حراك في الوحدات

لوح عدد من الراغبين بالانضمام للهيئة العامة لنادي الوحدات بالاعتصام وتصعيد لهجة الاحتجاج، على ما أسموه بمنعهم من تقديم الطلبات التي تخولهم الدخول ضمن منظومة النادي، وتحرك عدد منهم تجاه المجلس الأعلى للشباب، الذي قام بدوره في تخفيف حدة الأزمة بالطلب من مجلس الإدارة فتح باب العضوية ومنح المعتصمين حقوق تقديم الطلبات. اضافة اعلان
الحراك الذي تشهده أروقة نادي الوحدات، فتح باب التساؤل على مصراعيه، حول حقوق مجالس الإدارة في إغلاق الأبواب أمام الانضمام إلى الهيئات العامة، وتحويل الهيئات إلى حصص يتقاسمها الطامحون بالاستمرار في الجلوس على مقاعد الإدارة.
هناك بنود في نظام الأندية والهيئات الشبابية قد يجهلها الكثير من أعضاء مجالس الإدارة، ومنهم مخضرمون عايشوا العديد من هذه المجالس، ويفترض بهم أن يكونوا قد هضموا هذا النظام وحفظوه عن ظهر قلب، حيث يتضمن بنودا واضحة لا لبس فيها تنص على أن الأصل في الهيئات العامة أن تكون مفتوحة ومتاحة للجميع، وحدد شروطا بسيطة لكل من يرغب في الانخراط في هذه الهيئات لا تتعدى التمتع بالجنسية الأردنية وحسن السيرة والسلوك، وترك أمر الفصل في أي خلاف يحدث في قبول العضو من عدمه للهيئة العامة في حال تعارضت وجهات النظر وانطبقت الشروط على من يرغب، ويكون دور المجلس الأعلى للشباب هنا تحويل الأمر لأول اجتماع تعقده الهيئة العامة للفصل في قبول أو رفض العضو.
هناك من يقول إن معظم الأندية تغلق على هيئاتها العامة، ولا يتحرك أحد لحثها على تطبيق الأنظمة والقوانين، لكن الأمر مرهون هنا بمعرفة الجميع بالخطوات المتسلسلة التي لا بد منها لإثبات الحق في الانتساب للهيئة العامة، والطرق القانونية التي ينبغي اتخاذها في حال تم رفض إعطاء أي شخص نموذج الانضمام لعضوية الهيئة العامة، أو أجيب على طلبه بالرفض من دون مسوغ قانوني.
الأندية هيئات مستقلة ذات استقلال مالي وإداري، وبالتالي فهي ليست ملكا لأحد، ولا يجوز التحكم في تحديد سقف لهيئاتها العامة، وهو المنطلق الذي يحكم العلاقة بين أطراف المعادلة ومن ضمنها المجلس الأعلى للشباب، الذي يتحرك في ضوء حدوث مستجدات وتطورات، والتقدم بشكاوى معززة بالأدلة والبراهين، وباعتقادي فإن قوة الأندية تنبثق من قوة هيئاتها العامة القادرة على تحديد الأولويات، وتوجيه مسيرة النادي، وتصحيحها في حال حدوث أي اختلالات، ويجب عدم تحديد دورها في اختيار رئيس وأعضاء مجلس إدارة النادي، ومن ثم الخلود إلى سبات عميق، لا يحركه سوى انتخابات جديدة تعيد الجميع إلى مقاعدهم، باستثناء من وقف في وجه الإدارة السابقة وسعى لإحداث التغيير.
توسيع مساحة المنضوين تحت مظلة الأندية أمر صحي، وهو متبع في العديد من دول العالم، وأشهر الأندية مثل مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد تعد هيئاتها العامة بعشرات الآلاف، وهي المصدر المهم للدخل نظير ما يدفعه هؤلاء الأعضاء كما هو اتخاذ القرار.. فهل نقلدهم كما قلدنا العديد من سلوكياتهم؟

[email protected]