شباب لبنانيون يتبادلون "نصيحة سرية" للتهرّب من هدايا الفالنتاين

شاب لبناني يبحث عن هدية لحبيبته في الفالنتاين في أحد شوارع بيروت
شاب لبناني يبحث عن هدية لحبيبته في الفالنتاين في أحد شوارع بيروت

سنة جديدة يحلّ فيها عيد الحب على لبنان مثقلاً بأزماته الاقتصادية، ما أجبر بعض الشباب المواطنين إلى تطبيق نصيحة "سرية" للتهرّب من عبء تكاليف الهدايا في هذه المناسبة.

"الفرار أفضل خيار"... نصيحة "سرّية" تبادلها بعض الشباب اللبنانيين في مجالسهم الخاصة للتهرب من شراء هدايا مكلفة لزوجاتهن وحبيباتهن في عيد الحب.

اضافة اعلان


أما خطوات تنفيذ هذه النصيحة فتقتضي على افتعال مشكلات مع الشريك خلال الأسبوع الذي يسبق الفالنتاين، ثم المصالحة مجدداً بعد أيام من انقضاء هذه المناسبة وليس في اليوم نفسه "تجنباً لإثارة الشكوك".

فضح "النصيحة السرية"

يبدو أن هذه النصيحة بين الرجال لم تعد "سرية"، قد سُرّبت عبر مواقع التواصل قبل أيام من عيد الحب سواء عبر مقاطع فيديو ساخرة، أو عبر رسائل مباشرة كتبها بعض الشباب عبر حساباتهم.


وتحت هاشتاق فاعل_خير الذي احتل الترند في لبنان خلال اليومين الماضيين، دعا المواطن جوزيف الخوري إلى التصرف بطريقة سيئة مع الشريك أو ترك الحبيب حتى انقضاء عيد الحب.


وكتب عبر حسابه بلهجتة المحلية": "شباب كل حدا متزوج أو عنده صديقة، كل شي فيك تعمله من نكد وثقالة دم أو مشاكل ليقطع عيد الحب.. الإمضاء: فاعل خير".

مؤيد ومعارض للنصيحة

انقسمت التعليقات حوله بين مؤيّد ورافض، إذ اعتبر البعض أن افتعال الشباب للمشاكل قبل عيد الحب للتهرب من الهدية يشكل إهانة للشريك ودليل على ضعف العلاقة وانعدام الثقة، على اعتبار أنّ المرأة رومانسية بطبعها ويمكن أن تكون سعيدة فقط بهدية بسيطة رمزية.


بالمقابل، برز اتجاه آخر من التعليقات يعتبر أنه من الصعب الاكتفاء في هذه المناسبة بتقديم دب أحمر أو وردة واحدة.


وتضامن بعض الشباب مع "الجنس اللطيف" ودعوهنَّ إلى التغاضي عن المشكلات التي يفتعلها شركائهن في يوم عيد الحب للحصول على الهدية، وكتب أحدهم عبر حسابه:  "تحمّلي في هذا اليوم جميع التقلبات المزاجية لحبيبك لتقطعي فرصة افتعال مشكلة تعفيه من شراء  هدية عيد الحب".


ضيق الحال

ورغم ردود الأفعال الكوميدية التي سادت بين اللبنانيين تعليقاً على هذه النصيحة المسربة عبر مواقع التواصل، غير أن الصورة ليست "كوميدية كثيراً بالنسبة للعديد من الشباب المرتبطين ممن استطلع موقع 24 آراءهم  في لبنان، والذين أجبروا على تطبيق هذه النصيحة بسبب ضيق الحال، مع تزايد الهوة الطبقية بين الفقراء والأغنياء مع لبنان منذ انهيار العملية المحلية وارتفاع سعر صرف الدولار وما رافقه هذا الوضع من غلاء غيّر نمط حياة شريحة كبيرة من الشعب اللبناني.


الحرج من هدية رمزية

الشاب اللبناني إ. م البالغ (27 عاماً) والذي رفض الكشف عن اسمه تجنباً للإحراج، كان من بين الشباب الذين عملوا بالنصيحة السرية مفتعلاً مشكلة مع خطيبته منذ يومين وينتظر مرور بضع أيام على انقضاء الحب كي يصلح العلاقة. وعن سبب فعلته، برّر لموقع 24 بالقول إنه يحاول تجنب الإحراج مع خطيبته التي ارتبط بها رسمياً قبل 5 أشهر، ولا يرغب بمرور عيد الحب الأول لهما بطريقة غير مبهرة ولا ترق لمستوى توقعاتها خاصة أن راتبه تأخر منذ شهرين بسبب معاناة الشركة التي يعمل لديها من أزمة مالية وهي مهدّدة بالإقفال.


عيد الحب في خانة "الكماليات"

خلال جولة ميدانية استوقفنا الشاب إياد علي البالغ 30 عاماً (متزوج وله 3 أطفال)، أثناء شرائه وردة جورية حمراء لزوجته التي كانت تنتظره في سيارة أجرة. وأكد أن هذا العام اضطر إلى تصنيف الاحتفال بعيد الحب في خانة  "الكماليات" مكتفياً بهدية رمزية بعدما اعتاد على مفاجأة زوجته في السنوات الماضية بهدايا فاخرة.


وذكر أنه الشهر الماضي اضطر إلى إقفال شركة السياحة والسفر التي أسّسها منذ 7 سنوات بسبب توالي الأزمات المتلاحقة التي ضربت لبنان وتأثيرها على تراجع أعداد السياح العرب. وشرح أن زوجته متفهمة جداً لوضعه المادي الدقيق بعدما اضطر إلى العمل سائق أجرة كي يعيل أسرته.


ورداً على سؤال حول تفكيره في اللجوء إلى النصيحة السرية للتهرب من هدية الفالنتاين، رد بثقة قائلاً: "زوجتي لا تحتاج لهدية كي أعبر لها عن حبي فما يجمعنا منذ سنوات أكبر بكثير.. نحنا معاً في السراء والضراء".

العين بصيرة واليد قصيرة

أما الشاب اللبناني أ. م البالغ 23 عاماً، والذي يعمل عسكري فذكر أنه  تذرع بانهماكه في العمل لمدة أسبوعين متواصلين في منطقة جبلية نائية كي يتجنب الاحتفال بهذه المناسبة مع حبيبته التي تسكن في العاصمة اللبنانية بيروت.


وبرّر فعلته بالقول "العين بصيرة واليد قصيرة"، شارحاً أن راتبه ضعيف جداً ولا يستطيع أن يقدم لها هدية على مستوى توقعاته، أو يدعوها للاحتفال في مطعم لأن التكلفة ستعادل نصف راتبه.


وفيما شدّد أنه صادق بمشاعره تجاهها، أكد أنه ينوي الارتباط بحبيبته بشكل رسمي حين يحصل على تأشيرة السفر ليهاجر معها إلى أستراليا ويبني معها هناك حياة جديدة مستقرة مادياً ونفسياً على حد قوله. -24 لايف ستايل