الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يسلط الضوء على الأندية الأردنية الأكثر شعبية

عمان-الغد- حققت كرة القدم الأردنية قفزات نوعية على المستوى القاري في الأعوام العشرين الأخيرة، كان أولها في العام 2004 عندما بلغ المنتخب الأول نهائيات كأس آسيا التي جرت في الصين، وكرر ذلك في 3 مناسبات أخرى من الحدث القاري في قطر 2011 وأستراليا 2015 والإمارات 2019، بعدما كان فاز بذهبية دورة الألعاب العربية مرتين العامين 1997 و1999.اضافة اعلان
كما كان منتخب النشامى على أعتاب التأهل لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم 2014، لكنه خرج في المحطة الأخيرة أمام الأوروغواي في الملحق العالمي للتصفيات، كما حققت كرة القدم الأردنية حضوراً مميزاً في العديد من المناسبات على مستوى المنتخبات والأندية.
في هذا التقرير، يسلط موقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الضوء على الأندية الأكثر شعبية في الأردن، ضمن سلسلة تقارير يقوم الموقع الالكتروني في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بنشرها حول الأندية التي تحظى بشعبية كبيرة في منطقة غرب آسيا، كما يقوم الموقع الالكتروني في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم خلال هذا الأسبوع بنشر تقارير عدة عن كرة القدم الأردنية.
ويأتي نشر هذه التقارير، للإجابة عن تساؤلات الجماهير التي تطرح في بعض الأحيان أسئلة عند نشر أي استفتاء حول أبرز اللاعبين وأجمل الأهداف وأفضل الإنجازات؛ حيث يعتبرون أن النتيجة النهائية تكون غالباً مبنية على أن الفائز في الاستفتاء يتأثر بشعبية النادي. ولهذا تقرر طرح السؤال بشكل مباشر، حول أكثر الأندية التي تمتلك شعبية في بلدانها.
وبعد البحث والتحقيق والحديث مع المختصين والمتابعين لكرة القدم الأردنية، وقع الاختيار على أندية الفيصلي والوحدات والأهلي والرمثا والجزيرة والحسين إربد، وذلك انطلاقاً من عدد البطولات والألقاب التاريخية والحضور الجماهيري.
ويمكن لقراء الموقع وعشاق كرة القدم الأردنية المشاركة في الاقتراع لأكثر ناد يتمتع بشعبية من خلال التصويت الذي يستمر حتى يوم الخميس 16 تموز (يوليو) الحالي.
الفيصلي
يعد نادي الفيصلي من أبرز أندية كرة القدم في الأردن وهو الأكثر تحقيقاً للألقاب المحلية بعد فوزه بلقب الدوري 34 مرة وكأس الأردن 20 مرة، وكأس السوبر 16 مرة، بالإضافة لفوزه بلقب مسابقة درع الاتحاد 7 مرات.
يعود تأسيس النادي الفيصلي إلى العام 1932 ليبدأ بعدها بكتابة تاريخه الناصع في كرة القدم الأردنية عبر عقود طويلة من الإنجازات المحلية التي ستظل شاهدة على قوة وعراقة الفريق ومساهمته الكبيرة في تاريخ اللعبة في الأردن عبر قائمة طويلة من النجوم البارزين الذين قدمهم الفريق.
في العام 2005، سطر "الزعيم" إنجازا كبيرا بفوزه بلقب بطولة كأس الاتحاد الآسيوي بعد مشوار مميز ختمه بالفوز بالنهائي على النجمة اللبناني 1-0 ذهاباً و3-2 إياباً، ليكرر إنجازه مرة أخرى في العام 2006 بعد أن تفوق على المحرق البحريني 3-0 في لقاء الذهاب، رغم الخسارة في مواجهة الإياب 2-4، وكاد أن يضيف اللقب لخزائنه للمرة الثالثة على التوالي العام 2007 لكنه خسر المباراة النهائية أمام نظيره فريق شباب الأردن.
كما وصل الفريق إلى المباراة النهائية في مسابقة دوري أبطال العرب، لكن الحظ لم يحالفه بالتتويج أمام وفاق سطيف الجزائري العام 2007 والترجي التونسي العام 2017، وكان على الدوام خير سفير للكرة الأردنية في المحافل الخارجية.
ومر الكثير من نجوم اللعبة في الأردن على الفيصلي، من بينهم الشقيقان الراحلان سلطان ومصطفى العدوان، إبراهيم مصطفى، باسم مراد، الراحل خالد عوض، الراحل محمد اليماني، ميلاد عباسي وأنيس شفيق، جمال أبو عابد، جريس تادرس، حسونة الشيخ، حاتم عقل، وغيرهم من اللاعبين.
