"عدم القدرة المالية" يؤخر زواج نصف الشباب لسن الثلاثين

الزواج- زواج
الزواج- زواج
نادين النمري عمان – أظهرت دراسة أممية أن عدم امتلاك الملاءة المالية، وصعوبة الحصول على فرص عمل، ساهم في ارتفاع سن الزواج عند الشباب الأردنيين عن نظيرها قبل نحو 5 سنوات، فيما أصبح نصف الشباب الأردنيين يتزوجون عند سن 30 عاما، والفتيات عند 27. وبينت الدراسة التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" مؤخرا، وحملت عنوان "الطموحات الاقتصادية والاجتماعية للشباب في الأردن"، أنه "في وقت يعتبر الشباب ان سن 25 هي السن المناسبة للزواج فإن 50 % فقط من الشباب يتمكنون من الزواج في سن 30، في حين أن 25 % فقط يتزوجون في سن 27". ووفق الدراسة، "يرى الشباب الاردني ان الاستقلال المادي غير ممكن في المراحل العمرية التي يودون الزواج بها". كما انعكست صعوبات الاستقلال المالي على رفع سن الزواج للفتيات كذلك، ففي وقت اعتبرت فيه عينة الدراسة المكونة من 2854 أسرة و4539 شابا وشابة من عينة ممثلة على المستوى الوطني، وتشمل اردنيين وسوريين، أن السن المثالية لزواج الإناث هي 25 عاما، فان المسوحات تدل على ان متوسط سن الزواج للإناث في الاردن هو 27 عاما، اذ تتمكن 50 % من الفتيات من الزواج قبل سن 27. ما يعني تأخيرا بواقع 3 سنوات ما بين التوقعات والواقع. واعتبرت أن تأخر سن الزواج بالنسبة للفتيات الاردنيات يرتبط باضطرارهن الى انتظار جهوزية الزوج المحتمل للزواج. ولفتت الى ان الشباب الاردني يطمح لمراحل رشد عصرية تضمن لهم الاستقلال الاقتصادي والاستقلال في المسكن، إذ باتت الأسرة النواة بعد الزواج أمرا معتادا، حيث يستقل 80 % من المتزوجين حديثا في مسكنهم، لذلك فان الانتقال الى العمل والزواج مرتبطان ارتباطا وثيقا بالنسبة للرجال الاردنيين بإتاحة الاستقلال في المسكن عن طريق الاستئجار أو شراء منزل. ودعت إلى دعم شباب الاردن في تحقيق تطلعاتهم، اذ ينبغي ان تنظر سياسات الشباب الى مرحلة الرشد من منظور متكامل يشمل التعليم والعمل والزواج، باعتبار تلك المحددات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنسبة للشباب، كما ان الانتقالات الناجحة في احد هذه المجالات قد يترك اثرا على المجالات الأخرى. في مقابل ذلك، لفتت الدراسة الى ان توقعات الشباب السوريين بشأن الاستقلال المادي او الاستقلال في السكن، اقل من نظرائهم الاردنيين، بسبب القيود المفروضة عليهم في تحقيق الاستقلال الاقتصادي، لذلك فهم اقل ميلا لتأخير سن الزواج حتى يحققوا هذه الاهداف. وبينت كذلك ان نسبة كبيرة من الفتيات السوريات يتزوجن مبكرا وفي سن اقل بكثير من السن المثالية للزواج الذي أفدن به، اذ يرتبط الزواج المبكر بالأعراف الاجتماعية السورية، كما يرتبط بحالة الفقر وانعدام الامن المالي، فيصبح الزواج المبكر وسيلة تستخدمها الاسر لحماية سمعتها، إذ إن 28 % من الفتيات السوريات يتزوجن قبل سن 18. وكشفت عن أن 62 % فقط من الرجال السوريين كانوا حاصلين على عمل عند زواجهم، مقارنة بـ91 % من الأردنيين، كما أن 56 % الى 73 % من السوريين اضطروا للسكن مع الوالدين او الأصهار وهم متزوجون. واعتبرت أن هناك حاجة لاستبقاء الشباب في المدرسة في المرحلة الثانوية، لا سيما الشباب السوريون في الأردن، الذين يعانون من قصور كبير في تحصيلهم العلمي، كما أنه بالنسبة للشباب في المدارس فيجب أن تبدأ التدخلات لتيسير الانتقال الى العمل، مثل الإرشاد الوظيفي، وتطوير المهارات التي يمكن ممارستها في جميع المجالات منذ مرحلة مبكرة. كما اعتبرت أن ضمان حصول الشباب على فرص عمل كريم وقدرتهم على تحقيق الاستقلال المادي وتحمل تكلفة المسكن، أمر مهم وإن كان صعبا؛ لأنه قد يتيح لهم الزواج وتكوين أسر.

إقرا المزيد :

اضافة اعلان