على مشارف رمضان.. أهال "يحفزون" أطفالهم للبدء بالصيام تدريجيا

على مشارف رمضان.. أهال "يحفزون" أطفالهم للبدء بالصيام تدريجيا
على مشارف رمضان.. أهال "يحفزون" أطفالهم للبدء بالصيام تدريجيا
ديمة محبوبة عمان- "متحمس كثير أصوم لساعات في رمضان وأثبت لأهلي انه أنا بقدر أتحمل وأحس مع غيري من الناس"، بهذه الكلمات البريئة تحدث الطفل رائد أحمد عن رغبته في الصيام لأول مرة هذا العام. رائد، وبالرغم من أنه يستصعب فكرة حرمانه من الطعام لساعات، إلا أنه اتفق مع عائلته أن يختبر نفسه وقدرته على الصيام هذا العام، ولو كان بشكل تدريجي. شعرت والدة الصغير بأنه يرغب بالبدء بالصيام، ليقتدي بإخوته الأكبر عمرا منه، وهي بدورها قامت بتحفيزه وشراء بعض الهدايا البسيطة، كما جعلته يشارك بتعليق زينة رمضان، وتخصيص جزء منها لغرفته. بهذه الأوقات، تسعى عائلات لاستثمار الوقت الطويل الذي يجلس فيه الطفل في المنزل، بتحفيزه على التعود على البدء بالصيام على مشارف بدء شهر رمضان المبارك، خصوصا وأن الصغار يقضون معظم الأوقات في البيوت منذ انتشار جائحة كورونا وتحول التعلم الوجاهي إلى "الكتروني". وبالرغم من كل السلبيات التي أثرت على الأسر بسبب فيروس كورونا وتداعياته النفسية والاجتماعية، وضجر الأهالي والطلبة من التعلم عن بعد، وغياب التفاعل الاجتماعي، إلا أن هناك إيجابية لما سبق، وهي إمكانية أن يستغل الأهالي ذلك بتعليم الأبناء صفات حميدة وسلوكات يعتادونها مبكرا لشهر رمضان. وعادة ما كان يجد أولياء الأمور صعوبة في تدريب الأطفال على فكرة الامتناع عن الأكل والشرب، والبدء تدريجيا في الصيام، لاسيما وهم داخل أروقة مدارسهم، والخوف من أن يحدث معهم أي شيء يؤثر على صحتهم، وذلك لأن رمضان ولأعوام عدة كان يأتي في فصل الصيف، فيجد الصغار صعوبة في الانقطاع عن شرب الماء لفترة طويلة. وعليه، اتجهت بعض الأمهات لتحبيب أطفالهن بالصيام، بتحفيز من لديه رغبة حقيقة في ذلك، من دون إجبار، وذلك من خلال اتباع عدد من الطرق المحببة لقلوبهم. هناء محمود تبين وجود صعوبة مع طفلتها لإقناعها بأن عليها الانقطاع عن الطعام والشراب تدريجيا، بالرغم من أنها بدأت بتحفيزها على ذلك، لكنها لا تعلم ما الطرق الصحيحة التي عليها اتباعها لتشجيع صغيرتها على اختبار نفسها في صيام أيام عدة من الشهر الكريم. المرشدة التربوية والنفسية رائدة الكيلاني، تبين أن من أهم الخطوات التي يجب اتباعها مع الأطفال لتحفيزهم، التحدث عن فوائد الصيام في شهر رمضان، ومدى أهميته وفضله على الجميع، وأن الانقطاع عن الأكل والشرب، وسيلة للشعور بالآخرين، وتحديدا الفقراء والمحتاجين، ومن لا يجد طعاما، ولا يملك المال الكافي لشراء ما يرغب به. ولا ضير، وفق الكيلاني، من التحدث مع الأطفال عن أهمية الصيام وأنه ينظف الجسد من السموم، ما يجعل صحتهم أفضل حالا، ويمكن جعلهم يشاهدون القصص في التلفاز، إذ تعد من أسرع الوسائل التي توصل المعلومة للطفل بشكل جيد. ومن أهم النشاطات التي تشجع الطفل على الصيام، بحسب الكيلاني، مشاركته في تحضير زينة رمضان، إذ تقوم الأم بجعل طفلها يشارك في الطقوس الخاصة بالاستعداد لاستقبال الشهر، كشراء الألعاب والفوانيس الرمضانية والأشكال الجميلة والإضاءات التي تعكس الفرح والبهجة. وتؤكد أن هذه الممارسات تشجعه وتزيد من رغبته في صيام الشهر الكريم من دون ضجر أو رفض، بل على العكس سيطلب من أمه أن تساعده وتعينه على ذلك. الكيلاني تؤكد أن الصيام للطفل لا يأتي مرة واحدة ولا عبر فرض صيام شهر رمضان كاملا، فيتوجب تعليمه الصيام تدريجيا، من دون إجبار الأم لصغيرها على الصيام مرة واحدة بل تسعى إلى تحبيبه في هذا الأمر. وتوضح أن قيام الأم بتعليم طفلها الصيام بداية أربع ساعات فقط، أما اليوم الثاني بزيادة المدة إلى 5 ساعات، وهكذا تجعله يتهيأ تدريجيا للصيام بعد ذلك اليوم بالكامل حتى موعد أذان المغرب. وتنصح الأم بألا تتخذ هذا الإجراء في زيادة الساعات إذا كان الطفل غير قادر على صيام ما سبق، ما يمكن أن يؤثر على صحته. ومن المعروف أن كلا من الكبير والصغير يحب أن يكافأ على عمله الجيد، فيمكن تشجيع الطفل بشيء هو يحبه كشراء لعبة أو شيء يريده، ومن النصائح التي تشدد عليها الابتعاد عن الغضب والصراخ في حال وجد الأهل أن الطفل غير قادر على الصيام أو شعر بالجوع والعطش الشديدين. ولأجل صحة الطفل، يتوجب أن يتناول وجبة السحور، وخصوصا الأطعمة التي يحبها، ويؤخذ برأي الطفل ماذا يريد أن يأكل على مائدة إفطار يوم غد، على سبيل المثال، وما يفضله من وجبات، وأن هذه الأطعمة على المائدة مكافأة له لأجله صيامه، ويحتفى به أمام الجميع والعائلة الكبيرة.اضافة اعلان