"كورونا" يزيد هموم القطاع المائي في يوم المياه العالمي

إيمان الفارس عمان – فرض فايروس كورونا المستجد أو كوفيد-19 هموما ثقيلة على قطاع المياه الأردني المحمل أصلا بأعباء شحه، مؤجلا مشاريع مياه استراتيجية طال انتظارها سنوات طوال، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي للمياه الذي يصادف مروره اليوم الأحد. وفيما يحرص الأردن على الاحتفال سنويا باليوم العالمي للمياه، الذي اعتمدت توقيته منظمة الأمم المتحدة منذ العام 1992 عبر الجمعية العامة في 22 آذار (مارس) من كل عام، اختفت معالم الاحتفال من كافة مناطق العالم، ومن ضمنها الأردن، إثر التركيز العالمي والمحلي؛ على ضرورة السيطرة على تفشي فايروس كورونا وإمكانية تحقيق النصر من خلال خوض المعركة الخاصة به. وفرضت قضية الحؤول دون انتشار الوباء العالمي والقضاء عليه، أولوية لدى الأردن، خلال الوقت الراهن، كما هو الحال في كافة دول العالم، في الوقت الذي كان مقررا فيه أن يحتفل بانطلاق المرحلة الأولى من المشروع الوطني للمياه/ الناقل الوطني للمياه (مشروع العقبة - عمان لتحلية ونقل المياه)، والمنسجم مع شعار اليوم العالمي للمياه للعام الحالي 2020، وهو "المياه وتغير المناخ". وباء كورونا العالمي، بات كفيلا بتعطيل أو تأجيل مختلف أولويات الملفات الأردنية الاستراتيجية المهمة، والذي يعد مشروع الناقل الوطني للمياه من أبرزها إلى جانب عدة مشاريع حيوية أخرى من شأنها تعزيز المصادر المائية، في وقت تم الإعلان فيه، منذ نحو ثلاثة أسابيع، عن انطلاق مرحلته الأولى، تماشيا مع الاستراتيجية الأردنية الوطنية للمياه لمواجهة التغييرات المناخية وشح المصادر والزيادة السكانية، باعتباره أضخم مشروع لتزويد المياه وينفذ في تاريخ المملكة، ويوفر مصدرا مستداما للمياه للأجيال القادمة في جميع مناطق المملكة. ووسط حالة الحرج المائي الأردني وارتفاع حدة تحدياته، تعاظمت انعكاسات تلك الحالة، في الوقت الذي وجد فيه الأردن نفسه مضطرا، كما هو حال باقي دول العالم، للتعامل مع تحديات صحية أشدّ خطورة، وسط ضرورة الإصرار على بقاء واستمرارية واستقرار مضي العمل بموجب المشاريع الاستراتيجية جميعها، ومن ضمنها مشاريع المياه، فيما تبقى طيّ التأجيل والانتظار، لحين مرور أزمة كورونا العالمية. ويهدف مشروع الناقل الوطني لتحلية ونقل المياه (AAWDC) بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، لتحلية مياه البحر الاحمر، نحو تحلية مياه العقبة بطاقة 350 مليون م3 /سنويا – المرحلة الاولى والثانية من خلال ناقل وطني جديد على نظام (BOT) بقيمة رأسمالية تقدر بما يتراوح بين 1.5 و2 مليار دولار. وكان من المنتظر أن يحيي الأردن ودول العالم اليوم، احتفالاته باليوم العالمي للمياه للعام 2020 تحت شعار "المياه وتغير المناخ"، في خطوة نحو إبراز أهمية المياه وتأثير التغير المناخي على توفرها في مختلف أنحاء العالم. وتلتزم وزارة المياه والري، منذ إقرار سياسة بناء المنعة لمواجهة التغير المناخي على قطاع المياه، بالمضي بإجراءات مبرمجة ضمن خطة عمل تتواءم والسياسة الاستراتيجية، خاصة فيما يتعلق برصد زيادة التباين والتذبذب في أنماط الهطل المطري الزماني والمكاني والذي أدى لتغيرات تتمثل بشدة الجفاف وشدة الفيضانات. ويركز اليوم العالمي للمياه على أهمية اتخاذ إجراءات حقيقية نحو معالجة أزمة المياه العالمية خاصة المياه العذبة، بالإضافة لتقديم الدعم الكافي نحو تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، والذي يعالج مسألة إتاحة المياه ومرافق الصرف الصحي للجميع مع حلول العام 2030. وحذرت دراسات علمية صدرت مؤخرا حول التغير المناخي، من مواجهة العالم قنبلة بيئية موقوتة، في حال لم يتم العمل على مواجهة تغير المناخ والتأقلم مع انعكاساته، مشيرة لإمكانية استغراق المياه الجوفية في البؤر الجافة والقاحلة في مختلف مناطق العالم، وقتا أطول حيال التأثر بتغير المناخ والضغوط الأخرى، مثل تغير استخدام الأرض واستخدام مضخات المياه. وفي بلد كالأردن، الذي يصنف ثاني أفقر دول العالم بالمياه، بدت آثار التغير المناخي واضحة على المنحى المتعلق بالفيضانات الناجمة عن غزارة الهطولات المطرية المفاجئة من جهة، والانحباس المطري وتأخره من أخرى. وبموجب ذلك، تجهد وزارة المياه والري للتواؤم ومختلف التحذيرات الدولية والمحلية حيال تبعات وعواقب أزمة تغير المناخ، لافتة لمضيها بتنفيذ خطة "عمل" استراتيجية لتعزيز سياسة بناء المنعة التي تعتمدها الوزارة رسميا؛ لمواجهة تأثيرات التغير المناخي على المياه. وشخّصت عدة تقارير صدرت عن منظمات دولية مختصة في قطاع المياه أزمة المناخ على أنها أزمة مياه واقعية، وسط عدم إمكانية إغفال التأثيرات الواضحة والناجمة عن تغير المناخ على الصعيد المائي بالأردن. [email protected]اضافة اعلان