الوحدات
يحظى نادي الوحدات بشعبية كبيرة في الأردن من خلال القاعدة الجماهيرية الواسعة التي يتمتع بها منذ تأسيسه في العام 1956؛ حيث حقق الكثير من الألقاب المحلية ليشكل مع الفيصلي أقطاب المعادلة الكروية الأردنية وبات يفرض حضوره المميز على خريطة اللعبة هناك.
شهد العام 1975 تأهل فريق الوحدات إلى مصاف دوري الدرجة الأولى (المحترفين حالياً)، وذلك للمرة الأولى في تاريخه، لكن الحدث الأبرز في مسيرته كان العام 1980، الذي كان شاهداً على أول ألقاب الفريق عندما اعتلى منصات التتويج كبطل للمسابقة الكروية الأهم في البلاد.
حقق الوحدات لقب الدوري الأردني 16 مرة ولقب مسابقة الكأس 10 مرات، وتُوج بدرع الاتحاد 10 مرات (رقم قياسي)، كما فاز بلقب بطولة كأس الكؤوس 13 مرة، بالإضافة لغيرها الكثير من الألقاب والبطولات المحلية.
وشارك "المارد الأخضر" في العديد من نسخ بطولات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لكن التوفيق لم يحالفه بالفوز باللقب أو الوصول إلى المباراة النهائية، إلا أن مهاجمه السابق محمود شلباية يحتل المرتبة الثانية على صعيد ترتيب الهداف التاريخي للمسابقة برصيد 34 هدفاً خلف بيانفينيدو مارانون مهاجم فريق سيريز نيغروس الفلبيني.
وتطول قائمة النجوم الذين قدمهم الوحدات للملاعب الأردنية، أبرزهم الراحل جلال قنديل وشقيقاه نصر ووليد، باسم تيم، خالد سليم، ماجد البسيوني، نادر زعتر، يوسف العموري، مصطفى أيوب، غسان جمعة، رأفت علي، الشقيقان جهاد وهشام عبدالمنعم، عبدالله أبو زمع، سفيان عبدالله، عامر شفيع، حسن عبدالفتاح، محمود شلباية وغيرهم.
الأهلي
فرض نادي الأهلي حضوره القوي في كرة القدم الأردنية وشكل مع الفيصلي أبرز معالم اللعبة منذ انطلاق المسابقة الكروية في أربعينيات القرن الماضي، واستطاع أن يحقق الكثير من الإنجازات المحلية عبر مسيرته العريقة.
تأسس الأهلي العام 1944 وحقق لقب الدوري الأردني (8) مرات؛ حيث يعد ثالث أكثر الفرق فوزاً باللقب بعد الفيصلي والوحدات ثاني فريق يظفر به بعد الفيصلي وكان ذلك في العام 1947، وسيطر في الأعوام الثلاثة التالية على البطولة خلال الحقبة الذهبية للنادي.
في العام 1954 حقق الأهلي خامس ألقابه على صعيد مسابقة الدوري، وغاب عن منصات التتويج كثيراً حتى حقبة السبعينيات التي أضاف فيها ثلاثة ألقاب أخرى، وكان الظهور الأخير له على عرش البطولة في موسم 1979، كما يملك الأهلي لقباً واحداً في بطولة كأس الأردن ومثله في بطولة كأس الكؤوس وحققهما في العام 2016.
ولعب في صفوف الأهلي الكثير من النجوم، أبرزهم أحمد خليل وحسونة يدج وشحادة موسى وكنعان عزت وعزت هاشم ومظهر السعيد وعلي بلال وشاكر سلامة ونارت يدج وموسى شتيان وحمدي سعيد وبسام الخطيب وغيرهم.
الرمثا
تأسس نادي الرمثا العام 1966 ويتمتع بشعبية واسعة بعد أن فرض نفسه بقوة في المعادلة الكروية المحلية في حقبة الثمانينيات على وجه التحديد والتي شهدت المرحلة الأبرز في تاريخ الفريق على مستوى المنافسة المحلية.
وكانت كرة القدم الأردنية على موعد مع ضيف من نوع آخر عندما تأهل فريق الرمثا إلى مصاف أندية الدرجة الأولى -المحترفين حالياً- في العام 1977، واستطاع منذ ذلك التاريخ أن يكون منافساً حقيقياً على الألقاب والبطولات بتشكيلة طغى على معالمها لاعبون من أبناء المدينة الصغيرة.
