جامعة فيلادلفيا تستذكر وعد بلفور المشؤوم

عمان - الغد - تحت رعاية الأستاذ الدكتور معتز الشيخ سالم رئيس جامعة فيلادلفيا وبحضور مستشار الجامعة الدكتور مروان كمال وحشد من الأساتذة والطلبة أقام قسم العلوم الإنسانية في كلية الآداب والفنون يومه العلمي تحت عنوان "مئوية وعد بلفور المشؤوم".اضافة اعلان
وفي جلسة الافتتاح التي أدارتها الدكتورة فدوى نصيرات رحب رئيس قسم العلوم الإنسانية الدكتور أمجد الزعبي بالضيوف والطلبة ثم استعرض المتحدث الأول الدكتور علي محافظة الجانب التاريخي لوعد بلفور حيث تناول المسألة اليهودية في أوروبا وبين أن هذه المسألة هي مشكلة أوروبية تم حلها على حساب العرب مستعرضا مشاريع الفلاسفة والمفكرين والسياسيين والأدباء في الغرب التي نادت بإعادة توطين اليهود في فلسطين استنادا إلى أسباب تاريخية وسياسية وعلمية. وأشار الى الأفكار والخطط التي نفذتها بريطانيا قبل وعد بلفور مثل إنشائها قنصلية في القدس العام 1838 وشراء الأراضي في فلسطين 1856 وتأسيس صندوق اكتشاف فلسطين العام 1865 من قِبل بريطانيا لتسهيل عملية الاستيطان والمؤتمر الصهيوني الأول وحتى صدور وعد بلفور.
وقدم الدكتور عبدالله النقرش قراءة منهجية لوعد بلفور من حيث أسبابه ونتائجه على الواقع العربي الحديث والمعاصر، مستعرضا أهم المحطات السياسية في الصراعات العربية مع إسرائيل بدءا من وعد بلفور وصولا الى تأثير إسرائيل التي أصبحت تتصرف كدولة عظمى إقليميا وظهر ذلك جليا في الآونة الأخيرة وبخاصة في ظل الأزمات العربية الداخلية والخارجية.
وفي الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور زهير توفيق وشارك فيها كل من: الدكتورة فدوى نصيرات بمداخلة تاريخية عن دور السلطان عبدالحميد في الاستيطان اليهودي، والدكتور أمجد الزعبي عن دور المندوب السامي هيربرت صموئيل في تسهيل الاستيطان والهجرة. والباحثة منار أحمد التي تقدمت بمداخلة بعنوان انعكاسات وعد بلفور على الواقع العربي الراهن.
واختتم رئيس الجامعة اليوم العلمي لقسم العلوم الإنسانية بكلمة قال فيها: تحرص جامعة فيلادلفيا بكافة مكوناتها على ابقاء الطلبة على قدر عال من الوعي بقضايا الامة. وما قيام قسم العلوم الإنسانية بتخصيص يومه العلمي "مئوية وعد بلفور المشؤوم" الا اسطع دليل على هذا التوجه.
وأضاف ان هذه المناسبة تستدعي استحضار كافة عناصر هذه الامة، للوقوف بحزم امام مخطط شرس يستهدف قلب هذه الأمة وروحها "فلسطين". وإننا اذ نقف مستذكرين ما جرى قبل مائة عام باليوم والسنة، لنؤكد اننا نحاول بهذه الوقفة أن نضيء شمعة عبر مداخلات علمية تسبر غور هذا الوعد المشؤوم وتقدم قراءات جديدة في التاريخ والسياسة تستشرف آفاق المستقبل بوعي واقتدار.
وبين أن هذا اليوم المشؤوم (الثاني من تشرين الثاني عام 2017) سيظل يلح علينا باننا اصحاب حق اغتصب بمؤامرة استعمارية، لكي لا ننسى ما تم عند منح من لا يملك فلسطين إلى من لا يستحق وهم الصهاينة اليهود من غير وجه حق، مزورين التاريخ ومتلاعبين فيه، فقد قال حاييم وايزمان على إثر إصدار وعد بلفور: "أتظنون أن اللورد بلفور كان يحابينا عندما منحنا الوعد بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، كلا.. إن الرجل كان يستجيب لعاطفة دينية كان يتجاوب بها مع تعاليم العهد القديم"!. فهل من سبيل تاريخي وقانوني لتجريمه؟ هل تعترف بريطانيا بفداحة جريمتها بحق شعب قُتِّل وهُجِّر من أرضه؟ هل هناك إمكانية لإلزام بريطانيا بدفع تعويضات للشعب الفلسطيني؟ ألم يحن الوقت لرفع الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني جرّاء هذا الوعد؟ تساؤلات نحن على يقين من أن ضيوفنا اصحاب الاوراق العلمية في الجلستين قد تولوا الاجابة عليها بجدارة.