الشيف الجيتاوي تحفز الشباب لخوض تجربة الطبخ بأبسط الطرق

رشا كناكرية عمان- بصوتها الدافئ وبابتسامة مليئة بالحب ترتسم على وجهها؛ ترحب الشيف امتياز الجيتاوي بمشاهديها عبر برنامجها التلفزيوني للطهي”المختص بتقديم وصفات من مواد متوفرة في كل بيت”، وفي الثواني القليلة التي تسبق البث المباشر تغلق عينيها ليمر أمامها شريط سريع لجميع السنوات التي مرت بها لتصل إلى هذا المكان الذي لطالما سعت إليه. تستذكر الجيتاوي هذه الأيام التي كانت مليئة بالتحديات الصعبة، إلا أن شغفها وحبها للطهي جعلها تتخطى العقبات لتزداد ثباتا وقوة. وتعود الجيتاوي سنوات للوراء وصولا إلى طفولتها التي كانت فيها بداية شرارة الشغف للطهي والرغبة بتعلم الوصفات المختلفة، فهذه الموهبة لم تغب عن بالها لحظة بل نمت معها ونضجت وتطورت في كل خطوة من حياتها لتصبح الأولوية. في العام 2015 قررت الجيتاوي أن تبدأ في تجربة بعض الوصفات والتقطت لها صورا بكاميرا هاتفها، ونشرتها على صفحتها الخاصة على الفيسبوك واستمرت في فعل ذلك، وقد نال هذا العمل الإعجاب والتقدير. ذلك فتح المجال أمامها، للتعاون مع أحد المجالات الخليجية في العام 2017 وهذه كانت أولى خطواتها في المنصات الإعلامية وكانت مغامرة وتحديا بالنسبة لها لدخول المجال الإعلامي، وقد عملت معهم لمدة سنة فقد كانت تقوم بكتابة وصفات للطهي. وبعدها توسعت أكثر في المجال الإعلامي وبدأت محطة جديدة من خلال برنامج طهي إذاعي على إحدى محطات الراديو خلال العامين 2018-2019، وفي بداية 2020 بدأت مرحلة جديدة من خلال برنامج تلفزيوني، إذ سنحت لها الفرصة للظهور فيه مرة في الأسبوع ليتطور الأمر ويصبح فيما بعد البرنامج خاصا بها. ما يميز الجيتاوي عن غيرها هي وصفاتها البسيطة والسريعة التي لا تكلف الكثير فهي تحاول أن تغير أشهر الأطعمة لوصفات بسيطة وسهلة بمكونات ثمنها زهيد، وبنفس الجودة والطعم الشهي، كما أن شخصيتها القريبة من القلب وروحها المرحة أحبها الجمهور. ومن جهة أخرى فقد كان لجائحة كورونا وتبعاتها من حظر وإغلاقات لجميع المؤسسات فائدة للجيتاوي، إذ ساعد في انتشار وصفاتها أكثر وتعرف الجمهور الأردني عليها، فالجميع في البيت يشاهد ويقوم بطبخ وصفات متنوعة ومختلفة ولديهم الاستعداد لتجربة كل شيء نتيجة الفراغ الذي كانوا يعيشون به بسبب الجائحة في ذلك الوقت. وتوضح الجيتاوي أنه خلال جائحة كورونا بدأ الأشخاص بصنع الخبز في المنزل، بالإضافة إلى اللبنة والكنافة، فهم يقضون أوقاتهم في إعداد الطعام، وهنا أدركت أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، وحاجتها إلى زيادة نشاطاتها على هذه المنصات. وتشير الجيتاوي إلى أنها تأخرت قليلا عن غيرها في التوجه إلى منصات التواصل الاجتماعي، ففي الأردن كان الفيسبوك المنصة الأكثر رواجا وأغلب السيدات كان تواجدهن الأكبر عليه، لذلك أنشأت صفحة لها على الفيسبوك العام 2019، وكانت تعمل على نشر فيديو كل أسبوع وكل ما تسنح لها الفرصة. بدأت الجيتاوي تتواصل أكثر مع الأشخاص عبر منصة الفيسبوك، وحاولت أن تنشر فيديوهات أكثر، بالإضافة إلى بعض المقتطفات من حياتها اليومية على منصة الانستغرام خلال جائحة كورونا، ونشر فيديوهات للوصفات حتى أصبح لديها عدد كبير من المتابعين. وكما تقول، فإن السوشال ميديا ساعدتها بإزالة الحاجز ما بينها وبين الجمهور، وتكون أقرب إليهم. ومن جهة أخرى ساعدتها منصة “TikTok” أن تخاطب الشباب أكثر، وفي أول فيديو قامت بمشاركته حصلت على 3 ملايين مشاهدة، وخلال شهرين أصبح لديها 200 ألف متابع على هذه المنصة. وتوضح الجيتاوي أن الذي يميز التيك توك عن غيره هو الفيديو القصير وانتشاره الواسع، وإمكانية الاحتفاظ به وإعادة نشره. مع الوقت قررت الجيتاوي الحصول على شهادة في المجال الذي لديها شغف كبير به، واستطاعت أن تأخذ شهادة شيف رئيسي من الأكاديمية الفرنسية بـ 2020، وهذا ساعدها على الصعيد الشخصي فقد شعرت بثقة أكبر، وبالفخر بأنها استطاعت أن تطور من موهبتها وشغفها وهذا دفعها أكثر إلى محاولة ابتكار وصفات جديدة. وتشير الجيتاوي إلى أنها تخاطب جيل الشباب بوصفاتها، وبأن إعداد الطعام ليس معقدا أو صعبا، مبينة أن الفيديوهات القصيرة أصبحت تشد المشاهد أكثر، ففيديو طبخ قصير مدته دقيقتان يشعرك بأن الوصفة جداً سهلة وبسيطة وتدفع نحو التجريب والتطبيق. وتؤكد الجيتاوي أن الشخص إذا امتلك محتوى جيدا يقدمه بطريقة أنيقة، ويشاركه مع رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فإن ذلك يساعد على زيادة الإقبال عليه وانتشاره. وترى أن المتابع يبحث عن الأكلات والوصفات البسيطة وليس المعقدة على السوشال ميديا، لذلك أصبحت تغير وتنوع بمحتوى الطهي والوصفات. وتوضح الجيتاوي أن السوشال ميديا والتواجد فيها ليس أمرا سهلا، فهي تقريبا تقضي من وقتها معدل 6 إلى 7 ساعات بين رؤية التعليقات والرد عليها ونشر الفيديوهات، مبينة أن هذه المنصات تمنح حرية بالمحتوى. اقرأ المزيد: اضافة اعلان