تربويون: رمضان مدرسة ترسخ مبدأ المشاركة والتعاون داخل الأسرة

تربويون: رمضان مدرسة ترسخ مبدأ المشاركة والتعاون داخل الأسرة
تربويون: رمضان مدرسة ترسخ مبدأ المشاركة والتعاون داخل الأسرة

مشاركة الأبناء في اتخاذ القرار يؤهلهم لتحمل المسؤولية

 

   كوكب حناحنة

اضافة اعلان

  عمّان- تحقق عائلة أم احمد مبدأ التعاون والمشاركة خلال شهر رمضان من خلال العمل على إعداد وجبتي الإفطار والسحور وترتيب السفرة بشكل جماعي.

وتشير أم احمد إلى ان أبناؤها يقومون قبل الإفطار بمساعدتها كل حسب إمكانياته وقدراته، وبعد الانتهاء من تناول الوجبة يقومون بترتيب السفرة وتنظيف الأواني وفق الجدول اليومي المعد لهم. وتقول "كل منهم يعرف دوره في التنظيف أو الشراء أو الإعداد لوجبة الإفطار أو السحور".

وتلفت أم احمد إلى أن هذا السلوك لا يمكن تعليمه للأبناء خلال الشهر الفضيل. وتقول"بل هو سلوك تربوي نعلمه أبناءنا منذ طفولتهم المبكرة ليتحملوا مسؤولية إنجاز أعمالهم الصغيرة والأعمال المنزلية التي يستطيعون القيام بها".

  ويتكاتف أبناء أم احمد ويتعاونون كذلك في حال كان لدى العائلة في ذلك اليوم وليمة على الإفطار، وتتضاعف جهودهم لإنجاز العمل بشكل سريع ومنظم.

وفي شهر رمضان تزيد متطلبات الأسرة وأعباؤها المنزلية، ويحتاج الوالدان إلى من يساندهما في التحضير لوجبة الإفطار وبخاصة إذا كان هنالك دعوة لمجموعة من الأشخاص.

وتتبع الكثير من الأسر أسلوبا خاصا خلال شهر رمضان تضمن فيه توزيع المهام والأدوار بشكل يخدم الأسرة ويوفر الأجواء المناسبة لكل منهم طيلة رمضان.

  ويعتبر الباحث الاجتماعي ومدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان شهر رمضان مدرسة يتلقى المنتسبون إليها دورة مكثفة يتعلمون خلالها صفات عديدة كالانضباط والطاعة والتعاون.

ويضيف"رمضان بالنسبة للأسرة شهر فرح وسرور لأنها تلتقي في مواعيد محددة كالإفطار والسحور والصلاة، وهو مناسبة لترسيخ قيم فاضلة لدى أفرادها وفي مقدمتها التعاون".

ويبين التربوي د.توفيق الرقب أن رمضان مدرسة تربوية يستطيع الآباء والمربون تربية أبناءهم على معاني الخير والفضيلة والمشاركة والتعاون المثمر البناء.

ويحتاج بناء وتعزيز مفهوم المشاركة والتعاون في نفوس الأبناء داخل الأسرة الواحدة في رمضان إلى تحقيق جملة مجموعة من العوامل.

  ومن هذه العوامل على حد تعبير د.الرقب" فهم الفلسفة التي يقوم عليها شهر رمضان، السعي الجاد من قبل المربين لترجمة معاني الخير التربوية في مدرسة رمضان وإكسابها للأبناء كي يصبح جزءا من ذاتهم سلوكا وممارسة عملية في حياتهم، التأكيد على مبدأ القدوة الحسنة من قبل الآباء والمربين حتى لا يكون هنالك شرخا تربويا".

وحتى تتم تربية الأبناء على هذا المفهوم وتعزيزه داخل النفوس، لا بد للأسرة أن تعد أبنائها لاستقبال هذا الشهر وتغتنمه لبث القيم التربوية في نفوسهم، وان تدربهم بشكل عملي على الأخلاق الحميدة وفعل الخير وإطعام الفقراء.

ويتحقق ذلك بحسب د. الرقب من خلال دمج الأطفال في منظومة العمل الخيري الجماعي في رمضان وتفقد المحتاجين والفقراء والمساكين بالصدقات.

  من جانبها تشير التربوية عائشة جمعة إلى ضرورة أن تقوم الأسرة بعمل مجلس عائلي قبل انطلاق شهر رمضان، تتناول فيه الأسرة أهمية التعاون وكيفية تحقيقه على مدار الشهر الفضيل.

وتنوه إلى أهمية أن يطرح المجلس العائلي قضايا تتعلق بشهر رمضان وبخاصة أعمال البر والخير ومضاعفة الأجر عليه في رمضان.

وتقول"على الوالدين إعداد  قائمة بالمهام الملقاة على عاتقهم خلال شهر رمضان، وان يوضحوا طبيعة هذه الأعباء للأولاد ليساعدانهما في تحمل المسؤولية".

وتضيف"بعد تحديد المهام المطلوبة، يقوم الوالدان بتوزيعها ضمن شروط وإمكانيات كل فرد على أعضاء الأسرة، على أن ينوب احدهم عن الآخر في حالة التقصير لسبب خارج عن الإرادة".

وتذكر جمعة بأهمية أن يكتب كل فرد من أفراد العائلة رغباته خلال شهر رمضان والجو المناسب والمريح الذي يطمح للوصول إليه داخل الأسرة.

  ويذهب سرحان إلى أن التعاون داخل الأسرة في رمضان يزيد من المحبة والألفة ويساهم في تمكين اعضاءها من القيام بواجباتهم الدينية.

ويزيد" خصوصا الزوجة التي غالبا ما تنشغل بأمور المنزل وإعداد وجبات الطعام والولائم مما يجعل من رمضان بالنسبة للكثير من ربات البيوت عبئا إضافيا طالما تنتظر نهايته".

ويؤكد على أن مشاركة الزوج والأبناء للزوجة في إعداد وجبات الطعام مثلا والتنظيف وترتيب المنزل وغيرها من الأعمال يساعدها في القيام بواجباتها.

ويسهم إلى جانب ذلك في تربية أفراد الأسرة على أهمية التعاون الذي هو صفة ضرورية ليس فقط في رمضان بل في كل أيام العام.

ويلفت إلى أن "المحرك أو الدافع لنا جميعا للتعاون هو كسب الأجر والثواب الذي يتضاعف في هذا الشهر".

  في حين تبين جمعة أهمية ربط إنجاز الأعمال الموكلة لكل فرد من أفراد العائلة خلال رمضان بالجزاء والثواب حتى يكون لدى الأبناء دافع داخلي دائم يحضهم على مواصلة العمل ومتابعته حتى النهاية.

 وتذهب إلى أن الاستعانة بصورة أسرة ناجحة أمر مهم في هذا المضمار لتكون مثل يقتدى به من قبل الأبناء لتحقيق الانسجام الأسري والتعاون والتكافل خلال رمضان وعلى مدار أيام العام.

ويؤكد د.الرقب على أهمية مشاركة الأبناء في اتخاذ القرار والحوار وإبداء الرأي في الأمور الأسرية حتى يصبح هذا السلوك متأصلا في واقعهم وحتى يعتاد الطفل تحمل المسؤولية منذ نعومة أظفاره.