وجبات مدرسية لطلبة جيوب الفقر الشهر الحالي

فتية يصطفون أمام مقصف إحدى المدارس في المملكة للحصول على وجبتهم في المدرسة.-(أرشيفية)
فتية يصطفون أمام مقصف إحدى المدارس في المملكة للحصول على وجبتهم في المدرسة.-(أرشيفية)
حنان الكسواني عمان - باتت تحضيرات وزارة التربية والتعليم جاهزة لتقديم الوجبة المدرسية لما يقارب 450 الف طالب وطالبة في مناطق جيوب الفقر، بعد ان تعرض تنفيذ هذا المشروع الحيوي للتأجيل أكثر من مرة بسب جائحة كورونا وتداعياتها. ومع عودة التعليم الوجاهي في بداية أيلول (سبتمبر) الماضي، كثفت الحكومة وبرنامج الأغذية العالمي والقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي اجتماعاتهم الرسمية للخروج بالصيغة النهائية والمناسبة لمشروع الوجبة المدرسية. ويتوقع أن تبدأ وزارة التربية والتعليم بتوزيع الوجبة الخفيفة بشكل يومي على الطلبة المستهدفين في الصفوف من الأول وحتى السادس الأساسي، بالإضافة إلى طلبة رياض الأطفال الحكومية منتصف الشهر الحالي. ومنذ إقرار البرنامج منذ عدة سنوات، ومشروع التغذية المدرسية يقدم سنويًا، وجبات خفيفة للأطفال موزعين في 1878 مدرسة تقع في جيوب الفقر في (34) مديرية تربية وتعليم، وثلاثة مخيمات تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. وتتكون الوجبة الغذائية المقدمة للطلبة من بسكويت مدعم بالفيتامينات والمعادن، محشو بالتمر وزن (80) غم بدعم من برنامج الأغذية العالمي وبسكويت عالي البروتين وزن (40-45)غم مدعم بالفيتامينات والمعادن من إنتاج القوات المسلحة الأردنية. ويهدف المشروع الذي تأسس في العام 1999، للعمل على تحسين الوضع التغذوي والصحي لأطفال المدارس الحكومية في المناطق الأقل حظا، وذلك من خلال تقديم وجبة غذائية يومية متوازنة، وضمان جودة عملية التعليم والتعلم وإذكاء تفاعلاتها. هذه الوجبة تساعد على تقوية المناعة في أجسام الأطفال وهم في مرحلة النمو، كما ترفع من مستوى تحصيلهم العلمي وتحد من خمولهم، فضلا الى تقوية جهازهم التنفسي، وتنمية وتثبيت اتجاهات وعادات غذائية سليمة لدى الطلبة تستمر مدى الحياة. اما بالنسبة للفوائد الاجتماعية والاقتصادية التي يسعى البرنامج الى تحقيقها، فإن توزيع الوجبة بعد الحصة الثالثة وقت استراحة الطلبة قد يساهم في انخفاض نسبة الغياب والتسرب لدى الطلبة المشمولين، وزيادة فاعلية الطلبة ومشاركتهم داخل الغرفة الصفية، بالاضافة الى تقليل المصروف اليومي للطالب، وبالتالي تخفيف العبء المالي لرب الأسرة. وعلى المستوى العالمي، فقد ذكر تقرير أممي نشر نهاية شهر شباط (فبراير) الماضي الى أنه في عالم ما بعد جائحة فيروس كورونا (كوفيد19)، تعد برامج التغذية المدرسية من الاستثمارات ذات الأولوية، لأنها تساعد البلدان على بناء جيل من السكان يتمتع بالصحة والتعليم، مع دعم النمو الوطني وتعزيز التنمية الاقتصادية. واكد التقرير الذي حمل عنوان (حالة التغذية المدرسية في العالم) والصادر عن برنامج الأغذية العالمي أن" في حياة أي طفل ينتمي لأسرة فقيرة، يمكن أن يكون للوجبات المدرسية تأثيرا كبيرا"، موضحا أن "الوجبة تقاوم الجوع وتدعم الصحة على المدى الطويل وتساعد الطفل على التعلم والازدهار". وذهب التقرير الى أبعد من ذلك عندما خصص زاوية تتعلق بتأثيرات الوجبة المدرسية على الطالبات قائلا": عندما يستمر تقديم برنامج الوجبات المدرسية، تبقى الفتيات في المدرسة لفترة أطول، وتنخفض معدلات الزواج المبكر". اما منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) وجدت أن "المدرسة ليست مجرد مكان لتلقي العلم، فهي بالنسبة للعديد من الأطفال حبل نجاة نحو الأمان والخدمات الصحية والتغذية". وأكدت " ما لم نتصرف فوراً عبر توسيع الخدمات المنقذة للأرواح لمعظم الأطفال المستضعفين ستلاحقنا التبعات المدمرة لكوفيد 19 لعقود مقبلة". وتتوقع (اليونسيف) حدوث " أزمة وشيكة في التغذية إثر خسارة أكثر من 39 بليون وجبة مدرسية منذ بدء الجائحة " رغم عدم "توفر سوى بيانات عالمية محدودة عن التأثير العام لإغلاق المدارس على تغذية الأطفال" اضافة اعلان