الخل والزيت في علاقة المدرسة بالبيت (3 - 3)

د. ذوقات عبيدات تناولت الحلقة الأولى، فلسفة العلاقات بين المدرسة والبيت وسوء الفهم في هذه العلاقة، ومتطلبات تحسينها. وفي الحلقة الثانية تناولت موقف المعلمين واتجاهاتهم نحو الأهالي، حيث ظهر بعض التذمر من تدخلات الأهل في المدرسة. أما هذه الحلقة فستختم برأي الأهالي أنفسهم في هذه العلاقة. وللحديث عن هذه العلاقة، تم إعداد استبانة وزعت على عدد من الأهالي تطلب معرفة آرائهم في هذه العلاقات. ومنذ البدء أقول: - كانت عينة الدراسة في مدرسة خاصة "راقية". - كانت المدرسة هي التي وزعت الاستبانات. هذه محددات للدراسة، لأن الدراسة العلمية تفترض أن تكون العينة ممثلة وعشوائية. وهذا ما لم يحدث، ولذلك نستطيع القول: إن الدراسة كانت أشبه بدراسة نوعية يصعب تعميم نتاجها، فهي دراسة حالة معينة في مدرسة معينة. تنوعت عينة الأهالي حسب مؤهلاتها من ثانوي حتى ماجستير، كما تنوع عدد أبناء الأهالي في المدرسة، من 1-3 وتنوع مستوى الأبناء الصفي من مرحلة ابتدائية حتى ثانوية. قمت بتوجيه الأسئلة الآتية إلى الأهالي: - هل يتلقى أبناؤكم واجبات بيتية بحجم مناسب؟ - هل تطلب منكم المدرسة تدريس أبنائكم في المنزل؟ - هل تحترم المدرسة مشاعركم وآرائكم؟ - هل تهتمون بتحصيل الأبناء أم بشخصياتهم؟. - هل ترغبون في تعليم أبنائكم التفكير؟ - هل يقدم أبناؤكم امتحانات مرهقة؟ - هل تكلفون بما لا تستطيعون؟ - هل تحترم المدرسة ظروف الأسرة؟ ليس من المهم، أن نقدم إجابات رقمية، لأنهذه كما قلت دراسة حالة في مدرسة معينة لا تمثل بقية المدارس. لكن البنود السابقة يجب ان تنظم علاقات المدرسة بالبيت ومن حق الأهالي: - أن يحترموا، ونحترم آراءهم ومشاعرهم، وأن تحترم تقديراتهم لأبنائهم، فالأهالي لا يرون ما تراه المدرسة. وكذلك المدرسة لا تستطيع فهم مشاعر الأهل نحو أبنائهم، إلا على أساس التحيز. - إن دور المدرسة، أن تعلم الأبناء، وهذا ليس دور الأسرة، فالمدرسة هي المؤسسة التي اختارتها الأسرة وكلفتها بهذا الدور، فالأسرة - وهذا كلام مكرر - ليست مدرسة، وليست مؤهلة للتدريس، ولا بد من الاتفاق بين المدرسة وكل أسرة على دور الأسرة بما يتفق مع ظروفها. فظروف الأسر مختلفة، وظروف الأبناء مختلفة أيضاً. وقد يكون القرار في حالة ما، أن تقوم الأسرة بدور أوسع مما تقوم به أسرة أخرى. - إن الأهالي، يوازنون بين أن يتعلم أبناؤهم المواد المدرسية. وبين أن يتعلموا التفكير، فالأسرة تسعى لمعدل عال، ولمنافسة الأسر الأخرى على مقاعد جامعية مرموقة، ولكنها بنفس الوقت لا ترفض أن يتعلم أبناؤها التفكير. ولذلك لم ترفض أسرة أن تتخلى المدرسة عن دورها في تعليم التفكير. - ينظر الأهالي إلى الامتحانات بأهمية، ولكنهم ينتقدون فكرة الامتحانات المفاجئة. وهذا يشير إلى عدم معرفة الأهل بأهداف الامتحانات، أو عدم اتفاق الأهل والأسرة على سياسة الامتحانات. - يطالب الأهالي بأن تحترم المدرسة وجهات نظرهم، وأن نشركهم في أي قرار يتعلق بحياتهم الدراسية أو الشخصية. والآن! في ظل كل ما سبق يمكن أن نتوصل إلى الاستنتاجات الآتية: 1- من حق الطفل، أن يكون مفهوماً من قبل أسرته ومدرسته. وأن تكون الأسرة على توافق مع المدرسة من حيث: - المعلومات والحقائق المتوافرة عن الطفل. - الوعي بحاجات الطفل الأساسية. - معرفة اهتمامات الطفل وتطلعاته. - معرفة قدرات الطفل وإمكانياته. 2- من حق الأسرة، أن تشارك في القرارات المهمة: مثلاً، لا يحق للمدرسة أن تختار ما يدرسه الطفل: مهني، علمي، ادبي، هذا ليس قراراً فنياً حيث تشير الادبيات التربوية أن جميع الطلبة يمكن ان يحصلوا درجات عالية من التقدم المدرسي مهما كانت مستوياتهم، لأن هذا يعتمد على التدريس والمدرسة. 3- لا يحق للمدرسة ان تتخذ قراراً منفرداً بأن يعيد طالب صفه مرة ثانية، فهذا موقف يجب أدماج الأسرة فيه، والاتفاق على طريقة لمساعدة الطلبة على التعلم. 4- من حق الطفل، أن تكون المدرسة والبيت على فهم مشترك للسياسات والقواعد والاجراءات، ومن حقه أن لا تتباين هذه السياسات كثيراً، فما في المدرسة يجب أن يكون مفهوماً في البيت، وما في البيت يجب أن يكون مفهوماً للمدرسة. 5- حين يرفض الطالب الواجبات والدراسة، فعلى المدرسة أن تقلق أكثر من الأهل. وعليها أن تتواصل مع الأهل فوراً لمواجهة المشكلة وحلها. 6- في اجتماعات الأهل والمدرسة، يمكن إبعاد أي طلبات مادية، كالتبرع الى المدرسة، وابعاد أي اتهامات للأهل بالتقصير. هذه هي بعض افكار حول المدرسة والبيت، وعلينا أن لا نخلط الأدوار. لا تقاسم للادوار، ولا تبادل للأدوار، فمهمة المدرسة معروفة، وكذلك مهمة البيت.اضافة اعلان