مرض التصلب اللويحي المتعدد (Multiple Sclerosis MS)

مرض التصلب اللويحي المتعدد (Multiple Sclerosis MS)
مرض التصلب اللويحي المتعدد (Multiple Sclerosis MS)

 

عمّان-الغد-يعد مرض التصلب اللويحي المتعدد من الأمراض غير شائعة الانتشار، ولذا فمن غير الغريب ألا يكون الكثير منا لم يسمع عنه من قبل، إلا أنه في الآونة الأخيرة يلاحظ ازدياد أعداد المصابين بهذا المرض، ولذا كثر السؤال عنه وعن الصورة التي يهاجم فيها ضحاياه وعن طرق التعامل معه، ولإشباع فضولك عزيزي القارئ في معرفة حقائق عن هذا المرض كان هذا المقال الذي يتحدث عن مرض التصلب اللويحي المتعدد وأعراضه وطرق التعامل معها.

اضافة اعلان

تعريف المرض:

أحد الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز العصبي المركزي المكون من الدماغ والنخاع الشوكي، ويعتبر من الأمراض التي يشوبها الكثير من الغموض، حيث أنه يسبب إعاقات عدة تحد من قدرات المريض وحركته، وعلى الرغم من ذلك ما تزال أسباب المرض مجهولة إلا أن هنالك العديد من النظريات التي تحاول تفسير آلية حدوثه؛ أهمها تلك النظرية التي تعزو حدوث أعراض هذا المرض إلى وجود خلل في جهاز المناعة لدى المريض؛ حيث تهاجم كريات الدم البيضاء الموجودة في جسمه عن طريق الخطأ ًمادة النخاعين Myelin sheath التي تغلف الأعصاب الموجودة في الجهاز العصبي المركزي، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث المرض.

الأعراض والعلامات المرافقة للمرض:

تتباين الأعراض والعلامات المرافقة لهذا المرض من مريض لآخر، ومن أهم الأعراض التي تظهر على مريض التصلب اللويحي المتعدد ما يلي:

• الشعور بخدران وضعف في الأطراف عادة ما يصيب جهة واحدة من جسم المريض، أو الجزء السفلي من الجسم.

• فقدان كلي أو جزئي لحاسة النظر، حيث تصاب في العادة كل عين على حدة بهذا الفقدان، كما قد يرافق الحالة ألم عند تحريك العين.

• غبش وزغللة في النظر.

• آلام غير معروفة السبب في أنحاء جسم المريض.

• الشعور بصدمة كهربائية عند تحريك الرأس حركات معينة.

• رجفة.

• عدم تناسق في الحركة وفقدان التوازن.

• الشعور بالتعب.

• الشعور بالدوار.

وفي بعض الأحيان قد يصاب مريض التصلب اللويحي المتعدد بأعراض مثل تلعثم في الكلام، وتصلب في العضلات، واضطراب في عمل المثانة والأمعاء، بالإضافة إلى ذلك قد يصاب المريض بضعف جنسي وتقلبات في المزاج، وقد يصبح كثير النسيان، وتضطرب قواه العقلية في بعض الأحيان.

أسباب حدوث مرض التصلب اللويحي المتعدد:

من المعلوم أن الجهاز العصبي المركزي يتكون من ملايين الخلايا العصبية التي تسري من خلالها العديد من الرسائل (السيالات) العصبية من وإلى جميع أنحاء جسم الإنسان، وتغلف هذه الأعصاب مادة النخاعين وهي مادة موجودة أيضا في المادة البيضاء من الدماغ، ولأسباب تعزى إلى خلل في الجهاز المناعي الموجود في جسم المريض تقوم بعض خلايا الدم البيضاء بمهاجمة مادة النخاعين مما يؤدي إلى تآكلها وزوالها، وهذا الأمر يضعف قدرة الأعصاب على نقل الرسائل العصبية وقد يمنع مرورها، الأمر يؤدي إلى حدوث أعراض مرض التصلب اللويحي المتعدد.

أشكال ومراحل المرض:

يأتي هذا المرض على عدة أشكال، وعلى عدة مراحل تختلف من مريض لآخر فيما يلي ذكرها:

1. انتكاسات تتكرر على المريض من فترة لأخرى Relapsing Remitting: في هذا الشكل من المرض تظهر أعراض المرض فجأة على المريض، وتستمر لعدة أسابيع أو لشهر من الزمان، ومن ثم تختفي وكأن المريض قد شفي منها، إلا أنها تعود وتظهر على المريض من جديد، وفي الغالب فإن معظم المرضى يكونون في هذه المرحلة من المرض عند تشخيص المرض لديهم.

