محمود الطراونة
عمان- في وقت أعلنت فيه الحكومة، ان البلاد في منتصف الذروة الوبائية الرابعة، أكد خبراء انه من المبكر الحديث عن الذروة، قبل انتهاء الاسبوع المقبل، فالمؤشرات الحالية لا تشخص الوضع الوبائي بدقة.
واشاروا الى ان عودة الطلبة للمدارس والحراك الانتخابي والاجراءات التخفيفية، ستمد من أمد الموجة الرابعة وصولا الى شهر رمضان، بخاصة في ظل وجود اصابات من المتحور الفرعي "بي اي 2"، الذي يصيب ايضا، من اصيب بمتحور "اوميكرون".
أخصائي الامراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة، قال إن عودة الطلبة للمدارس والحراك الانتخابي، سيمددان أمد الموجة الرابعة، إن لم تحدث موجة جديدة (خامسة)، وان الحكومة تمنح المواطن املا كاذبا باجراءاتها التخفيفية، لافتا الى ان الاردن ليس المملكة المتحدة التي وصلت نسبة التطعيم فيها للجرعتين الى اكثر من 85 %، فضلا عن البروتوكولات العلاجية النوعية.
واشار الطراونة، الى انه من المبكر الحديث عن انتهاء الموجة الرابعة وإعلان الانتصارات الزائفة، بينما الوفيات والاصابات والنسب الايجابية ما تزال مرتفعة، فضلا عن الضغط الكبير على المنظومة الطبية المرهقة منذ عامين.
خبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني، أكد أن الحديث عن انتهاء الموجة غير مجد، فالموجة الحالية ستكون طويلة.
واضاف في تصريحات لـ"الغد"، ان المتابعات المستمرة للوضع الوبائي، وعبر متابعة الأسبوع الوبائي الاخير (السابع) الذي انتهى امس، تشير الى تذبذب أرقام المؤشرات الوبائية لهذا الأسبوع؛ اذ بلغت أعداد الاصابات والحالات الأسبوعية 116996، مقارنة بأعداد الاصابات في الأسبوع السادس السابق والتي بلغت 135270 إصابة، اذ بلغت نسبة الانخفاض 13 %، أما بخصوص أعداد الوفيات فشهدت ارتفاعا بنسبة 3 %، وبلغ أعداد الوفيات 173، مقارنة بالأسبوع السادس الذي بلغت فيه 168.
وتابع المعاني، اما بخصوص نسبة الاصابات الإيجابية للفحوص المخبرية، فشهدت انخفاضا ملحوظا، وبلغت في الأسبوع السابع 26 %، مقارنة بـ 28.9 % في الأسبوع السادس، بينما بلغت الحالات النشطة 189 الف إصابة.
وبين المعاني، انه ومن متابعة المؤشرات الوبائية، فمنها يرتفع واخرى تنخفض؛ وهذا يؤكد ان المطلوب الآن متابعة الأسابيع الوبائية المقبلة، وخصوصا الأسابيع الوبائية الثلاثة المقبلة، اذ سيحدد الوضع الوبائي من حيث شدة ذروة الموجة الرابعة من انتشار كورونا (المتحوران أوميكرون ودلتا)، او الانخفاض، وكذلك نسبة الاشغالات في اقسام العناية المركزة والحثيثة المخصصة لمرضى كورونا في الشمال والوسط، وأعداد الحالات النشطة.
وقال "من الضروري الالتزام بالإرشادات الصحية والوقائية، الصادرة عن الجهات الرسمية، والتباعد الجسدي وتهوية الأمكنة المغلقة، والنظافة الشخصية، والالتزام بوسائل التعقيم المختلفة، وزيادة وتيرة التطعيم وزيادة نسبة المطعمين، وتشجيع المواطنين على أخذ اللقاحات؛ وتعديل البروتوكول العلاجي، وإدخال الأدوية الجديدة النوعية لمعالجة مرضى كورونا".
ولفت المعاني، الى ان أهمية تكاتف جهود الحكومة والمواطنين في مكافحة هذا الوباء؛ وأن على الحكومة وقف الحفلات الغنائية والمهرجانات والتجمعات بكافة أشكالها وانواعها، وعدم اصدار قرارات بدون مشاورة المختصين، وعلى المواطن الالتزام وعدم التراخي والاستهانة بالوضع الوبائي حاليا.
عضو المركز الوطني لحقوق الانسان الدكتور ابراهيم البدور، أشار إلى ان الحالات ستنخفض مع عودة المدارس ولكن ببطء شديد او بتذبذب الاصابات (بين ارتفاع وانخفاض)، فطبيعة الفيروس تشير الى ان حواضن العدوى ما تزال موجودة، أكانت بعمليات اختلاط ناجمة عن الحراك الانتخابي او بعودة الطلبة للمدارس وعدم التزام المواطنين بالشروط الصحية والتباعد ولبس الكمامة.
وكانت أعلنت وزارة الصحة، امس، عن تسجيل 31 وفاة و11254 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد إجمالي الوفيات إلى 13713 وإصابة 1582161، وبلغت نسبة الفحوصات الإيجابيّة 21.55 %.
وأشارت إلى أن عدد الحالات النشطة حالياً وصل إلى 153017، بينما بلغ عدد الحالات المدخلة للمستشفيات 187، وعدد الحالات التي غادرت المستشفيات 202، فيما بلغ العدد الإجمالي للحالات المؤكدة التي تتلقى العلاج في المستشفيات 1032.
