عمان- الغد- سلك الأخوان مؤيد عليان ورامي عليان طريقا شاقا لإنجاز فيلم "التقارير حول سارة وسليم"؛ إذ تدور أحداثه في القدس حول سارة وسليم اللذين تجمع بينهما علاقة خارج إطار الزواج، وهو ما يشعل لعبة خطرة من الخداع بين من يملكون السلطة ومن لا يملكونها.
ومن الصعوبات التي واجهت فريق العمل أثناء تصوير الفيلم في صيف العام 2017، وقوع اشتباكات في شوارع المدينة المحيطة بالمسجد الأقصى والبلدة القديمة، وهو ما دفعهم إلى تغيير مواقع التصوير بشكل مفاجئ أكثر من مرة، كما أن العديد من أفراد طاقم العمل لم يتمكنوا من عبور الحواجز الإسرائيلية التي تقتطع الطريق بين بيت لحم والقدس.
وكما كانت البيئة المحيطة هي السبب الذي دفع الأخوين إلى صناعة فيلم يتناول قصة شائكة؛ فالقصة مبنية على أحداث حقيقية، لمسها المخرج في الشوارع أثناء عمله في فترة المراهقة بين القسمين الشرقي والغربي من مدينة القدس، بالإضافة إلى واقع الاحتلال والتمييز العنصري والازدواجية في الحقوق القانونية التي يواجهها المواطن الفلسطيني المقدسي.
وكما هو واقع الحياة تحت الاحتلال، قامت قوات الجيش الإسرائيلية بمداهمة مدينة بيت لحم وموقع التصوير فيها وأوقفت الإنتاج لساعات طويلة. الاحتلال يبقى العقبة الكبرى التي تقف في طريق صناعة الأفلام في فلسطين، ولكن، كما يقول المخرج، فقد دعمه أهالي مدينته وعائلته وأصدقاؤه من داخل وخارج الوسط الفني على إتمام الإنتاج رغم الصعاب.
ويبدو أن الطريق الصعب غالباً ما يؤتي ثماره؛ إذ فاز الفيلم بـ9 جوائز دولية وشارك حتى الآن فيما يفوق 50 مهرجانا حول العالم مثّل فيها دولة فلسطين بداية من عرضه الأول عالمياً في مهرجان روتردام السينمائي الدولي؛ حيث فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل سيناريو ضمن مسابقته الرسمية (نمر هيڤوس)، بالإضافة إلى جائزة الجمهور (هوبرت بالس).
كما حصل على جائزتي أفضل فيلم وأفضل ممثلة في مهرجان دوربان السينمائي الدولي، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان تيتانيك السينمائي الدولي بالمجر، والجائزة الكبرى في المسابقة الرسمية لمهرجان سياتل السينمائي الدولي، وأفضل فيلم روائي في مهرجان بوسطن فلسطين السينمائي، وجائزة الجمهور في مهرجان الفيلم العربي.
وللمرة الأولى في الوطن العربي، ينطلق فيلم "التقارير حول سارة وسليم" للمخرج مؤيد عليان في عدد من دور العرض الإماراتية.
اضافة اعلان
