الرسم مهارة يعبر بها الطفل عن مشاعره

الرسم يساعد في تقوية العضلات الدقيقة لليد -(أرشيفية)
الرسم يساعد في تقوية العضلات الدقيقة لليد -(أرشيفية)

مريم نصر

عمان- يعشق الطفل الورقة والألوان فتراه ما أن يتعلم بمسك القلم حتى يبدأ بالتخطيط والخربشة أينما استطاع ذلك، فالرسم من المهارات الأساسية التي لها دور كبير في تعزيز وتطوير مخيلة الطفل وهي وسيلة للتعبير عن المشاعر بإجماع اختصاصيي التربية في العالم. اضافة اعلان
وتشير اختصاصية تربية الاطفال د. كارول بيث مارسون إلى أن الرسم طريقة فعالة تسمح للأهل باكتشاف نظرة طفلهم إلى الحياة ومعرفة ما اذا كان مبتهجا أو ممتعضا.
وتبين أنه ليس من المفروض أن يحلل الآباء رسومات أطفالهم كل مرة إلا في حالات معينة كأن يرسم الطفل الشكل نفسه باستمرار أو أن يرسم بألوان داكنة باستمرار أو أن يغير نمط رسمه بشكل فجائي كأن يرسم بألوان داكنة بعدما اعتاد الرسم بألوان زاهية، فذلك يدل على أن الطفل يمر بظروف صعبة سواء في المنزل أو المدرسة وهنا يجب على الآباء التدخل لمعرفة الأمر الذي يسبب لهم الحزن.
وتقول مارسون إن الرسم يساعد في تقوية العضلات الدقيقة لليد، فعندما يبدأ الطفل الرسم يتعلم كيف يرسم ضمن المساحة المطلوبة منه، وكيف يتقيد بالخطوط، كما يعزز ملكة التركيز لفترة والصبر، والاهتمام بالتفاصيل، ويحتاج الطفل الى وقت لإتقان الرسم.
كما لا يجب على الأم التركيز على رسم الطفل أو أن تقوم باعطائه التعليمات وخصوصا عند استخدام دفتر الرسم وعدم محو اخطائه لأن ذلك ينفره من الرسم، بل يجب تركه ليمارس حريته كما يشاء اثناء الرسم ليعبر أفضل عن ذاته. فالقوانين تكبت المشاعر وتمنع الطفل من اطلاق العنان للمخيلة بحسب ما تقول مارسون.
وتنفي مارسون علاقة الالوان بطباع الطفل وتقول "قد يستخدم الطفل اللون الاحمر عندما يكون غاضبا ولكن هذا لا يعني أنه كلما اختار هذا اللون فهو يعبر عن الغضب".
وتبين أن الأطباء النفسيين هم وحدهم الذين يقدرون فهم ما يجري مع الطفل من خلال الرسم فالأم والمعلمة لا تستطيعان القيام بهذا الأمر.
وكل مرحلة عمرية تتسم بمهارات معينة يمتلكها الطفل، فالطفل بين عمر 18 الى 24 شهرا يبدأ بتعلم إمساك القلم ورسم الخطوط، ويبدأ باكتشاف الذات ويعتبر التنسيق بين حركة الجسم واليدين مهما في مرحلة النمو.
ومن عمر 2 الى ثلاثة أعوام يبدأ الطفل باكتشاف أدوات الرسم كما يحب أن يرى النتيجة التي تعطيها هذه الأدوات، فهو يختار أكثر من كونه يعبر.
وبعد عمر ثلاثة أعوام تبدأ مرحلة الرسم الحقيقة فيخبر الطفل أمه ماذا يريد أن يرسم قبل أن يبدأ بوضع يده على الورقة. أما بعد أربعة أعوام فتبدأ الألوان تشكل أهمية بالنسبة إلى الطفل فيربطها بالواقع. فيعرف أن اللون الازرق هو لون السماء والماء والأخضر هو لون العشب.
ويشير اختصاصيو التربية إلى أن اختيار أدوات الرسم والالوان قد يدل أحيانا على شخصية الطفل وقد لا يكون الأمر متعلقا بشخصيته.
وتقول مارسون لا يمكن الحكم على شخصية الطفل من خلال اللون الذي يفضله إلا في حال استعماله لونا واحدا للرسم بشكل متكرر أو مفاجئ، فهو يريد بذلك ارسال رسالة أو يريد التعبير عن موقف ما.
وفيما يلي عرض لبعض الألوان التي يستعملها الطفل ودلالاتها:
الأحمر: هو اللون الأول الذي يميزه الطفل. وإذا كان هذا هو اللون المفضل للطفل فهو مؤشر أن لديه طاقة كبيرة ومن الصعب منعه من كبتها. كما قد يشير إلى العدوانية والغضب والقلق.
الأصفر: الأصفر هو مرادف للمعرفة والفضول وحب الحياة. فالطفل الذي يستعمل هذا اللون بكثرة يتمتع بقدرة التعبير عن نفسه أكثر من أترابه.
البرتقالي: يعبر عن الحاجة إلى التواصل الاجتماعي، وهو أيضا مؤشر للميل إلى روح الجماعة والمنافسة.
الأزرق: هو آخر الألوان التي يكتشفها الطفل، ويرمز إلى السلام والانسجام والهدوء. والطفل الذي يستعمل الأزرق بكثرة انطوائي إلى حد ما ويريد أن يبعث رسالة أنه يحتاج إلى السلام في محيطه.
الأخضر: ويعكس الفضول وحب المعرفة والسلوك الجيد. والطفل الذي يستعمل هذا اللون بكثرة غالبا يستعمل حدسه في إدراك الأمور ويتميز بالنضج مقارنة بغيره.
الأسود: يقلق الأهل كثيرا عندما يستعمل الطفل الأسود في شكل كبير في رسومه والطفل الذي يستعمله يكون واثقا بنفسه يشير الأسود إلى أن الطفل لديه أسرار، و يريد أن يخفي بعض الأمور.
الزهري: يشير إلى الحنان والهدوء وإلى أن الطفل يحب الأشياء الجميلة والسهلة، ومن السهل التقرب منه.
البني: الطفل الذي يستعمل البني في رسمه يحب الأمان والاستقرار.

[email protected]