدة لا يمكن أن يقبلها العالم في هذا الزمان وفي هذا الوقت، وهنالك تعقيدات كبيرة تفرضها إسرائيل حتى على ما تسمح مبدئيا بدخوله من مساعدات. 

 

اقرأ المزيد : 

الصفدي: واقع أليم يعانيه الفلسطينيون وعلينا تغييره