جريح سوري: رائحة الموت تفوح من درعا في ظل الحرب المدمرة

إحسان التميمي

المفرق - في داخل كل خيمة لجوء في مخيم الزعتري، يعيش لاجئون سوريون قصصا قد تختلف فصولها غير أنها تشابهت جميعها في حجم المعاناة والمآسي، فيما النهاية ما تزال غامضة رغم توقعات بأن تكون الأكثر ألما.  اضافة اعلان
قصص عاش أصحابها الذين وجدوا أنفسهم رغما عنهم أبطالا لأدوارها مواقف مؤلمة ولحظات صعبة، مرت عليهم كأنها سنين، رأوا فيها الموت أكثر من مرة، فيما المعاناة ما تزال مستمرة.   
على سرير ملطخ بدماء جرحى تناوبوا عليه، يرقد اللاجئ السوري بمخيم الزعتري عواد محمد الذي ناهز الستين، فيما آلام الأعيرة النارية التي اخترق بعضها جسده واستقر بعضها الآخر تقلق مضجعه، لا ينسيه أوجاعها الا تذكره معاناة عام كامل عاشها وأسرته في مدينة درعا التي تفوح منها رائحة الموت في ظل  فوضى الحرب والدمار وانعدام الأمن وقلة الغذاء.    
يقول عواد إن الدمار الذي أتى على أكثر من 90 % من مدينة درعا لم يبق له خيارا وبعد أن نسفت قذيفة منزله بالكامل، إلا الهروب الى الأردن هو وزوجته وأبناؤه السبعة. 
ويروي عواد الراقد على سرير الشفاء في المستشفى الفرنسي للاجئين السوريين داخل مخيم الزعتري منذ 10 أيام للعلاج، محاولة الفرار من درعا برفقة زوجته وأطفاله، ويقول "هربنا من درعا باتجاه الحدود الأردنية، وقبيل اجتيازنا للشيك الحدودي، أطلق عناصر من الجيش النظامي السوري النار باتجاهنا وأصبت بمناطق مختلفة".
ويزيد أن أبناءه ساعدوه في الوصول الى الشيك فيما عمدت قوات حرس الحدود الأردنية إلى نقله على الفور الى المستشفى، وتم إجراء عمليتين جراحيتين له لاستخراج الرصاص من جسده.
وبين أن الجهات المختصة نقلت أفراد أسرته إلى مخيم الزعتري حيث جرى تأمينهم بالخيام والطعام والألبسة.
ويؤكد عواد الذي لا يرى في مخيلته إلا مشاهد القتل والدمار التي عاشها قبل لجوئه الى الأردن أن حالة الفلتان الأمني في سورية أكثر مما يروج له النظام، وأنه بالتزامن مع معارك الجيشين النظامي والحر هنالك معارك يومية في سورية تدور بين مواطنين من جهة وبين من أسماهم "زعران" من جهة أخرى. 
ويضيف أن أسعار المواد الغذائية والأدوية وأجور التنقل في درعا بلغت مستويات غير مسبوقة، حيث لجأ العديد من التجار والمواطنين إلى "الاتجار بالأزمة"، لاسيما أن الجزء الأكبر من المدينة تعرض للتدمير.
الستيني عواد ليس حالة بمفردها، فآلاف الأسر السورية تعيش معاناة يومية في ظل ما تشهده سورية من فوضى وحرب مدمرة، طاولت الأرواح والمنازل والمؤسسات والمستشفيات، فيما اللجوء بات الخيار الوحيد لدى غالبية هذه الأسر للفرار من الموت.