تقرير دولي: التنوع البيولوجي يتلاشى ومساحات الغابات تتراجع أردنيا وعالميا

Untitled-1
Untitled-1

فرح عطيات

عمان- كشف تقرير عن "انقراض العديد من الانواع البرية وأكثر من 150 سلالة من الماشية" في دول العالم ومن بينها الأردن، ما بين عامي 2000، و2018، والتي تساعد النباتات على النمو، وتدوير المغذيات من خلال انتاج السماد وتوزيع البذور.اضافة اعلان
وحذر التقرير، الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" أخيرا وبعنوان "التنوع البيولوجي يتلاشى كل يوم"، من "تقلص مساحات الغابات الطبيعية في الأردن والعالم من حوالي 10.6 مليون هكتار في تسعينات القرن الماضي، إلى 6.5 مليون هكتار بين عامي 2010 و2015".
وشددت المنظمة، في تقريرها، الذي جاء بالتزامن مع اليوم العالمي للتنوع البيولوجي، الذي صادف الأربعاء الماضي، على أن "الغابات تعد واحدة من أهم مصادر التنوع البيولوجي التي تأوي موائل متنوعة للنباتات، والحيوانات، والكائنات الدقيقة، وهناك ما يقرب من 60 الف نوع من أنواع الأشجار في العالم".
"والغابات لا تحمي الأنواع المختلفة فحسب، بل وتعمل أيضا كمرشحات طبيعية تساعد على تنقية مصادر المياه، كما أنها تقوم بامتصاص وتخزين الكربون، وتنظيف وتبريد الهواء، واستعادتها يساعد على ضمان مياه أنظف وهواء أنقى، بالإضافة إلى الحفاظ على الموائل لمجموعة كبيرة من الأنواع"، حسب التقرير.
وجاء في التقرير أن "التنوع البيولوجي الزراعي، بما في ذلك الأقارب البرية للمحاصيل، أمر أساسي للتعامل مع مناخ متغير، وتأمين مستقبل الغذاء، بل ويوفر أنواع محاصيل وسلالات ماشية، يمكنها أن تتكيف بشكل أفضل مع التغيرات في درجات الحرارة، وهطل الأمطار، وظواهر الطقس المتطرفة".
وأكدت نتائجه على أنه "من بين حوالي 400 الف نوع من النباتات التي تم تحديدها، فإن 30 الف صالحة للأكل، ولكن حتى هذا التاريخ، لم يستخدم سوى ستة آلاف نوع كغذاء، في وقت لا يزرع فيه بالأردن وجميع أنحاء العالم، سوى 150 من المحاصيل على نطاق كبير".
ووفق ما جاء بالتقرير فإن "ثلاثة محاصيل فقط (الذرة، والقمح، والأرز) توفر ما يقرب من 60 % من البروتين والسعرات الحرارية التي نحتاجها يوميا، ونحن بحاجة لتوسيع نظامنا الغذائي لاستكشاف بعض الأصناف الأخرى، التي يمكن أن تكون مغذية أكثر، وأن تتأقلم بشكل أفضل مع التغيرات في مناخنا".
وكشف عن أن "الغابات التي تدار بطريقة سيئة، وانخفاض مخزونات الأسماك مرتبطة بها لأن تدفق المياه يصبح غير منتظم، ويرافقه ترسبات في اتجاه مجرى النهر، بينما تجري كميات أقل من المياه العذبة إلى المصادر المائية الأخرى مثل البحيرات والمحيطات".
وذلك الامر "يؤثر سلبا على مصايد الأسماك، وعلى صحة أنواع معينة منها أو يتسبب بموتها، وهذا يعني أن هناك كمية أقل منها تتوفر للاستهلاك البشري، كما يعني أيضا أن الأسر التي تعتمد على صيدها لكسب رزقها، ستواجه صعوبة في إعالة أسرها".
وتوفر الأسماك 20 % من البروتين الحيواني لنحو 3 مليارات نسمة، ويعتمد حوالي 200 مليون شخص على مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية من أجل كسب رزقهم.
وأشار إلى أن" إدارة الزراعة بعناية يمكن أن تزيد من صحة التربة، والتي تساعد الاغذية على النمو، ولامتصاص الكربون من الهواء، ولتوفير الميكروبات، مثل البنسلين، التي تُستمد منها في الادوية، والقطاعات الزراعية هي أكبر مستخدمي التنوع البيولوجي".
وتلك القطاعات تدير أكبر المناطق الأرضية، والبحرية، ومناطق المياه العذبة على الأرض، سواء كان التنوع البيولوجي "البري" في الغابات، ومصايد الأسماك، أو التنوع البيولوجي "المدجن" في نظم الإنتاج، وإذا ما تمت إدارة الزراعة على نحو مستدام، فإنه يمكنها أن تساهم في حفظ التنوع البيولوجي، ووظائف النظام الإيكولوجي المهمة.
وبحسب التقرير فإن "المنغروف وأنواع أخرى من النباتات الساحلية، مثل الأعشاب البحرية والمستنقعات المالحة، يمكن أن تثبت الأراضي الساحلية وتحد من حجم الأمواج، مما يقلل من احتمالات أو أثر الفيضانات الساحلية، وتعمل الغابات والأراضي الزراعية على الحد من المخاطر والأضرار الناجمة عن الفيضانات، والعواصف، والتسونامي، والانهيارات الثلجية، والانهيارات الأرضية، والجفاف".
"ويُعد التوسع في تربية الأحياء المائية أحد الأسباب الرئيسية لإزالة غابات المنغروف، اضافة لتنامي المجتمعات، وزيادة تنمية البنية الأساسية، وتلوث المياه، والسياحة المستهترة.
وفي مجال الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي، أظهر التقرير أن" التنوع البيولوجي للحيوانات، أو الأسماك، أو المحاصيل، ضرورة كامنة للانتاج الغذائي والأمن الغذائي، بل ثمة حاجة لمجموعة متنوعة من المحاصيل، بعضها أكثر تغذية، أو أسرع نموا، وبعضها يتكيف بشكل أفضل مع الجفاف، أو درجات الحرارة المرتفعة، والبعض الآخر يحتاج إلى كميات أقل من المياه، لمواجهة تحديات تغير المناخ، وتزايد السكان".