"عيون موسى" تعاني الإهمال رغم طبيعتها الخلابة

مغارة تاريخية في موقع عيون موسى بمحافظة مادبا - (ارشيفية)
مغارة تاريخية في موقع عيون موسى بمحافظة مادبا - (ارشيفية)

أحمد الشوابكة

مادبا – أكد مستثمرون في القطاع السياحي أن منطقة عيون وادي موسى السياحية في محافظة مادبا تشكل أرضا خصبة لإقامة مشاريع استثمارية لكنها تعاني الاهمال رغم أنها  تمثل أحد أبرز مصادر السياحة المستدامة التي يبحث عنها السائح.اضافة اعلان
وتقع  المنطقة في سفح وادٍ سحيق ينخفض 150 متراً عن سطح البحر، تحيط بها جبال شاهقة داكنة اللون، تشق مياه الصخور لتنهمر عيوناً وشلاّلات، راسمة لوحة بانورامية متحدة مع أحضان الطبيعة، حيث مناخ “ينابيع عيون موسى” معتدل شتاء، وحار جداً صيفاً.
وتبدأ الرحلة من بلدة الفيصلية غربي مدينة مأدبا، قبيل الوصول إلى جبل نيبو، نحو واد سحيق بطريقه الضيقة المثيرة.
والزائر يبقى على موعد مع المجهول وهو ينظر من حوله للبحث عن مكان مناسب يقضي فيه بقية يومه مستمتعا بالمكان وجمالياته.
ويجد بعض الزائرين متعتهم  في السباحة والوقوف على شلال العيون الذي تتدفق منه مياه عذبة.
وتشتهر المنطقة بأنها شبه غورية تكسوها أشجار وينابيع متعددة، وتحتضن أكثر من ست كنائس بيزنطية، وآثار قصور قديمة.
والآن يزرع في عيون موسى الزيتون والرمان والعنب وأنواع أخرى من الفاكهة الطيبة، ويتوافد الزوار إلى المنطقة من كل الديانات.
وباتت ينابيع عيون موسى مزاراً للعديد من أهالي محافظة مادبا، ومن خارج المحافظة أيضا، حيث يقبل عليها يوم الجمعة الكثير من الزوار، خصوصاً من سكان المنطقة لكسر حاجز الملل والروتين، واللهو والاسترخاء في ينابيع وشلالات هذه العيون، والتمتع بالمغارة التي تنحدر من سفوحها المياه الباردة والحارة، وصافية صالحة للشرب.
ويقول الباحث حنا القنصل  أنه من الصعب أن تمر بالقرب من “عيون موسى” دون أن تتوقف أمام المزروعات، المزهوة بخضارها الجميل.
ويشير القنصل إلى أن هذه المنطقة كانت في السابق زاخرة بالخير والحياة، ومليئة بالعيون العذبة والينابيع، لتجف بعد ذلك بسبب الآبار التي حفرها الناس فجفت المنطقة ولم تعد كسابق عهد سكانها بها.
ويقول المستثمر في قطاع السياحة سامر معايعة إن “عيون موسى التي تتأوه من ألم الإهمال، وغياب الرعاية المطلوبة، تعيش اليوم على أمل أن يأتي من ينعشها  مرة أخرى لتعود للمنطقة شأنها، كمنفذ جديد للسياحة في الأردن، تستقطب عشاقها من داخل البلاد ومن خارجها”.
ويضيف “ المنطقة شبه غورية، تكسوها أشجار وينابيع متعددة، وتحتضن أكثر من ست كنائس بيزنطية، وآثار قصور قديمة”.
 ويقول  المواطن أحمد أبو الغنم “وزارتا البيئة والزراعة شريكان أساسيان في هذا الإهمال الذي حل في المنطقة والتي تفتقر إلى أدنى الخدمات من نظافة وإقامة مشاريع ستؤول بالفائدة على المجتمع الذي يعاني أغلبية شبابه من البطالة، ما يستدعي ذلك إلى جذب القطاع الخاص لإقامة مشاريع سياحية تسهم في تشغيل المتعطلين عن العمل”.
واشار المواطن محمد الشوابكة إلى أنه يجب على بلدية مادبا الكبرى إعداد خطة تطوير للمنطقة، لتكون جاذبة للسياح  لقيمتها الدينية والأثرية والتاريخية.
واكد أن المياه الموجودة في عيون موسى صالحة للاستهلاك البشري، وأثبتت فاعليتها في شفاء كثير من الأمراض وأهمها الجلدية والروماتيزمية والعيون، لذلك يجب الإسراع في إقامة منتجعات سياحية علاجية للاستفادة من هذا الكنز الطبيعي الذي سيزيد من جذب السائحين ومن ثم يزيد من الناتج الوطني.
من جانبه؛ أكد مصدر من مديرية سياحة مادبا أن وزارة السياحة تبذل جهودا كبيرة لجذب السياح لزيارة جميع المزارات السياحية والتاريخية بمختلف مدن المحافظة خاصة عيون موسى، حيث تم وضع زيارة المنطقة في معظم برامج الرحلات السياحية، مشيراً إلى قيام المديرية بتوزيع مطبوعات تحتوي على صور سياحية لجذب السائحين من مختلف دول العالم.
وبين رئيس البلدية المحامي مصطفى المعايعة الأزايدة أن بلدية مادبا تمتلك دونمين من أراضي المنطقة، وهناك نية لإقامة مشروع سياحي ضخم لأحد مستثمري القطاع الخاص، مؤكدا أن أجهزة البلدية تقوم وبشكل دوري بحملات نظافة للمنطقة التي يؤمها سياح أجانب لأهميتها التاريخية، داعياً المتنزهين للحفاظ على بيئة المنطقة وعدم رمي النفايات في مجرى الشلال والينابيع، وجمعها في أكياس البلاستيك في المكان المخصص.
 [email protected]