لقد وقعنا بالفخ..!!

بين مئات العناوين التي تتناول اخبارنا اليومية، تبرز بشكل لافت الاخبار المتعلقة بالتهديد والتصعيد والتوقف عن العمل والاعتصام والاضراب في عشرات المؤسسات والدوائر الحكومية..اضافة اعلان
تذكرني كثرة هذه العناوين بعبارة مرجان احمد مرجان.."لقد وقعنا بالفخ"..!!
وكأن ساحرا امتدت يده الى كيس الابهار فخرجت بمواطنين من نوع اخر، لا همّ لهم الا تحقيق مصالحهم وتأمين مكتسباتهم وحقوقهم المكتسبة بغض النظر عن الظروف والاحوال والوضع الاقتصادي والامكانات المتاحة، ودون الالتفات الى مصالح لمواطنين اخرين متعطلة، وملفات متكدسة ومؤجلة الى اشعار غير معلوم..
اتذكر قبل عدة سنوات وقبل ان تمتد يد الساحر الى الكيس لتخرج المنديل والحمامة.. تفاجأنا باعلان نقابة الاطباء اضرابها او توقفها او استنكافها عن العمل.. جاءت المفاجأة وقتها من السؤال.. هل يمكن للطبيب ان يتوقف عن تقديم عمله لمحتاج او لحالة طارئة تحت اي ذريعة او بحجة اي مطلب او مكتسب..؟!
اليوم.. نقابة المعلمين وبغض النظر عن احقية المعلمين التي لا اختلاف عليها في بعض الحقوق والمطالب، تلوح بالاجراءات التصعيدية التي قد تصل للاضراب عن العمل مطلع العام القادم وكأن طلبتنا بحاجة لمزيد من العراقيل وهم في (رغد) التربية ونعيم التعليم..
طلبة مدارس يضربون احتجاجا على سوء اوضاع المدرسة.. اخرون في مدرسة يحتجون ويوجهون رسائل لجهات عليا لحماية مديرهم من النقل، فيما طلبة مدرسة اخرى شرقي عمان يتوقفون عن الدراسة لأشهر، بسبب نقل مديرهم الى مدرسة اخرى..
اصبحت قضية مدرسة حنين ومديرها المنقول.. عنوانا يوميا لازمة لا حل لها بعد ان ركب الطلبة واولياء امرهم رؤوسهم.. واستنفدوا كل وسائل الاحتجاج على تغيير المدير.. في مكان اخر كان الطلبة يضربون عن الدراسة بسبب عدم تغيير المدير..!!
طلبة العلوم السياسية في الجامعة الأردنية ما يزالون معتصمين للمطالبة بحقوقهم وابداء وجهة نظرهم حول بعض الاساءات التي يتعرض لها الطلبة من قبل بعض الاساتذة، اضافة الى استغلال بعضهم..
في المصفاة اعتصام للمهندسين يؤثر على الانتاج ويكلف خزينة الدولة نصف مليون دينار يوميا، رغم نفي ومكابرة المسؤولين وكأن المصفاة تنقصها المعيقات وتتوق للمشاكل.. وفي الكهرباء اعتصام مستمر، فيما قطاع الكهرباء غارق الى اخر سلك فيه بالمشاكل والاضطرابات بدءا من الانقطاعات والاحمال واخفاقات (الثلجة) وحتى الفواتير التي لا يفهم طريقة احتساب ارقامها لا المواطن ولا حتى الشركة..
اعتصامات في الصفوف الاساسية والتعليم العام.. وامام المدارس الخاصة بسبب الاهمال وفي المدارس الخاصة لتناسي ذات الاهمال..!!
وفي كليات المجتمع وعند مجمعات الباصات.. توقف عن العمل في مصانع وشركات تعتمد انتاجيتها على استمرارية عجلة العمل والانتاج.. وتصعيد في صفوف الموظفين من ذوي العلاقة المباشرة بتصريف معاملات ومصالح المواطن، في الاحوال المدنية والاراضي والتنمية الاجتماعية والمعونة الوطنية..
حتى إن اولئك المخالفين للقانون والمهملين والمستسهلين والآتين على حق المواطن في طريقه ووقته وحريته.. وجدوا طريقا للاحتجاج على تطبيق القانون من قبل مؤسسات الدولة..
اصحاب البسطات بكل ما سمحت (الجرأة..) لهم، يحتجون على منعهم من احتلال الارصفة والشوارع والتحرش ومصادرة حرية الناس.. ومستوردو الالعاب النارية والبضائع الضارة بنا والمأكولات التي اقترب انتهاء صلاحيتها، وعمال ايقاف السيارات (الفاليه) يجدون سبيلاً للاحتجاج..
مع الاقرار الشديد بالحقوق العمالية والوظيفية والمعيشية للعديد من الفئات واحترامها.. فان مشهد الاحتجاج الذي يجري دون النظر الى مصلحة الناس هكذا، مطلوب اعادة النظر فيه.