2. الشكل المستمر الأولي Primary Progressive: في هذا الشكل من المرض لا تختفي أعراض المرض من المرضى على الإطلاق بل تقل حدة من نوبة إلى أخرى، وهذا الشكل أقل شيوعا من الشكل السابق، وغالبا ما يظهر على المرضى الذين يتم تشخيص المرض لديهم وهم فوق الأربعين من العمر.

3. الشكل المستمر الثانوي Secondary progressive: أكثر من نصف الأشخاص المصابين بالشكل الأول من أشكال المرض يدخلون في مرحلة جديدة من المرض وهي المرحلة التي يمثلها هذا الشكل؛ حيث أنه وبعد فترة من الزمن تظهر الأعراض بشكل مستمر على المرضى ولا تختفي بين نوبة وأخرى.

4. الشكل المستمر الذي تصاحبه انتكاسات المرض Progressive Relapsing: هذا الشكل أقل أنواع المرض شيوعا؛ حيث تظهر على مرضى الشكل المستمر الأولي Primary progressive انتكاسات بين الفينة والأخرى تصاحبها أعراض جديدة وأكثر خطورة لم تكن قد ظهرت على المريض من قبل.

العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بمرض التصلب اللويحي:

كما ذكرنا سابقا فإن ظروف حدوث هذا المرض ما تزال مبهمة حتى هذه اللحظة، إلا أن عددا من العوامل قد تزيد من فرص حدوث المرض لدى بعض الأفراد دون غيرهم، ومن أهم هذه العوامل ما يلي:

1) عامل الوراثة: ينتشر هذا المرض بين الأشخاص الذين ينحدرون من أصول أوروبية شمالية، ويعزى هذا الأمر إلى عامل الوراثة لديهم.

2) عوامل بيئية: يظن أنه للعوامل البيئية دورا في ظهور هذا المرض عند بعض الأشخاص دون غيرهم، حيث يعتقد أن بعض الفيروسات والبكتيريا من الممكن أن تسبب مرض التصلب اللويحي المتعدد.

3) عوامل جغرافية: يلاحظ زيادة عدد الأشخاص المصابين بمرض التصلب اللويحي في المواقع ذات الجو المعتدل المائل إلى البرودة مثل أوروبا وجنوب كندا وشمال الولايات المتحدة الأميركية وجنوب شرق أستراليا، وما يزال السبب في ذلك مبهما.

تشخيص المرض:

يعتبر هذا المرض من الأمراض التي يصعب تشخيصها؛ حيث أن أعراض هذا المرض قد تتشابه مع أعراض أمراض أخرى عديدة، لذا فطبيب الأعصاب المختص والماهر قادر وحده على تشخيص المرض من خلال القيام بعدد من الفحوصات التي من أهمها ما يلي:

1. دراسة تاريخ المريض المرضي، والأعراض التي تظهر عليه.

2. فحص الأعصاب الذي يشمل عددا من الاختبارات مثل فحص رد الفعل وفحص قوة العضلات وفحص قدرة المريض على الإحساس بالألم والحرارة واللمس والذبذبات، كما يفحص الطبيب طريقة المشي لدى المريض وقدرته على التوازن، ويسأله عددا من الأسئلة لفحص قدرته على التفكير وقوة الذاكرة لديه.

3. عمل صورة الرنين المغناطيسي.

4. أخذ عينة من السائل النخاعي الشوكي تفحص في المختبر للبحث عن وجود أي تغيرات فيها من الممكن أن تدل على الإصابة بالتصلب اللويحي المتعدد.

علاج مرض التصلب اللويحي المتعدد:

حتى وقتنا الحاضر لم يتوافر بعد الدواء الذي يؤدي إلى علاج تام لمرض التصلب اللويحي المتعدد، والعلاجات المستعملة إلى الآن تستعمل من أجل التخفيف من حدة أعراض المرض؛ حيث يوصف للمصاب بمرض التصلب اللويحي المتعدد عدد من الأدوية مثل الكورتيزون، والأدوية المثبطة للمناعة، ودواء بيتا – انترفيزون، بالإضافة إلى بعض الأدوية التي تعمل على إرخاء العضلات Muscle relaxant مثل الباكلوفين Baclofen والتيزانيديدن Tizanidine.