مرضى السكري والصوم في رمضان.. بين الممنوع والمسموح

ديمة محبوبة

عمان- معضلة حقيقية يعانيها مرضى السكري بسبب الصيام، منهم من يعاني من آثار جانبية خلال الصيام، مثل فقدان الوعي جراء نزول السكر في الدم بنسبة عالية، أو ارتفاعه بنسبة كبيرة.اضافة اعلان
ولأن مريض السكري يعد حالة خاصة يتوجب دراستها إن أراد الصوم، يؤكد الطبيب العام د. مخلص مزاهرة "أن الصوم معضلة عند بعض مرضى السكري، وفي حال أصر المريض، عليه أن يعلم أنه يتوجب عليه زيارة طبيبه الخاص قبل شهر رمضان لضبط أدويته، وفحص الدم بكل خصائصه".
ويبين أن هناك بعض المرضى الذين يسمح لهم بالصيام، لكن ضمن شروط يتوجب الحرص على اتباعها، أولها مريض السكري وزيارة طبيبه والقيام بفحوصات واسعة، وأخذ موافقة لحالته الصحية وقدرته على ضبط مستوى السكر في الدم، في حال موافقة الطبيب، من المهم أن يبدأ المريض بإجراء بعض التغييرات الغذائية، لتصبح قريبة من تلك الموجودة في رمضان كي لا يصاب جسمه بصدمة.
ويؤكد أن على الطبيب أن يكون صريحا مع مريض السكري ويعلمه بوضعه تماما، وما الخطر الناجم من الصوم في حال عدم السيطرة على السكر، خصوصا أن هناك فروقات، على حد تعبير مزاهرة، لمرضى السكري الذين يتناولون جرعتين فأكثر من الانسولين عن غيرهم.
في حين تؤكد استشارية أمراض السكري ورئيسة الجمعية الأردنية للعناية بالسكري الدكتورة نديمة شقم، أن الأفضل لمريض السكري الذي يأخذ إبر الانسولين أو عانى من قبل من غيبوبة السكر أو أي معاناة في شرايين الدم أو أوردة القلب أو مشاكل الكلى من أن لا يصوم حفاظا على صحته.
وتلفت إلى أن مريض السكري من النوع الثاني بمراحله المتقدمة، والناتج عنه وجود خلل واعتلال بالكلى، يمكن أن يسبب له خللا بالنظر وغيرها من المضاعفات، أو حتى من كان مريضا بالسكري منذ مدة طويلة، فهذا يجعله عرضة للخطر في حال صام.
وتشدد على أن مريض السكري عليه أن يفطر في حال فحص دمه خلال الصوم ووجده مرتفعا مثلا 300، أو عندما يستيقظ صباحا، ويجد قياس السكري 90 في الدم، ما يعني أنه سينزل أكثر إن أكمل يومه صائما.
وفي كلتا الحالتين يتوجب الإفطار على المريض، وخصوصا إذا وصلت نسبة السكر إلى 70 قبل المغرب، فيتوجب تناول الطعام أو شرب أي محلول مضاف إليه السكر والمحليات.
وفي حال تعرض المريض لغيبوبة السكر، يجب فحص السكري سريعا، "وعادة مريض السكري لديه ميزان فحص في المنزل"، لأنه يتوجب عليه أن يفحص باستمرار نسبة السكر في الدم، لغاية 8 مرات في اليوم الواحد، وتحديدا في رمضان.
ويؤكد مزاهرة أن مريض السكري عليه أن يأخذ احتياطاته أكثر في شهر الصوم، ويقيم قدرته الجسدية في ذلك، وكذلك المرأة الحامل التي تتعرض للإصابة بالسكر خلال فترة الحمل.
وكثيرا، حسب مزاهرة، ما يترافق مرض السكري مع أمراض مزمنة أخرى، مثل: أمراض القلب، الكلى، السرطان، قرحة المعدة وغيرها.
ويؤكد أن من تعرض لحدوث نوبة انخفاض كبيرة في السكر بالدم قبل شهر رمضان بفترة يمنع عنه الصوم نهائيا، ومن عانى من انخفاض متكرر في مستوى السكر بالدم في الأشهر الثلاثة قبيل رمضان كذلك يمنع عنه الصيام، عدا عن الأطفال المصابين بمرض السكري، والعمال المصابين بمرض السكري، الذين يتطلب عملهم مجهوداً عضلياً كبيراً.
ومن النصائح التي تقدمها شقم لمريض السكري الذي ينوي الصيام، إن كان جسده قادرا على ذلك، عليه أن يتبع نصائح معينة في وجبة الإفطار، كتناول وجبة الإفطار فور الأذان، كتقسيم وجبة الإفطار إلى وجبتين أولاهما بعد الإفطار مباشرة ولا ضير من وجبة ثانية بعد صلاة العشاء.
وتنصح بشرب الماء الكثير المقسم منذ لحظة الفطور وحتى لحظة الانتهاء من السحور، مع تجنب بعض المأكولات مثل: الأطعمة المالحة والمخللات والابتعاد عن تناول المشروبات التي تحوي الكافيين كالمشروبات الغازية أو مشروبات رمضان المعروفة بكمية السكريات الكبيرة.
وتنصح باستبدال عصائر الفواكه الطبيعية بحبة أو حبتين من الفاكهة ذاتها، لما فيها من فائدة ونسبة أقل من السكريات في العصائر.
وتنصح بتأخير وجبة السحور قدر المستطاع، وأن تكون شاملة عناصر المجموعات الغذائية كافة، والتركيز على البقوليات كالحمص والفول؛ حيث إنها عالية بالبروتين والألياف.
وتضيف شقم "كما ينصح بتناول الدهون المفيدة كزيت الزيتون، والامتناع عن الدهون المضرة كالمقالي، وتناول مصادر البروتين الجيدة والمتنوعة وقليلة الدهون مثل الجبن قليل الدسم وبكميات معتدلة".
وفي حال أراد مريض السكري أن يتبع حمية خاصة، فتؤكد أن عليه الابتعاد عن السكر والعصائر المحلاة بجميع أنواعها، ويجب على مريض السكري أن يتناول وجبات طعام متفرقة، ومراجعة طبيبه المختص، لتوفير أدوية مناسبة تعينه على تنظيم السكر في الجسم.