إسداء النصيحة.. بين الفائدة والضرر

Untitled-1
Untitled-1
عمان- انتهى الحوار بين الصديقتين بالجمل الآتية أو بالنصائح التي يعتبرونها كذلك. “أنا لو مكانك ما بتصرف هيك”، “أنا ما بصير معي هيك”، “أنا مسيطرة على الموضوع”، كم من نصيحة أخذت من أحدهم، كانت في ظاهرها لمصلحة الشخص الذي يبث شكواه، ولكن في باطنها كان لها آثار سلبية على حياته. يلجأ في العادة بعض الأزواج لبث شكواهم لأحد أقاربهم، أو لأصدقائهم، وقد يلجؤون لمواقع التواصل الاجتماعي، وتنهال عليهم النصائح من كل صوب وحدب، وبعض الأزواج يأخذون بهذه النصائح مباشرة، دون التفكير بها، فيما إذا كانت تناسب كلا الطرفين أم لا؟ وذلك ظنا منهم أنها هي المنقذة لهم. كم من أسرة تفككت، وانتهت حياة بعض الأزواج، وكان لهذا الشيء عظيم الأثر على الأطفال؟ كل هذا بسبب نصيحة أحدهم. للأسف قد تؤخذ النصيحة من شخص “غير مؤهل” لإسداء النصيحة، فقد لا تمتلك الصديقة، أوغيرها ممن ينصح الأزواج، الخبرة العلمية والعملية الكافية، لتقديم النصيحة، فالكثير من النصائح لا تمد للزواج بمعناه الحقيقي والواقعي بصلة.

تقديم النصح للآخرين بين الفائدة واختراق الخصوصية

وليس بالضرورة ما يناسب صديقتي من نصيحة أن يناسبني، أو ما ينطبق على ظروف حياتها، ينطبق على ظروف حياتي، فليس مجزيا أن أتقمص شخصية أحدهم عند سماع نصيحة معينة، كما وأن ما أشاهده من نصائح لأحدهم على مواقع التواصل الاجتماعي، تناسبني وشريكي بذات الوقت. فلكل منا ظروفه ومبادئه ونمط حياته المختلف عن غيره، ونظرتنا للأمور مختلفة تماما، لذلك يجب عند الأخذ بنصيحة معينة، أن تكون مناسبة للشريكين بالوقت ذاته.

في بداية الأمر.. يجب علينا معرفة ما معنى النصيحة؟

النصيحة: هي إرادة الخير للمنصوح بفعل ما ينفعه، أو ترك ما يضره، أو تعليمه ما يجهله. كما تعني الإخلاص والصدق والنقاء. وبناء على تعريف النصيحة، فإنه يجب أن تتوافر صفات معينة في الشخص الذي يقدم النصيحة، فيفضل أن يكون من أهل العلم “أصحاب الاختصاص”، كالمستشار الأسري، أو المرشد النفسي، فهو قادر على أن يقدم الدعم النفسي لكلا الطرفين، والتركيز على الجانب الروحي، وتحليل الأمور بطرق سليمة، دون الانحياز الى أحد الأطراف، وتوضيح الحقائق كما هي، والابتعاد عن المقارنه بينهم، أو المقارنة مع غيرهم. إضافة إلى ما ذكر، تزويد الزوجين بالمهارات “النفسية والاجتماعية” التي يحتاجانها في فهم بعضهما، وبالتالي تحقيق التوافق بينهما بشكل أفضل، سواء أكان بالأفكار، أو الأفعال، وتفهم مشاعر كل منهما للآخر، وبالوقت نفسه تقبل الاختلاف. المستشار النفسي “الأسري” يقدم النصيحة ضمن منهج علمي واضح، ومعايير معينة بعيدة عن الأهواء الشخصية، لذلك علينا ألا نخجل أو نتردد في طلب النصيحة أو الاستشارة، وأن نكون على استعداد لتقبل النصيحة والأخذ بها، وتطبيقها على أرض الواقع. “أساسيات الزواج الناجح”، فالنصائح التي يقدمها لنا الاختصاصي تساعدنا في الوصول إلى حياة أسرية يسودها الحب والاحترام والمودة، والوصول إلى تحقيق الانسجام بشكل أفضل. ضحى محمود خليلية/ مرشدة تربوية

اقرأ المزيد:

اضافة اعلان