وكسر "غزلان الشمال" احتكاراً دام 30 عاماً لأندية العاصمة بعد أن طار بلقب بطولة الدوري إلى معقله للمرة الأولى في تاريخه العام 1981، ليكرر بعدها الإنجاز في الموسم الذي يليه ويفرض واقعاً جديداً في كرة القدم الأردنية ميّزه عن نظرائه في أندية شمال المملكة.
ونجح الرمثا بحصد العديد من الألقاب المحلية مثل الفوز ببطولة كأس الأردن مرتين العامين 1990 و1991، وبطولة كأس الكؤوس مرتين 1983 و1991 ومسابقة درع الاتحاد (5) مرات، ووصوله إلى الدور قبل النهائي من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الكأس التي جرت العام 1992.
وبرز من الرمثا الكثير من النجوم الذين قدمهم الفريق للمنتخبات الأردنية تحديداً في حقبة الثمانينيات وبداية التسعينيات، من بينهم الجيل الذهبي الذي حقق إنجازات مميزة وبرز منهم خالد الزعبي ووليد الشقران وناجح ذيابات ومحمد العرسان وراتب الداوود وجمال الرشدان وفايز بديوي وسامي السعيد، والجيل الذي تلاه كمحمد الخزعلي وخالد العقوري وأحمد أبو ناصوح وبلال اللحام وأحمد وحسين الشنانية وسليم ذيابات وبدران الشقران وغيرهم من اللاعبين.
الجزيرة
تتجسد العراقة التاريخية في نادي الجزيرة أحد الأندية الأردنية التي تأسست منذ وقت مبكر مقارنة بانطلاق المسابقات الكروية في البلاد؛ حيث يعود تأسيسه إلى العام 1947 ليعد من بين الفرق الأوائل التي زاولت نشاط اللعبة في القرن الماضي.
ورغم أنه لم يحقق الكثير من البطولات، إلا أن الجزيرة يمتلك الكثير من الأنصار والجماهير المخلصة لتاريخ الفريق الذي حقق لقب الدوري 3 مرات أعوام 1952 و1955 و1956، كما فاز بلقب بطولة كأس الأردن العامين 1984 و2018، ومرة واحدة تُوج بكأس الكؤوس العام 1985، ويحسب للفريق أنه أول المتوجين بلقب درع الاتحاد العام 1981 وعاد في العام 1986 ليكرر الإنجاز ذاته.
وقدم الجزيرة مستويات رائعة في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي الموسم الماضي، لكنه خسر نهائي منطقة غرب آسيا أمام فريق العهد اللبناني الذي فرض عليه التعادل ذهابا 0-0 والفوز إياباً في بيروت 1-0، في سيناريو مشابه لمشوار الفريق في النسخة التي جرت في العام 2018 عندما خسر النهائي ذاته أمام فريق القوة الجوية العراقي بنتيجتي الذهاب 0-1 والإياب 1-3.
ومر على فريق الجزيرة الكثير من النجوم، أبرزهم عمر الكيالي وتوفيق الصاحب ومازن الصغير وكامل منيب ونبيل وعصام التلي وطالب ازمقنا وحلمي طه ورفيق جودت وفراس القاضي ومعتز الريشة ومراد عوينة وغيرهم.
الحسين إربد
يتخذ فريق الحسين من مدينة إربد مقراً له؛ حيث يعد الفريق من أبرز الأندية التي أضافت منافسة من نوع آخر في كرة القدم الأردنية، لا سيما بالتنافس الكبير مع فريق الرمثا لتمثيل مناطق شمال البلاد والشعبية التي يحظى بها.
تأسس فريق الحسين إربد في العام 1965 على يد مجموعة من المعلمين المتطوعين ويحمل الفريق اسم ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال، وصعد إلى مصاف دوري الكبار العام 1967 ليبدأ بعدها الفريق مسيرة طويلة من الحضور على خريطة اللعبة محلياً.
وعلى مدار 56 عاماً من مشواره التنافسي لم يستطع فريق الحسين الظفر بلقب الدوري الأردني، إلا أنه ظفر بلقب مسابقة كأس الكؤوس مرة واحدة العام 2003 بعد أن تغلب في المباراة النهائية على الفيصلي 2-1، كما حقق الفريق لقب مسابقة درع الاتحاد ثلاث مرات أعوام 1995 و2003 و2005.
وشارك "غزاة الشمال" في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي مرة واحدة كانت العام 2005، ونجح بتصدر المجموعة الثانية، لكنه خرج من الدور ربع النهائي أمام فريق نيو رادينت من جزر المالديف بالخسارة 0-1 ذهاباً والتعادل بدون أهداف في لقاء الإياب.
