ارتفاع أعمال العنف ضد الفلسطينيين

هآرتس

بقلم: هجار شيزاف

اضافة اعلان

5/4/2020

ناجي طنطرة تم ادخاله الى المستشفى مع كسر في الجمجمة بعد مهاجمته ببلطة. واروع نعسان ضرب بمطرقة على وجهه، وتم ضربه من قبل شباب بقضبان من الحديد. مصادر أمنية ومنظمات حقوق الانسان اشاروا الى ارتفاع عدد حالات مهاجمة فلسطينيين من قبل يهود في الضفة الغربية في الاسابيع الاخيرة، وينسبونها الى وقف مؤسسات التعليم بسبب وباء الكورونا.
حسب معطيات نقلها مصدر امني للصحيفة فانه في الشهر الماضي حدثت 16 حالة احتكاك جسدي بين مستوطنين وفلسطينيين مقابل تسع حالات في شهر شباط وخمس حالات في كانون الثاني. معطيات جهاز الامن تدعمها معطيات مؤسسات حقوق الانسان العاملة في الضفة. حسب "بتسيلم" فانه منذ بداية هذه السنة وثقت 50 حالة عنف وتخريب ممتلكات وسرقة وتهديد – 21 منها في شهر آذار. في المنظمة اضافوا بأن 10 حالات حدثت منذ 15 آذار، حيث وزارة الصحة أمرت بوقف الدراسة في مؤسسات التعليم.
في 24 آذار، في الظهيرة، جاء مستوطن وقطيع ابقاره الى حقل زيتون في قرية أم صفا التي تقع في شمال رام الله. أبناء القرية التي تحدثوا مع الصحيفة اشاروا الى أن المستوطن معروف لهم وهو يسكن في بؤرة استيطانية زراعية قريبة منذ سنتين. وهو بين الحين والآخر يحاول منع أبناء القرية من التجول في المنطقة. سعيد طنطرة، احد سكان القرية، قال إن عددا من الشباب رشقوا الحجارة على القطيع في محاولة لإبعاد الابقار عن المكان. ناجي طنطرة، ابن عم سعيد ونائب رئيس المجلس في القرية قال إنه ذهب الى المكان من اجل التحدث مع المستوطن والطلب منه ابعاد الابقار عن الاشجار.
حسب اقوال ناجي وسعيد فانه بعد بضع دقائق جاء اربعة مستوطنين آخرين، اثنان مسلحان بالبنادق. احدهم كان يحمل بلطة والآخر كان يحمل هراوة. ناجي قال إنه شعر بضربة على رأسه وظهره وفقد وعيه. وبعد وقت قصير جاء جنود الى المكان والمهاجمون هربوا. ناجي (45 سنة) عولج في مستشفى في رام الله حيث وجد كسر في جمجمته وتم اجراء عملية له. سعيد قال إنه بعد يومين جاء الى القرية رجال شرطة في اعقاب الابلاغ عن الحادث. ومنذ ذلك الحين، قال، بأنهم لم يسمعوا منهم أي شيء.
قبل يوم من ذلك، قال نعسان، من قرية المغير التي تقع في شرق رام الله، إنه خرج مع ابن عمه الى عين سامية. وأرادا جمع العكوب. وهو نبتة لطعام مشهور في المطبخ الفلسطيني، في منطقة النبع الذي يأتي اليه الاسرائيليون والفلسطينيون من المنطقة. "كنا في الشارع الرئيسي عندما شاهدنا ثلاثة مستوطنين يركبون على الحمير ويسيرون نحونا. في البداية لم نعرف أنهم مستوطنون. لقد كانوا في اعمار 16 – 17، أولاد بالفعل. في هذه المرحلة أحد الشباب اتصل مع شخص ما. وخلال دقائق جاءت سيارتان من جهة مستوطنة كوخاف هشاحر. النعسان قال إن الشباب صرخوا عليه وطلبوا منه رمي المنجل الذي يوجد معه والذي اراد ان يجمع به العكوب. لم أقم برميه لأنني أردت الدفاع به عن نفسي"، قال. في هذه المرحلة أحد الشباب رمى نحوه مطرقة واصابه بوجهه. وبعضهم ضربوه بقضبان من الحديد. وعندما اقتربت السيارة العسكرية معظمهم هربوا. النعسان نقل الى المستشفى وهناك شخصت لديه اصابات في الفك والكتف. وقد خرج من المستشفى بعد بضع ساعات. وفي اليوم التالي حضر الى مركز الشرطة في بنيامين وقدم شكوى. "أريد أن أرى اذا كان سيحدث شيء – لو أنني ضربت يهوديا لكنت الآن في السجن".
حسب معطيات جمعية "يوجد حكم"، 91 في المائة من الملفات التي تم فتحها في منطقة شاي (يهودا والسامرة) التابعة للشرطة في الاعوام 2005 – 2019 تم اغلاقها بدون تقديم لوائح اتهام. "عدد وخطورة حالات العنف التي عالجناها مؤخرا كبيرة جدا"، قال للصحيفة ليئور عميحاي، مدير عام جمعية "يوجد حكم". "طالما أن السلطات ستواصل الاستخفاف بحياة الفلسطينيين بدلا من أن توفر لهم الحماية وتعتقل المشاغبين، فإن عنف المستوطنين سيزداد وينتشر". وجاء من الشرطة ردا على ذلك: "نحن ننظر بخطورة الى كل عمل عنف أو عمل زعرنة. وفي حالة تقديم شكوى في الشرطة يتم معالجتها والتحقيق فيها بصورة جذرية بهدف الوصول الى الحقيقة. في شرطة اسرائيل تلقينا مؤخرا شكاوى عن الاحداث التي وصفت، وفي اعقابها فتحت تحقيقات تجري في هذه الايام. بطبيعة الحال لن نفصل بشأن التحقيقات الجارية، لكننا نشير الى أن الشرطة ستواصل تنفيذ كل اعمال التحقيق بهدف الوصول الى الحقيقة ومعاقبة المشاركين".