شهيدان ومئات الإصابات بالضفة والقطاع في مواجهات مع الاحتلال

متظاهرون فلسطينيون خلال مظاهرة ضد قرار إزالة قرية الخان الأحمر.-( ا ف ب )
متظاهرون فلسطينيون خلال مظاهرة ضد قرار إزالة قرية الخان الأحمر.-( ا ف ب )

برهوم جرايسي

القدس المحتلة- استشهد شابان فلسطينيان في قطاع غزة أمس، أحدهما متأثرا بجراحه بعد شهرين، وأصيب المئات في مواجهات مع جيش الاحتلال على امتداد السياج الحدودي في قطاع غزة . في حين صعدت عصابات المستوطنين الإرهابية من استفزازها لقرية "الخان الأحمر"، المهدد بالإقتلاع وتشريد أهلها في الأيام المقبلة.  

اضافة اعلان

وفي قطاع غزة استشهد الشاب بلال مصطفى خفاجة (17 عاما) برصاصة في الصدر شرق رفح، وأصيب ما يزيد على 220 متظاهرا خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرات العودة عند شريط الاحتلال الذي يحاصر القطاع.  في حين أعلن مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، صباح أمس، استشهاد الشاب أمجد فايز حمدونة (19عاماً) من بلدة جباليا، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال في 14 تموز (يوليو) الماضي، خلال مشاركته بمسيرة العودة الشعبية، شمال قطاع غزة. وباستشهاد الشابين ترتفع حصيلة الشهداء برصاص الاحتلال على مقربة من شريط الاحتلال شرق القطاع منذ الـ 30 من آذار (مارس) الماضي إلى 172 شهيداً وكان آلاف الغزيين قد تدفقوا إلى مخيمات العودة  ساعات عصر أمس، ما أدى إلى مهاجمتها بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع من قبل جيش الاحتلال. 

في الضفة المحتلة، جرت أمس عدة مسيرات شعبية، هاجمها جيش الاحتلال بكل وسائل القمع والاستبداد. ففي قرية بلعين، غربي رام الله أصيب متظاهرون بالاختناق الشديد، واحترقت عشرات الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون، خلال قمع قوات الاحتلال لمسيرة القرية باتجاه جدار الاحتلال، وكانت أمس، تحت شعار "وفاء للقدس وتنديدا بصفقة القرن".

وقام المتظاهرون عند وصولهم لبوابة الجدار الجديد بقرع البوابة وكتابة الشعارات عليها، وترديد الأغاني التي تندد بالاحتلال. وقام جنود الاحتلال بتصوير المتظاهرين من فوق الأبراج العسكرية، وأطلقوا عليهم القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع مما أدى إلى إصابات بالاختناق الشديد، واحتراق عشرات الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون في منطقة أبو ليمون، وقام المتظاهرون ورجال الدفاع المدني الفلسطيني بإطفاء الحرائق المشتعلة.

كما أصيب عدد من المتظاهرين بالاختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في قرية نعلين غرب مدينة رام الله. فقد شارك حشد من أهالي القرية والمتضامنون الأجانب والإسرائيليون، في مسيرة القرية الشعبية الأسبوعية.

وأصيب خمسة متظاهرين بالرصاص المطاطي، والعشرات بحالات اختناق، نتيجة قمع قوات الاحتلال للمسيرة الشعبية في قرية رأس كركر غرب مدينة رام الله. وأطلق جنود الاحتلال المتمركزون على تلة جبل الريسان التابع لقرى رأس كركر، وكفر نعمة، وخربثا بني حارث، الرصاص المطاطي، وقنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين، الذين خرجوا احتجاجا على محاولات الاحتلال مصادرة أراضيهم لصالح التوسع الاستيطاني.

وفي منطقة الخليل أصيب عدد من المتظاهرين بحالات اختناق، خلال قمع قوات الاحتلال مسيرة شعبية تطالب بفتح شارع خربة "قلقس" جنوب الخليل، الذي يغلقه الاحتلال منذ 18 عاما، مما يعرقل حركة المواطنين، ويكبدهم معاناة كبيرة، ويضطرهم لسلوك طرق أخرى للوصول إلى قلب المدينة.

وأصيب مزارع بالاختناق، نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع، عقب منع قوات الاحتلال مزارعين من استصلاح أراضيهم المهددة بالمصادرة في منطقة خلة سلامة القريبة من مستوطنة "تيلم" المقامة على أراضي بلدة ترقوميا غرب محافظة الخليل.

وفي قرية كفر قدوم، في منطقة قلقيلية، اصيب فتى يبلغ من العمر 16 عاما بعيار معدني مغلف بالمطاط خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرة القرية الاسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 15 عاما والمنددة بالاجراءات الاميركية المتعلقة بثوابت الشعب الفلسطيني.

وتعرّضت قرية "الخان الأحمر" بين اريحا والقدس، والمهددة بالاقتلاع وتشريد أهلها من عشيرة الجهالين في الأيام المقبلة، الى هجوم من العصابة الإرهابية المسماة "إم ترتسو" في محاولة استعراض عضلات على أهالي القرية، وتحت حماية جيش الاحتلال وعربدته على الأهالي المنكوبين. 

 وتصدى للعناصر الإرهابية الاستيطانية الشبان الفلسطينيون المعتصمون في القرية، ومنعوهم من دخول القرية واجبروهم على التراجع إلى الشارع الرئيسي القريب من الخان الأحمر.

وكان مكتب منظمة العفو الدولية "أمنيستي"، قد أصدر بيانا، تعقيبا على قرار المحكمة العليا الإسرائيلية، القاضي بإخلاء القرية خلال أيام، قال فيه، "إن لم يتخذ المجتمع الدولي الإجراءات اللازمة لإيقاف جريمة إخلاء خان الأحمر على الفور، فإنّ آلاف الفلسطينيين في محيط القدس وفي غور الأردن سيواجهون الآن خطر التهجير القسري الحتمي." وأضاف البيان أنه "بهذا القرار المشين أثبتت المحكمة العليا الإسرائيلية نهجها المتواطئ في جريمة التهجير القسري للتجمعات الفلسطينية من أجل توسيع المستوطنات."