الجيش السوري يطوق نقطة المراقبة التركية جنوب إدلب

رجال من الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" يحملون جثة أحد ضحايا القصف على إدلب- (أرشيفية)
رجال من الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" يحملون جثة أحد ضحايا القصف على إدلب- (أرشيفية)

بيروت - أعلنت الرئاسة التركية أمس أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيزور موسكو الثلاثاء المقبل للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد أيام قليلة من استهداف قافلة عسكرية تركية خلال غارات جوية في سورية.اضافة اعلان
وذكرت الرئاسة في بيان أن أردوغان سيبقى يوما في العاصمة الروسية دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
ويأتي إعلان زيارة أردوغان الى موسكو غداة تمكّن قوات الجيش السوري السوري أمس من تطويق نقطة المراقبة التركية في بلدة مورك الواقعة جنوب محافظة إدلب، بعد إحرازها المزيد من التقدم الميداني في المنطقة على حساب الفصائل "المتمردة والمعارضة".
وفي وقت أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن بلاده لا تعتزم إخلاء نقطة مورك، اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، عرابا اتفاق سوتشي الذي، على هدنة لم تحصل في إدلب، على "تكثيف جهودهما المشتركة" بشأن سورية، في موقف يسبق قمة مرتقبة بعد أسابيع في أنقرة تجمعهما مع نظيرهما الإيراني حسن روحاني.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن قوات الجيش السوري "تحاصر حالياً نقطة المراقبة التركية في مورك، إثر سيطرتها على البلدة وكل القرى والبلدات الواقعة قربها في الجيب المحاصر في ريف حماة الشمالي" المجاور لإدلب.
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" سيطرة الجيش على ست بلدات أبرزها كفرزيتا واللطامنة ومورك، كانت تحت سيطرة الفصائل منذ العام 2012.
وأكدت القيادة العامة للجيش السوري في بيان التصميم على "تطهير كامل الجغرافيا السورية من رجس الإرهاب ورعاته"، مشيرة إلى أن تقدمها "مستمر" في المنطقة.
وتعدّ النقطة التركية في مورك الأكبر في إدلب ومحيطها حيث تتواجد القوات التركية في 12 موقعاً بموجب اتفاق مع روسيا، حليفة دمشق، حول خفض التصعيد في المنطقة.
إلا أن أوغلو قال في تصريحات لصحفيين في بيروت على هامش زيارة رسمية، إن قوات بلاده "ليست معزولة، وليس بإمكان أحد أن يعزلها".
وأضاف "لسنا هناك لأننا لا نستطيع المغادرة، ولكن لأننا لا نريد المغادرة"، لافتا إلى أن "قوات الجيش السوري تقود أنشطة في محيط" نقطة مورك وأن المسألة قيد النقاش مع روسيا وإيران، حليفتي دمشق.
وباتت مناطق عدة في شمال حماة وفي جنوب إدلب شبه خالية من سكانها، بعد موجات نزوح ضخمة باتجاه الحدود التركية شمالاً. وأحصت الأمم المتحدة فرار أكثر من 400 ألف شخص، فيما قتل 900 مدني جراء القصف وفق المرصد.
وما تزال الطائرات الروسية والسورية تقصف مناطق عدة في الريف الجنوبي لإدلب خارج المنطقة المحاصرة، أبرزها بلدة معرة النعمان شمال خان شيخون.
وتسبّب قصف جوي سوري أمس على معرة النعمان بمقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلة وإصابة ستة آخرين بجروح، وفق المرصد.
واتفق اردوغان وبوتين أمس على "تفعيل الجهود المشتركة بهدف التخلص من التهديد الإرهابي القادم" من إدلب، وفق بيان الكرملين.
وقال إردوغان في بيان إن "انتهاكات دمشق لوقف إطلاق النار في ادلب وهجماته أدت إلى أزمة إنسانية خطيرة". وأضاف أن "هذه الهجمات تضر بجهود ضبط النزاع السوري".
ويتوقع محللون أن تواصل قوات الجيش السوري هجومها في إدلب في الفترة المقبلة، بعدما أعادت روسيا "تكريس سطوتها وتفوقها في أي نقاش حول إدلب".-(أ ف ب)