محترفون أجانب بسعر "البلاش"

خالد الخطاطبة

من عجائب تعاقدات الأندية الأردنية لكرة القدم سواء في دوري المحترفين أو الدرجة الأولى، إبرام صفقات احتراف مع لاعبين أجانب، لا يمتون للاحتراف إلا بالاسم فقط، بل إن هؤلاء الأجانب يسارعون لإعلان موافقتهم على التوقيع الرسمي على عقد احترافي، لا تتجاوز فيه رواتبهم الشهرية الألف دولار، وفي الغالب لا يحصلون على مقدم عقد، ويسكنون في شقق مستهلكة لا تليق بلاعب يفترض أن يكون محترفا بكل التفاصيل.

اضافة اعلان

في الكرة الأردنية يتسابق عدد من الأندية لإبرام تعاقدات مع محترفين أجانب بسعر «البلاش»، فليس المهم المستوى الفني والفائدة التي سيجنيها الفريق، بقدر ما هو البحث عن لاعب محترف بسعر متواضع، يتم قيده في صفوف الفريق الذي يستيقظ متأخرا على «مقلب» المحترف الذي ربما كان في بلاده يعمل في مجال آخر غير كرة القدم.

من نوادر الاحتراف في الأردن، أن لاعبا أجنبيا، اتجه للأعمال الحرة، بعد إنهاء مسيرته الاحترافية في أحد الأندية المحلية، ومن النوادر أيضا، أن محترفا أجنبيا يستدين من زملائه مبالغ مالية تمكنه من الذهاب إلى التدريب، ومن المصائب أيضا أن محترفا لا يجد سعر تذكرة سفر تعيده إلى بلاده، ومن المعيب أيضا أن تهرول الأندية للتعاقد مع محترف أجنبي يستقر فيه المقام على مقاعد البدلاء أو المدرجات أو أحيانا في المنزل لمتابعة مباراة فريقه عبر الشاشة الصغيرة.

مشهد التعاقدات في الكرة الأردنية مؤلم، ويؤشر إلى العديد من النقاط السلبية التي تحتاج للمعالجة، فغياب المختصين في انتقاء المحترفين أسهم في تأزيم الموقف، كما أن تغييب المصلحة العامة، والبحث عن مصالح شخصية ضيقة في الاستفادة من صفقات الاحتراف، زاد المشد سوءا، وهو ما بدأ يفهمه الشارع الرياضي المحلي الذي ينادي دوما بتشكيل لجان فنية قادرة على اختيار اللاعب المحترف القادر على إحداث الفرق، حتى لو تطلب ذلك إنفاق مبالغ مالية أكبر على مثل هذه التعاقدات.

المشكلة المالية التي تعانيها الأندية المحلية، ربما لعبت دورا في التوجه لمحترفين أجانب بأقل الأسعار، ولكن الشيء الذي يجب أن تدركه الأندية، أنه ليس من الضروري إبرام تعاقدات مع محترفين أجانب بغض النظر عن مستوياتهم، فالمبلغ الذي يدفعه النادي لمحترف أجنبي حتى لو كان المبلغ قليلا، ربما يدفع نصفه للاعب محلي يعد أكثر تأثيرا في الجانب الفني.

تعاقدات الأندية حافلة بالعثرات والمحطات الفاشلة، وهذا يتطلب إعادة النظر بسياسة التعاقدات، مع ضرورة الاستعانة بالخبراء الفنيين والمختصين القادرين على تقييم اللاعب فنيا، ناهيك عن ضرورة بحث الأندية عن موارد مالية تساعدها على استقطاب المحترف الحقيقي حتى لو كانت مطالبه المالية مرتفعة.