ركود في أسواق العقبة.. والشوارع تخلو من المارة بسبب الحرارة

figuur-i
figuur-i

أحمد الرواشدة

العقبة - رغم اقتراب عيد الاضحى المبارك إلا أن الحركة التجارية في مدينة العقبة ما تزال متواضعة وأقل من معدلاتها الطبيعية، مقارنة مع مواسم الاعياد الماضية، وهو ما أرجعه معنيون الى عدم استلام الموظفين لرواتبهم، وارتفاع درجات الحرارة.اضافة اعلان
وأكد عدد من التجار في العقبة، ان حالة من الركود تخيم على اسواق العقبة، نتيجة عدم استلام غالبية العاملين لرواتبهم، بالاضافة الى ما تشهده المدينة حاليا من ارتفاع كبير في درجات الحرارة، والتي دفعت مواطنين إلى لزوم منازلهم أو الخروج للتسوق من محافظات اخرى فضلوها على القدوم الى العقبة.
وبدت شوارع العقبة وساحاتها العامة شبه خالية، رغم انها كانت تغص بالمشاة والمتسوقين قبل كورونا، حيث تجاوزت درجة الحرارة في الايام القليلة الماضية 45 درجة مئوية.
وأكد عدد من المواطنين في العقبة أن ارتفاع الحرارة حد من النشاط اليومي، وأدى الى التزام المواطنين منازلهم.
وطالب التجار بضرورة إعداد برامج جاذبة وسريعة لاستقطاب الزوار الى المدينة للمساهمة في انعاش الحركة التجارية في المدينة.
ويصف التاجر محمد الكباريتي حالة الركود، التي يعيشها تجار الوسط التجاري على انها لم تمر على المدينة منذ سنوات، رغم الجهود الكبيرة التي تبذل من قبل سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وغرفة التجارة، مؤكدا ان الطلب يتركز على بعض المنشآت التجارية كالمولات.
ويبينون انهم اطلقوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملات مكثفة بخصوص تخفيض الاسعار والبيع في بعض الاحيان بأقل من سعر التكلفة على كافة الاصناف، ليكون يوما للمواطن للشراء بأقل من أسعار جميع المنشآت التجارية في العقبة وبدعم من الشركات الكبرى التي تورد المواد التموينية إلى تجار الجملة بالعقبة.
ويرى تجار، أن انخفاض الأسعار في مقابل تراجع القدرات الشرائية لا يجد نفعا ولا يساهم في تحريك السوق، ما وضع القطاع التجاري برمته أمام تحديات جديدة تمثلت في عدم قدرة الغالبية على سداد التزاماتهم المالية الشهرية من رواتب وبدلات الإيجار وفواتير الكهرباء، والتي تصل إلى ارقام قياسية خاصة هذه الايام.
وقال التاجر بلال الخضري، ان حالة الركود التي تعيشها مدينة العقبة لم تشهدها من قبل، في ظل تآكل دخول المواطنين وارتفاع اسعار بعض المواد التجارية والتموينية، مؤكدا كثرة الشكاوى من قبل تجار المدينة من الركود التجاري منذ اشهر.
وأشار التاجر عامر الرياطي، إلى أن هناك حالة ركود كبيرة في السوق وتراجعا للطلب خاصة في قطاع الالبسة، لافتا إلى أن أسعار الالبسة في متناول الجميع. واكد ان حالة الركود ادت إلى انخفاض القدرات الشرائية للمواطنين، لاسيما وان الأسعار في انخفاض نتيجة العروض التي يوفرها تجار الألبسة في العقبة.
وقال التاجر محمد عبد الله، إن كل اسواق العقبة تمر حاليا بحالة ركود ربما غير مسبوقة، حيث انخفض الإقبال على التسوق بشكل كبير منذ عدة أشهر، لاسيما في جائحة كورونا، مبينا أن إقبال المواطنين على الشراء في الحدود الدنيا رغم استقرار الأسعار حاليا، لاسيما وأن معدلات الطلب أقل من المعتاد بكثير.
وأوضح التاجر احمد ياسين، أن حالة الركود دفعت بعض التجار لتخفيض الأسعار والبيع بأقل من التكلفة وإجراء عروض وتنزيلات بنسب كبيرة، في مساع لتغطية الالتزامات المستحقة عليهم والشيكات المترتبة عليهم والبيع بهامش ربح متدن أو أقل من التكلفة الحقيقية.
ويشير مواطنون، ان حالة الاسواق وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في ركود مستمر، مؤكدين ان الاسعار في متناول المواطنين واقل من العام الماضي، لكن تآكل الدخول وارتفاع درجات الحرارة أثرا بشكل كبير على الحركة التجارية بشكل عام وخاصة محلات بيع الملابس.
ويؤكد المواطن حسين الشمري، أنه وبالرغم من أن بعض الأسعار شهدت انخفاضا ملموسا في أسعارها، إلا أنه لا يوجد طلب عليها من قبل المواطنين خاصة في قطاع الملابس، جراء عدم وجود سيولة مالية لدى الغالبية منهم، مشيرا إلى انه يعمل في دائرة حكومية، وأن راتبه لا يكاد يكفي لتسديد أجرة المنزل وفواتير الكهرباء والمياه.
ويقول المواطن محمد الفيومي، ان المواطن غير قادر على تلبية احتياجات أسرته في الفترة الحالية، حتى وإن كانت الأسعار منخفضة، مشيرا إلى ان المشكلة تكمن بالدرجة الأولى في ضعف إمكانيات المواطنين وقدراتهم المادية.
وقال إن حملات التجار والقطاع الخاص في العقبة بتخفيض الاسعار وجدت طريقها عند بعض الاسر فقط، داعيا إلى تكثيف تلك الحملات لتشمل كافة اسواق العقبة والاطراف.
من جانبه قال نائب رئيس غرفة تجارة العقبة رامي الرياطي، ان التغييرات والتعديلات المتتالية، التي طرأت على تشريعات سلطة العقبة سلبت معظم امتيازاتها، ما أدى إلى تراجع الحركة التجارية فيها، الأمر الذي انعكس سلبا على تجار المدينة ونشاطها الاقتصادي والاستثماري، اضافة إلى تراجع مبيعات التجار بشكل كبير وتحملهم الديون والاعباء المالية المتزايدة، مما ألحق ضررا بالمنظومة الاقتصادية في العقبة بشكل عام.
وأكد ان مجلس غرفة تجارة العقبة يسعى إلى استقطاب الاستثمار وتحفيز السياحة المحلية والخارجية ضمن المنظومة الاقتصادية، وإزالة بعض القرارات التي تعيق الاستثمار والعمل بروح الفريق الواحد، بما يخدم الاقتصاد الوطني.
وأكد الرياطي، ان العقبة لا يمكن ان تصبح عاصمة اقتصادية، الا بعد ان تعطى امتيازات تساهم في التسهيل على التجار والمستثمرين وتخفيض الكلف التشغيلية والجمركية، والابتعاد عن البيروقراطية في المعاملات التجارية والاستثمارية والنزاعات، بين اصحاب القرار وجلب السلع بأسعار منافسة.
ودعا إلى إعطاء تجار العقبة الأولوية في كافة العطاءات، التي تطرحها مؤسسات وشركات العقبة دعما لهذا القطاع، وتمكينا له من المنافسة في ظل ارتفاع الكلف التشغيلية في المدينة.
ولفت الرياطي، إلى ان العقبة تمتلك موقعا استراتيجيا يؤهلها ان تكون مركزا لوجستيا عالميا، يساهم في تقوية الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات إلى المنطقة.