وقدم فريق الحسين العديد من النجوم البارزين، من بينهم سهل غزاوي ولورانس ساجع ومنير مصباح وهاني وكمال الخاروف ومنيب غرايبة وراتب الضامن وخلدون ارشيدات وعارف حسين وعبدالله الشياب وأنس الزبون وبشار بني ياسين وغيرهم.
رأي الخبراء
يلخص الصحفي الرياضي المتخصص تيسير محمود العميري، مشهد المنافسة بين الأندية الأردنية وبعض الظروف التي أسهمت في بروز بعضها من الناحية الجماهيرية في تصريح خص به الموقع الرسمي الالكتروني للاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وقال العميري: "بلا شك أن كرة القدم الأردنية التي عرفت طريقها نحو المسابقات المحلية في العام 1944، وقبل أربعة أعوام من تأسيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، عرفت أيضا عدداً من الأندية التي تمتعت بشعبية جماهيرية، سواء في عقود القرن الماضي أو في عقدي القرن الحادي والعشرين الحالي".
وأضاف: "يمكن القول اليوم إن ثلاثة أندية هي الوحدات والفيصلي والرمثا تتمتع بقواعد جماهيرية كبيرة، ويعزز ذلك الحضور النتائج الإيجابية التي تحققها الفرق على الصعد المحلية والآسيوية والعربية، وإن كان القرن الماضي قد شهد بروزا لجماهير فرق مثل الجزيرة والأهلي والحسين إربد والبقعة، لكنها تراجعت بشكل لافت للنظر، وشكلت اللقاءات بين فريقي الفيصلي والوحدات ظاهرة جماهيرية لافتة حتى على الصعيد الخارجي، لأنها أصبحت تعرف بـ"دربي الكرة الأردنية"، بعد أن كان الأمر مقتصرا على مواجهات الفيصلي والجزيرة معا حتى منتصف عقد السبعينيات من القرن الماضي".
وتابع العميري: "ربما لا يخفى على متابعي كرة القدم الأردنية، أن ظهور فريق الوحدات في النصف الثاني من عقد السبعينيات، وتتويجه بأول لقب للدوري في العام 1980، أسهم بشكل كبير في إحداث تغيير لافت على خريطة المنافسة الكروية الأردنية، ذلك أن الوحدات أصبح منذ ذلك العام الطرف الثاني في معادلة المنافسة المحلية، وشكل مع الفيصلي مع عُرف بـ"ظاهرة القطبين"، ومنذ العام 1980 وحتى الموسم الماضي 2018-2019، لم يخرج اللقب عن طريق الوحدات والفيصلي سوى 5 مرات "الرمثا 1981، 1982 وشباب الأردن 2005، 2012 وعمان 1984"، في حين فاز الفيصلي باللقب 17 مرة والوحدات 16 مرة، علما أن الفيصلي كان قد فاز باللقب 17 مرة أخرى قبل العام 1980".
وأوضح: "من هنا يبرز سبب تراجع شعبية فريقي الأهلي والجزيرة على وجه التحديد، فالأهلي فاز باللقب 8 مرات آخرها قبل 41 عاما وتحديداً في الموسم 1979، في حين فاز الجزيرة باللقب 3 مرات آخرها قبل 64 عاما وتحديدا في العام 1956".
وأوضح: "لذلك أسهمت المنافسة القوية بين فريقي الفيصلي والوحدات على مختلف ألقاب المسابقات المحلية وعلى رأسها الدوري، في زيادة شعبية الفريقين، وبروز الرمثا كأول فريق يستطيع إخراج لقب الدوري من العاصمة عمان إلى مدينة الرمثا شمال المملكة في العام 1981".
وبين العميري: "الفيصلي والوحدات هما الأكثر محافظة على شعبيتها الجماهيرية لتواصل إنجازاتهما المحلية، وانقسام معظم الجماهير بينهما لأسباب مختلفة، كما أسهمت المواجهات المباشرة بينهما في ازدياد شعبيتهما على الصعيدين الآسيوي والعربي، وقد سبق للفيصلي أن توج بلقب كأس الاتحاد الآسيوي مرتين وحل وصيفاً مرة واحدة، فيما لم يحالف الحظ الوحدات الذي وصل مراراً إلى الدور قبل النهائي لكنه لم يتوج باللقب".
وختم: "أسهمت إنجازات الفريقين وشهرتهما في وصول الكثير من نجومهما إلى المنتخبات الوطنية على مدار العقود والأعوام الماضية، وحصولهم على عقود احترافية خارجية".