عمان- يؤكد المدير العام للبنك العربي الإسلامي، إياد العسلي، أنه ليس هناك ما يسمى مستحيلا؛ إذ "علينا أن نعطي كل شيء حقه"، فقد بدأ حياته في مدرسة عادية، ثم وصل إلى ما يريده بالاجتهاد والعصامية.
ويشير العسلي، خلال حديثه لطالبات مدرسة القدس الثانوية للبنات ضمن حملة قادة الأعمال التي تنفذها مؤسّسة إنجاز للعام الثاني عشر على التوالي، إلى أنه أمضى أكثر من 30 عاما في العمل المصرفي، ملتزما بكل مناحي حياته، ونصح الطالبات، بالعدالة والإنصاف، والأمانة، والاجتهاد، وتنظيم الوقت.
ويقول العسلي، إنه يملك علاقة خاصة مع الفتيات، كونه أبا لخمس بنات، وتخرج من المدرسة العام 1983 بمعدل 91 %، ورغم أن المعدل يؤهله لدخول كلية الهندسة، إلا أنه أصر على دراسة إدارة الأعمال، لقناعته أنها ستكون بداية النجاح، رغم إصرار من حوله أن يدرس الهندسة.
ويذكر العسلي التزامه التام في كل مراحل حياته، ففي الجامعة، على سبيل المثال، لم يغب عن أي محاضرة، فالالتزام يقهر أي تحد كان، و"يجب إعطاء كل شيء حقه"، فالذكاء ليس مقياسا وحيدا، ولا يجب الاعتماد عليه من دون الاجتهاد.
وفي العمل بكل مرحلة هناك تحد، لكن يجب التركيز على الأمور الأساسية، مشيرا إلى أنه "جدي جدا في العمل، لذا يعطي جهدا كبيرا لما يقوم به، ويؤكد أنه لا يقطع الود مع أي جهة".
وبالعودة إلى دراسته، يقول العسلي إنه تخرج الأول على دفعته العام 1986، لينتقل إلى مرحلة الماجستير، وكان الأول على دفعة العام 1989 أيضا بتخصص الإدارة من الجامعة الأميركية في القاهرة، ثم ذهب بعدها للعمل في بنك عُمان المحدود في دبي الذي أصبح لاحقا من أكبر بنوك الخليج باسم بنك المشرق، عمل هناك أربعة أعوام، ثم عاد إلى الأردن ليعمل في المؤسسة العربية المصرفية لسبعة أعوام.
العسلي رغم الحاجة على الصعيد المادي، يعتبر عودته من دبي القرار الأهم في حياته لأنه بدأ بإمساك خيوط النجاح الواحد تلو الآخر؛ إذ عمل في المؤسسة المصرفية، وتطور في عمله حتى جاءه عرض من البنك العربي الوطني في السعودية، ليعمل هناك 8 أعوام.
يقول إن فترة السعودية كانت مهمة على الصعيد المهني، فالبنك السعودي من أهم البنوك هناك، ويملك البنك العربي الأردني حصة فيه، فهو بنك سعودي بنكهة أردنية.
قضى في السعودية 8 أعوام، انتهت بعد مرض والده العام 2007؛ حيث عاد الى عمان ليشغل منصب نائب مدير عام البنك الأهلي، ثم انتقل العام 2011 إلى البنك العربي الإسلامي الدولي بمنصب المدير العام.
يشير إلى قناعته بأن التعامل المصرفي الإسلامي، يحمل راحة نفسية، ويعتبر أنه حقق إنجازات مهمة في البنك خلال الأعوام التي عمل معهم فيها، تتمثل بنموه بشكل ممتاز، ومنافسته البنوك الأخرى بأسلوب راق.
ويقول العسلي خلال الجلسة للطالبات "إذا لم تعتمد على نفسك فلن تستمر، ولا يمكن الاعتماد على الواسطة، الاجتهاد في القطاع الخاص مهم جدا، ولا توقف الطموح عند مرحلة دراسية معينة بل يجب الاستمرار بالعلم والتعلم".
ونصح الطالبات بعدم دخول مجال دراسي لا يستطعن الإبداع فيه، أو الذهاب إلى تخصصات نادرة غير مطلوبة، مع أهمية عدم الاكتفاء بالدرجة الجامعية الأولى.
ويؤكد العسلي أهمية اللجوء إلى الروحانيات للحصول على السكينة والراحة، مثل قراءة القرآن والصلاة، مع الاهتمام باللغتين العربية والانجليزية، خاتما حديثه بأنه راض عن نفسه وأدائه في عمله؛ إذ إن أهم شيء العمل الجاد للوصول إلى الرضا النفسي.
يُذكر أن حملة قادة الأعمال هي أحد برامج مؤسّسة إنجاز التي أطلقتها العام 2008 تحت رعاية الملكة رانيا العبد الله، وتنفّذها إنجاز للعام الثاني عشر على التوالي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص الأردني، وتم إطلاق الحملة هذا العام بالتعاون مع مشروع دعم الفرص الاقتصادية للمرأة في الأردن LEAP التابع للحكومة الكندية، وبشراكة إعلامية مع صحيفة الغد وراديو هلا.
اضافة اعلان
