رشا رزق تحلق في عالم الطفولة بأغان لمسلسلات كرتونية ما تزال عالقة في الذاكرة

1714916250809907900
رشا رزق تحلق في عالم الطفولة

لم تكن ليلة عادية من ليالي مهرجان الشارقة القرائي للطفل، حيث اجتمع شباب المستقبل، ممن يعشقون أغاني برامج الأطفال العالقة في الأذهان، وكلهم شغف بالاستماع للفنانة السورية رشا رزق التي حلقت بهم بصوتها الأوبرالي في مجموعة مميزة من الأغاني الحماسية الطفولية.

اضافة اعلان


وفي ليلة أول من أمس، وبدعوة من المهرجان، قدمت رزق أغاني عدة حفظها الجمهور عن ظهر قلب، وارتبطت بعالمهم الطفولي، وهم الآن "شباب"، حيث امتلأت قاعة الاحتفالات الرئيسية في إكسبو الشارقة بالحضور، الذين رددوا أغاني رزق بمرافقتها، ما أضفى الكثير من الحماس والتفاعل في الحفل، الذي وصفه الكثيرون بـ"المميز والناجح جداً".


سارة، القادمة من إمارة عجمان، قالت إنها لم تستطع أن تمنع نفسها من البكاء عند سماع بعض الأغاني التي قدمتها رزق، حيث ارتبطت تلك الأغاني بطفولتها وأيام "الوطن"، حيث كانت تقيم في سورية، لذلك، حرصت على ألا تضيع تلك الفرصة الثمينة في استرجاع كلمات أغاني أفلام الكرتون التي قدمتها رشا، وأن وجودها في المهرجان هو من أكثر ما ميزه، خاصة وأن أغانيها كذلك باللغة العربية الفصحى، وهو ما يتلاءم مع أهداف المهرجان.


وخلال غناء رزق، ظهرت على الشاشة صور لبعض المسلسلات الكرتونية التي قامت بأداء أغانيها على المسرح، وفي كل مرة يزداد الجمهور حماساً ويرتفع صوت غنائهم، ويطلبون من رزق غناء المقاطع المفضلة لديهم، مع الإشارة إلى أن غالبية جمهور الحفل هم من جيل "التسعينيات والثمانينيات"، الذين عايشوا أغاني رزق عبر قناة الأطفال "سبيستون".


رزق، وخلال حديثها للإعلاميين قبيل بدء الحفل، تؤكد أنها لم تكن تتوقع يوماً أن يكون لها كل هذا الارتباط بعالم الطفولة وأن تكون جزءا من ذكريات وأحلام وأمنيات جيل بأكمله، وتقول إنها كانت في البداية مثل أي فنان يبحث عن الأغاني المناسبة له وتلبي رغبته في الغناء، عدا عن أنها كانت تمتلك موهبة التمثيل والدوبلاج الصوتي، وتعتقد أن عفويتها وروح الفكاهة لديها، أسهمتا بأن تكون أكثر قرباً للأطفال آنذاك، وتطورت هذه العلاقة إلى أن وصلت إلى هذا الشكل الذي تفتخر به.


وعلى الرغم من كل هذا النجاح الذي حققته رزق في طفولة جيل التسعينيات وما قبل، إلا أنها لا تنكر أن كل جيل له صعوباته في اختيار المحتوى المقدم له، ولا ترى أن جيل الألفية فقط هو الأصعب في ظل التطور التكنولوجي والسوشال ميديا المحيطة به، وهذا ما قد يؤثر على طرق وأسس التربية للأجيال، ولكن هذا لا يجب أن يدفعنا للخوف من المستقبل، بل علينا أن نجاري التطور السريع ونواجه التحديات، وليس علينا الوقوف في المكان ذاته، على حد تعبيرها.


وفي ردها على سؤال لـ"الغد" إن كان لديها أعمال مستقبيلة تحاكي "آلام الأطفال، خاصة في ظل ما يتعرض له الأطفال في غزة في الوقت الحالي"، أكدت أنها دائماً مواكبة ومتابعة للأحداث في غزة، وأن "قلوبنا تعتصر ألماً من قسوة المشاهد، وهذا ترجمته من خلال تقديمها لعمل فني مشترك مستوحى من الموسيقا الكلاسيكية عن الأمهات الثكلاوات وتم نشره عبر السوشال ميديا، كما قامت بعمل أغنية عن "فلسطين" مع المغنية الجزائرية منال غربي، وهي الآن في طور التجهيز "البحث عن الإنتاج" لتتمكن من تقديمها للجمهور بطريقة الفيديوكليب وبثها في مختلف المنصات الرقمية والشاشات.


