منتدى إقليمي للنهوض بواقع المحميات الطبيعية في الدول العربية

فرح عطيات

عمان- النهوض بواقع المحميات الطبيعية في الدول العربية، وحمايتها من آثار الحروب، والنزاعات المسلحة، والتخفيف من الأضرار الواقعة على التنوع الحيوي فيها، دفع بمختصين بيئيين عرب للمشاركة في المنتدى الإقليمي الخامس لإدارة المحميات، الذي انعقد أمس.

اضافة اعلان


ومن أجل تلك الغاية، سيناقش المختصون من دول اليمن، وسورية، وفلسطين، الى جانب الأردن، في المنتدى الذي تنظمه الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وعلى مدار 15 يوماً، الممارسات الفضلى في إدارة المناطق المحمية، والتخطيط الشمولي لها، وكيفية إجراء المراقبة البيئية فيها، إضافة إلى حمايتها من تأثيرات التغير المناخي.


وتأتي مشاركة المدير التنفيذي لجمعية فلسطين للبيئة والاستدامة شادي الشومري في المنتدى من أجل "التعرف على تجربة الجمعية الملكية في مجالات إدارة المحميات، والسياحة البيئة، والتوعية بأهميتها".


و"لأن دولة فلسطين تقبع تحت الاحتلال الإسرائيلي، فلا يمكن مع هذا الوضع الوصول الى المحميات الطبيعية، البالغ عددها 51، لكونها تقع تحت سيطرته، بحيث يتم منعنا من زيارتها، الا أنه رغم ذلك يتم التعاون مع الجهات المعنية في الحكومة الفلسطينية من أجل التأكد من حماية الموائل، والتنوع الحيوي فيها"، بحسبه.

ولفت، في تصريحات لـ"الغد"، الى أن "الشراكة التكاملية بين جمعيته، والجمعية الملكية في الأردن، تساعدنا في تبادل الخبرات المتعلقة بكيفية حماية التنوع الحيوي، والموائل، وبشكل أخص في مجال هجرات الطيور".


وشدد على أن "وجود خبرات وكفاءات في مجال إدارة المحميات من مختلف الدول في هذا المنتدى، سيمكننا من تقييم الوضع الحالي في دولنا العربية، في وقت تعاني منه تحديات عدة، ولعل أهمها في دولة فلسطين مسألة الاحتلال الإسرائيلي".

ولعل التحديات التي تواجه المحميات في دولة فلسطين، هي ذاتها التي تتعرض لها المناطق المحمية في سورية، ولا سيما نتيجة الحرب التي شهدتها خلال السنوات الماضية، وفق رئيسة مجلس إدارة الجمعية السورية لحماية الحياة البرية هنادي السادات.


" فالأضرار التي طالت المحميات في سورية كانت مباشرة، وغير مباشرة بسبب نقص مصادر الوقود، والطاقة، ما يتيح المجال لزيادة عدد التعديات على المناطق المحمية، والموارد الطبيعية"، تبعا لها.

وأكدت لـ"الغد" أن "الحاجة الى إعادة تدريب الأفراد العاملين في مجال المحميات، البالغ عددها 33، وبعد ما شهدته سورية في السنوات الماضية، كان أحد الأهداف التي دفعتنا للمشاركة، باعتبار أننا نتشارك الهموم ذاتها في الإقليم العربي".

ولفتت الى أن "تجديد المعلومات في مجال إدارة المحميات أمر في غاية الأهمية، فضلا عن الاطلاع على آخر المستجدات من أجل إعطاء التدريبات للعاملين في هذا المجال في سورية".


ولا يختلف الحال عما هو قائم في اليمن، فمع تغير الوضع الأمني والعسكري فيه، فإن وضعية المحميات الطبيعية، والمقدرة على محمياتها وصونها، أصبحت تواجه العديد من المهددات، وفق مستشار الهيئة العامة لحماية البيئة في سقطرى اليمنية محمد أحمد.


