تداعيات "كورونا" تلقي بظلالها فتورا على المشهد الانتخابي في مادبا

أحمد الشوابكة

مادبا- تسود حالة من الهدوء المشهد الانتخابي في دائرة محافظة مادبا، ولا ينشغل الناس كثيراً بمجريات الانتخابات بسبب أعباء الحياة اليومية وتبعات الظروف الاجتماعية والاقتصادية بسبب تداعيات جائحة كورونا، التي ألقت بظلالها الثقيلة على المواطنين.اضافة اعلان
ويرى مراقبون ومتابعون ومواطنون، أن المشهد الانتخابي في دائرة محافظة مادبا، التي خصص لها خمسة مقاعد (ثلاثة للمسلمين وواحد للمسيحي وواحد للكوتا النسائية)، غير مستقر؛ فاتجاهات الناخبين لم تحسم بشكل نهائي "لأن منهم المتردد ومنهم غير المحسوب على مرشح أو تجمع انتخابي محدد".
وشكل أغلب المرشحين قوائمهم الانتخابية للانتخابات النيابية المزمع إقامتها في العاشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
ورغم هذا التزاحم في عدد المرشحين الذين بادروا لتشكيل قوائم انتخابية، إلا أن عملية إقناع الناخب الذي يبحث عن تحسين أوضاعه المعيشية باتت صعبة، وفق متابعين ومراقبين للحالة الانتخابية في مادبا.
وينتقد المواطن عواد أحمد الشورة وهو متابع للعملية الانتخابية في مادبا، طريقة استفراد بعض المرشحين، بترشيح أنفسهم دون اللجوء إلى قواعدهم الانتخابية، فأدى ذلك إلى إيجاد تزاحم في تشكيل القوائم التي وصلت الى نحو (17) قائمة للآن.
وفي مجريات ذلك، وبحسب المواطن مسعود حسن، فإن مشاركة الأحزاب السياسية في عملية الترشيح ستعطي نكهة خاصة لسير الانتخابات واشتدادها، رغم التحديات والمعطيات التي تحدق في مجرى المسار الانتخابي، وخصوصاً أثناء جائحة كورونا التي تلقي بظلالها على المشهد الحياتي العام.
إلا أن مواطن ليث عبد الحافظ، يؤكد أن بعض التجمعات السكانية والعشائرية، تجري محاولة جدية نحو تلقيص عدد المرشحين والإجماع على مرشح أو مرشحين وبالتراضي، لخوض سباق الانتخابي، معتبراً ذلك عملاً صحياً.
فيما يرفض المواطن محمد قعيسي، أن يلجأ مرشحون لفرض أنفسهم على القواعد الانتخابية، من دون الاستئناس برأي قواعدهم، رغم أن بعض التجمعات تحاول تشكيل إجماع بين المرشحين لفرز مرشح فيما بينهم بالتراضي، في الوقت الذي ما يزال مرشحون يعملون حتى اللحظة بشكل فردي لتشكيل قوائمهم من دون الرجوع إلى قواعدهم الانتخابية، وفق ما يقول.
ويضيف قعيسي، أن مواطنين يلجؤون من أجل اختيار مرشح بكفاءة عالية لتنظيم لقاءات لفرز مرشح إجماع عام، لهذه التجمعات والموافقة على من يتم تزكيته، إلا أن التجارب السابقة أثبتت عدم انصياع البعض لرغبة التجمعات العشائرية، ويتمسك برغبته في الاستمرار في ترشيح نفسه للوصول الى قبة البرلمان.
وأشار إلى أن تداعيات جائحة كورونا وإجراءات الوقاية من الفيروس تحد من اشتداد الحراك الانتخابي، وذلك بسبب اضطرار المرشحين لتنفيذ أمر الدفاع رقم (11)، الذي يمنع التجمعات واللقاءات، وبالتالي فإنه من المتوقع أن تكون الانتخابات إذا أجريت في موعدها المقرر هادئة، حسب وصف المواطن فهد علي سلامة.
ورغم أن تحركات المرشحين بشكل فردي، غير أن هؤلاء لم يحدثوا أي تأثير في الرأي العام، بحسب المواطن محمد الشوابكة.
وأشار إلى أن جائحة كورونا قد تحد من اشتداد الحراك الانتخابي ولقاء المترشحين بالناخبين، إلا أن هذا لا يمنع أي مرشح من أن يقدم فكره الذي يمكنه من كسب التأييد.
وانتقد الشوابكة غياب البرامج الانتخابية لأعضاء القوائم الانتخابية، ما سيؤول إلى تراجع وعدم اكتراث الناخبين بالتوجه نحو صناديق الاقتراع، ويسهم في انخفاض نسبة التصويت بمناطق مادبا ولواء ذيبان على عكس الانتخابات السابقة.
ورغم بدء ماراثون الانتخابات والسباق نحو قبة المجلس النيابي الجديد، إلا أن الحراك الانتخابي الشعبي يشهد فتوراً واضحاً في كثير من الأحياء، مع وجود (صخب قد يزيد على الحاجة) في مواقع انتخابية أخرى تشهد صراع أقوياء، كما يقول المتابع للعملية الانتخابية عدي العواد.
ولا يغفل محللون عن التطرق إلى تجارب انتخابية سابقة وأثرها في تقليل الحافزية لدى قطاعات واسعة من الناس، فيما يؤكد كثيرون أن أعباء الحياة اليومية طغت وبشكل كبير على أذهان الناس وباتت محور انشغالهم، الأمر الذي قد يؤثر سلباً في المشاركة أو يدفع إلى تثاقل واضح في الانخراط بالعملية الانتخابية.