وبسبب الكثير من التحديات التي تواجه الفنانين العاملين في مجال فنون الأطفال، تقول رزق إن أهم تلك  التحديات يتمثل بـ"التخوف من متاهات السوشال ميديا، بعد أن كانت الأجيال السابقة في جلها تعتمد على أبواب معرفة وإطلاع محدودة ومنظمة ومراقبة من قِبل الأهل والمؤسسات المسؤولة"، بيد أنه الآن باتت مصادر المعرفة لدى الأطفال متعددة، والأخطر أنها غير خاضعة للرقابة، وهذا يتطلب من الأهل أن يضاعفوا مراقبتهم، عدا عن أهمية إصدار قوانين رقابية لضبط المنصات والمحتوى المقدم من خلاله.

 

ومن جهة أخرى، تحدثت رزق كذلك عن تجربتها مع قناة "سبيستون"، التي بدأت معها الخوض في عالم فنون الطفل، وقالت إنها وقبل سفرها واستقرارها في فرنسا، كانت قد بدأت العمل مع القناة، التي كان لها الفضل في اكتشاف مواهبها وتقديمها للأطفال، عملياً ومهنياً، بالتزامن مع مسيرتها الدراسية، الأمر الذي ساعدها على اكتشاف مواهب أخرى لديها من كتابة الأغاني والتأليف والتمثيل، لذلك، هي ما تزال عنصراً فعالاً وعاملاً مع القناة، وهذا يجعلها "سعيدة في عملها".


وتؤكد رزق أن العمل مع قناة "سبيستون" للأطفال، يتلاءم مع طبيعة اهتماماتها الطفولية، ويساعدها على أن تكون حريصة في اختياراتها، ووفق رزق، فإن "التعامل مع الأطفال يتطلب مسؤولية كبيرة، وعملا دقيقا، فما نقدمه للطفل في عمر مبكر قد نرى نتائجه في المستقبل، وهذا ما تحرص عليه "سبيستون"، من خلال محاذير عدة وقوانين صارمة في العمل، ما يطال مراقبة كل عمل فني يتم تقديمه للأطفال، من كلمات وحروف وأعمال موسيقية وغنائية، وتخضع للتدقيق اللغوي والتربوي في الوقت ذاته، بما يتناسب مع حس المسؤولية تجاه الأطفال، "لأننا نعلم جيداً أننا نسهم في بناء الأجيال ولدينا الوعي بأن الأخطاء الصغيرة قد تؤثر على جيل بأكمله".


ويشار إلى أن البدايات الفنية لرزق، كانت في مرحلة مبكرة من عمرها، كما بينت، بعد أن اكتشف والداها موهبتها، في سن التاسعة تقريباً، ومنها انتظمت في أدائها الموسيقي الغنائي أكاديمياً، من خلال معلم الموسيقا الذي حرص على تعليمها فنون الغناء، ودرست معه الموسيقا العربية الأصيلة من مقامات وموشحات، والأغاني الكلاسيكية القديمة لأعمدة الموسيقا العربية مثل أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وأسمهان، وفريد الأطرش وغيرهم من نجوم الغناء العربي.


وبعد انتهائها من الدراسة الثانوية، انتسبت للمعهد العالي للموسيقا في دمشق، ودرست الأوبرا خمس سنوات، ثم أصبحت أستاذة بالمعهد لمدة ثماني سنوات، وكانت مغنية بدار الأوبرا في سورية، وبعد ذلك استكملت دراستها في فرنسا، ولديها الكثير من التجارب المسرحية، في حين تؤكد أنها "حين تعتلي المسرح تقوم بالغناء الممزوج بالتمثيل".

 

اقرأ أيضاً: 

انطلاق فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل "كن بطل قصتك" (صور)

في "الشارقة القرائي".. عالم يحاكي رسوم الكتب والتراث الحضاري

فعاليات معرفية وحرفية تحلق بأطفال "الشارقة القرائي" نحو الإبداع