و"تعتبر الجمعية الملكية لحماية الطبيعية المرجعية في المنطقة العربية في مجال إدارة المحميات الطبيعية، والتي استطعنا أن نتعلم العديد من الدروس المستفادة منها، وعبر الأنشطة المتعددة، وهذا الأمر الذي دفعنا للمشاركة في المنتدى"، بحسبه.

ولا يقتصر الأمر على ذلك، على حد قوله، بل إنه "من خلال مشاركته يسعى الى إيصال رسالة خلال هذا المنتدى للعالم والأطراف المتنازعة في اليمن مفادها بأن المحميات الطبيعية هبة إلهية للبشر، ويجب المحافظة عليها، بحيث لا تطغى الأفكار العسكرية على الجانب البيئي".


ويشمل برنامج المنتدى زيارة ميدانية الى مختلف المحميات الطبيعية في الأردن، لإطلاع المشاركين على معايير إدارتها، مع عقد جلسات حوارية مفتوحة مع الشركاء من المؤسسات العاملة في مختلف المجالات، والمجتمعات المحلية كذلك، وتدريبهم على العمل الميداني.


وقال أمين عام وزارة البيئة الدكتور محمد الخشاشنة، خلال افتتاح أعمال المنتدى إن "الاجتماع يهدف لوضع الخطط، والاستراتيجيات، والبناء عليها، عبر الاطلاع على تجارب الدول العربية المشاركة، مع نقل تجربة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة الرائدة الى الأشقاء من دول الجوار، خاصة في ظل التحديات البيئة التي تعصف بالإقليم، نتيجة ظروف عدة على رأسها الحروب، والصراعات، وارتفاع موجات اللجوء".


ولفت الخشاشنة الى أن "التنوع الحيوي في الأردن يعد من أندر البيئات في العالم، الأمر الذي يجب معه الحفاظ عليه، باعتباره جزءا لا يتجزأ من تراثنا وتاريخنا".


ويهدف المنتدى الى بناء شبكة اتصال معرفي بين المشاركين لتبادل الخبرات، والعمل على خلق تغيير إيجابي ملموس في تفكير الأفراد حول إدارة المحميات، من خلال تناول مجموعة من المحاور من أبرزها إدارة المناطق المحمية، وصون التنوع الحيوي خارج المحميات.


بدوره، قال مدير مركز مراقبة التنوع الحيوي في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة الدكتور نشأت حميدان إن "الجمعية عملت على بناء العديد من الشراكات سواء المحلية، والإقليمية، والدولية، بهدف تحسين إدارة حماية الطبيعة، والمحميات أيضاً".


وأضاف أن "الجمعية تهتم بالاستفادة من سائر التجارب في إدارة المحميات، مع نقل تجربتها في هذا المجال، وصولاً الى تحقيق الأهداف المرجوة من المنتدى، والبناء على تلك التجارب المكتسبة سابقا".


ويسعى المنتدى، وفق القائم بأعمال مدير المناطق المحمية في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة حسام العويضات "إلى الاستفادة من خبرات الدول العربية حول أحدث الطرق في إدارة المحميات، وكيفية زيادة الوعي لدى صناع القرار، والفنيين في هذا الصدد، والتعرف على برامج التنمية المحلية، وطرق استخدامها كأداة لصون الطبيعة، وبناء المعرفة العلمية، والبحثية لدى المشاركين، لمواجهة التحديات التي تواجه القائمين على إدارة المناطق المحمية".


وأُسس قسم التدريب في الجمعية في العام 1999، والذي يهدف الى بناء قدرات المؤسسات الشريكة، والعاملين في الجمعية، وإظهار دور الأردن الرائد في مجال حماية التنوع الحيوي، وتأسيس المحميات الطبيعية.


وبهذا الشأن قال رئيس قسم التدريب في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة خالد يونس إن "قسم التدريب يعتبر الإدارة التنفيذية للمنتدى، سعياً لتبادل الخبرات بين المؤسسات العربية في مختلف القضايا البيئية".