تطور طب العيون يكفل حل عيوب الإبصار بأقل وقت وجهد

عمان- ساعد التقدم الذي حدث في طب العيون خلال العشرة أعوام الماضية في علاج العديد من المرضى، فمن كان يتخيل قبل عقد من الزمن أن يأتي مريض يعاني من 15 درجة قصر في النظر ويقوم الطبيب بوضعه تحت جهاز ويطلب منه أن ينظر إلى الضوء الأخضر داخله لمدة عشر ثوان ليغادر ثم يعود في اليوم التالي قائدا سيارته من دون نظارة. ومن كان يتخيل أن مريضا يعاني من انحراف عال أو طول نظر وبعملية يصحح بصره من دون حتى أن يستعمل نظارة طبية أو عدسات لاصقة. فعمليات تصحيح البصر ساعدت كثيرا في حل العيوب البصرية، فكان للتطور الحاصل دور كبير في ذلك بداية مع عمليات الليزر، لتظهر بعدها الليزك، ليمارس بعدها حياته بشكل طبيعي. ليتطور العلم خلال الثلاثة أعوام الأخيرة ويقدم تقنية جديدة وهي تقنية النظر الحاد المتميز، ( Super Vision )، إذ أصبح بالإمكان ومن خلال هذه التقنية تصحيح عيوب في الإبصار لا في القرنية فحسب، بل بالجهاز البصري للعين، فنسبة النجاح تساعد على منحه نسبة نظر أوضح بكثير من النظارة التي كان يستخدمها، فهناك من كان يرى باستخدام النظارة لـ 6 على 12 وذلك لوجود عيوب أخرى ليست في القرنية بل بالجهاز البصري، والتي استطاعت الأجهزة الحديثة تصحيحها ومن ثم الوصول إلى نسبة نظر 6 على 6، وصولا إلى تقنية بصمة العين. ومن التطورات الأخرى التي حدثت في طب العيون علاج المياه البيضاء في العين بجهاز الفاكو؛ ففي السابق كان المريض يحتاج لإجراء عملية جراحية طويلة يبقى أسير سريره في المستشفى لعدة أيام وهو مضمد العينين حاملا من 6 إلى 7 غرز في عينه، أما الآن فالعملية أصبحت من خلال جرح واحد طوله حوالي واحد إلى ثلاثه ملم، ولا يحتاج للبقاء في المستشفى ولا لتضميد عينه لمدة طويلة. ومن الفتوحات في مجال جراحة العين زراعة القرنية، فالمريض الذي يعاني من القرنية المخروطية أصبح بإمكانه نتيجة التطور العلمي أن يعالج بعملية حديثة تسمى زراعة جزئية للقرنية. ولقد شملت التطورات الجديدة في طب العيون الأدوية؛ حيث كانت الأدوية التي يعالج بها المريض الذي يعاني على سبيل المثال من ضغط في العين، أو جفاف العين محدودة أما الآن وخلال الخمسة أعوام الماضية فإن شركات الأدوية خرجت بابتكارات حديثة جدا في علاج ارتفاع ضغط العين من دون جراحة عن طريق أدوية خاصة تخفض ضغط العين، ومرض جفاف العيون. كما أن زراعة العدسات اللاصقة، داخل العين هي تقنية مستخدمة منذ السنوات الأخيرة، ولكن خلال السنتين الماضيتين ازداد الإقبال عليها بشكل كبير بعد الاطمئنان ألا مشكلات لها مع استخدامها لفترات طويلة، ويتم اللجوء إلى هذه العملية للمرضى الذين درجة الخلل عندهم غير مناسبة لليزك. وتمتاز هذه العدسة بأنها مصنوعة من مادة رقيقة جدا وتدخل من خلال جرح صغير جداً بالعين قطره 2 ملم وبعد دخولها للعين تفتح وتفرد براحتها وبذلك تأخذ وضعها خلف البؤبؤ، ومن ينظر لعين المريض لا يستطيع معرفة أنه قام بزراعة عدسة داخل العين وذلك لأنها خلف القزحية ومحمية داخلها، ويستطيع المريض فتح عينيه وممارسة حياته الطبيعية والتعرض لأي جو لأن العدسة أصبحت جزءا من أجزاء العين وبالتالي على المدى الطويل لا ترفضها العين. ومن هنا فإن التطور العلمي المتسارع يسهل علاج أمراض العيون ويوفر الوقت والجهد ليتمكن الإنسان من الاستمتاع بالنظر الذي هو نعمة ومنحة ربانية. الدكتور إياد الرياحي استشاري طب وجراحة العيون والمدير الطبي لمركز العيون الدولي www.eiadeyeclinic.comاضافة اعلان