رغم ضبابية المشهد.. أهال يبدؤون بتحضير الأبناء نفسيا للعام الدراسي!

Untitled-1
Untitled-1
ديمة محبوبة عمان- على الرغم من ضبابية مشهد عودة الطلبة لمقاعدهم الدراسية، ومع تأكيد تصريحات حكومية أنها ستكون في مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل، وبحسب الحالة الوبائية في وقتها، إلا أن بعض الأهالي بدؤوا يحتاطون ويحضرون الأبناء نفسيا للعودة في ظل ظروف صعبة تتغير كل يوم. وبناء عليه، بات أولياء الأمور يجهزون أبناءهم لعودة المدارس، رغم هذه الضبابية وكثرة الإشاعات، وعلى عكس كل الأعوام السابقة؛ إذ كانت افتتاحية المدارس للأهل والكثير من الطلاب، وكأنه مهرجان وطني يستعد له الجميع وتكون الفرحة عارمة على الجميع. تقول أم مرام، وهي أم لثلاثة طالبات من صفوف مختلفة "كنت أنتظر دوام المدارس بفارغ الصبر، خصوصا بعد عطلة صيفية تخللها عدم الانتظام في البيت ومواعيد النوم، وكثرة النشاطات، ليعود النظام والترتيب في الحياة"، مبينة "لكن بعد جائحة كورونا والعطلة الطويلة التي تخللها التعليم عن بعد، وسماع الأعداد من المصابين التي عادت بازدياد غير معهود، كلها أمور تجعل هذا اليوم عصيبا ومخيفا لسلامة أطفالنا". وبالرغم من ذلك، فقد كانت التحضيرات للمدرسة مختلفة لهذا العام؛ إذ كانت المواد المعقمة والكمامات والقفازات لها الحصة الكبرى، وفق قول الأم، إلى جانب تعليم بناتها كيفية المحافظة على أنفسهن وتدريبهن على عدم مساس الأسطح، والحرص على ارتداء الكمامة لأوقات طويلة وحفظها في مكان نظيف بعيدا عن الأوساخ والأسطح الغريبة. وتظهر أم مرام قلقها الكبير من عودة بناتها إلى المدرسة، خصوصا بعد انقطاع طويل عند الدراسة المنتظمة والتعامل وفق تعليمات إدارية جديدة خوفا من انتشار المرض، فكل شيء مبهم وغير معروف. في حين يبين عبد الرحمن أبو الهيجاء رغبة أطفاله الشديدة في العودة إلى المدرسة ورؤية أصدقائهم الذين غابوا عن بعضهم بعضا لفترة طويلة جدا، لكن في الوقت ذاته خوفه من كثرة الإصابات في الآونة الأخيرة يجعل هذه العودة غريبة ومخيفة أكثر. ويضيف أن الطلاب والطالبات غير معتادين على القيود والالتزام بإجراءات السلامة، خصوصا أنهم يهملون تطبيق هذه التعليمات بحكم انشغالهم مع أصدقائهم. ويبين أن أطفاله كأطفال الكثيرين أظهروا رغبتهم في التعلم والتزامهم بالتعليم عن بعد، لكن هناك اختلاف كبير عند الخروج من المنزل والاختلاط بأصدقائهم واعتمادهم على أنفسهم من جديد في التعليم المباشر من المعلمين والمعلمات، على عكس التعليم عن بعد؛ إذ كان يجلس الطالب للحصة في وقت مناسب له، وبإمكانه أن يقطع الدرس لقضاء حاجاته والعودة وإعادته أكثر من مرة، كل هذه الأمور التي اعتادوا عليها ستختلف معهم من جديد، ما يعني أن الطالب والطالبة بحاجة إلى مساعدة لتدارك التعليم عند فتح المدارس. ويتمنى أن تتفهم إدارات المدارس كل هذه الظروف التي تختلف على الطلاب والطالبات في ظل جائحة "كورونا" المستجد، وأن يقوموا بمساعدة الأهالي في تدريب الأبناء لاتباع إجراءات السلامة وتمهيد العودة للمدرسة والنظام المدرسي بشكل سلس. وتبين التربوية رائدة الكيلاني أن الكثير من المدارس تعكف على وضع خطط لتقديم دروس استدراكية للمساعدة على وضع الطلاب على المسار التعليمي المنشود، وقد يتضمن ذلك بدء السنة الدراسية بتقديم دورات لمراجعة الدروس السابقة وتقديم دروس تعويضية. وبعض المدارس استغلت العطلة الصيفية لمراجعة الطلاب، وخصوصا طلاب المرحلة الابتدائية للغتين العربية والانجليزية من قراءة وكتابة وحل واجبات تساعدهم على تخطي الفجوة في التدريس وتنشيط مهاراتهم وتطويرها، وفق الكيلاني. وتعلل أن هذه الإجراءات جاءت، لأن مشهد الدراسة ما يزال ضبابيا، وكثرة الإشاعات حتى عند سؤال المدارس إن كان هناك معلومات لا يعرفها أحد، فلا يكون هناك إجابة، ما يجعل الأمر مقلقا للأهالي والطلاب وحتى المدرسين. وتضيف أن الإرباك يزداد مع صدور تصريحات حكومية بأن المدارس الحكومية قامت بتسجيل المنهاج الكامل للفصل الأول عن بعد، ما يزيد من احتمالية الدراسة عن بعد. وفي حال عادت الأمور لطبيعتها وفتحت المدارس، فتنصح الكيلاني بأن المدرسين يكونون على تقارب من الطالب ومعرفة الصعوبات التي واجهتهم أثناء التعليم عن بعد، والتركيز على نقاط من الممكن أن تسعف الفراغ الذي حدث بين الطالب ومدرسه، وبين الطالب وبعض المواد التي واجه صعوبة في حفظها أو فهمها أثناء التعليم عن بعد، ليستطيع تجاوزها ويخف القلق ويستطيع أن يتدارك ما فاته ويسير مع زملائه في العام الجديد. وتنصح الكيلاني الأهالي بالتعامل مع الطفل الذي يواجه صعوبة في العودة إلى "المزاج الدراسي" بأن التوتر من عودة المدرسة "أمر طبيعي"، ولا يقع فقط على الأهالي في هذا العام، وإنما على الطالبات والطلاب أيضا، خصوصا أنهم على اطلاع تام بمجريات الأحداث، ويعرفون بالقرارات والإشاعات بخصوص دوام المدرسة عن قرب وعن بعد، ما يجعلهم أيضا غير مستقرين. وتضيف "لكن على الأهالي محاولة إبعاد الطالبات والطلاب عن هذا التوتر الناجم عن الأزمة الجارية وتهيئة بيئة داعمة، والاستجابة إلى أسئلة الأبناء وتعبيراتهم بإيجابية، وعليه إظهار الدعم وأن تجعل أبناءهم يعلمون بأنه لا بأس من الشعور بالإحباط والقلق في مثل هذه الأوقات، وأن­­­­­ هذه المشاعر هي أمر طبيعي". وتنصح بمساعدة الأطفال الذين يلتحقون بالمدارس من جديد على الالتزام بالروتين اليومي، ومحاولة جعل التعليم أمرا ممتعا لهم بالمساعدة مع المدرسين أينما كان للتعلماضافة اعلان