في البدايات.. فرصة تحقيق أهداف تعيد ترتيب محطات الحياة

Untitled-1
Untitled-1
ديمة محبوبة عمان- هي البدايات؛ تلك التي يجد فيها الأشخاص الفرصة نحو التغيير والبحث عن فرص أفضل يمكن تحقيقها على أرض الواقع، أو تعديل سلوك ما يحسن من نمط الحياة. قد لا يرتبط الأمر بأعوام وأرقام وتواريخ، لكن كل فرد يجد نفسه لا شعوريا يربط البدء بأمر ما في وقت محدد عله يجد في ذلك حافزا لتحقيقه ضمن جدول زمني. ربما يكون التغيير صعبا مع كل بداية، ويحتاج الى الكثير من الصبر والإرادة والتشجيع، وصولا لتحقيق النتائج المرجوة، والتخطيط لما هو آت بشكل أفضل. مع إطلالة العام الجديد، وجد كثيرون الفرصة لفتح صفحة جديدة، في أي أمر كان، تزامن ذلك مع تقييم كامل لعام مضى بحلوه ومره، لكن تجاوزه وعدم الوقوف عبر عتباته والبدء من جديد، هو الأمر المهم والأساسي.

تحقيق الأهداف يتطلب تخطي الخوف والإيمان بالقدرات

“حان وقت التغيير ووضع أهداف جديدة قابلة للتحقيق”، هو ما تراه شيماء أحمد، مع كل بداية جديدة، فهي لا تفقد الأمل في البحث عن حياة أفضل وتغييرات إيجابية تبدل من مسارات روتينية. قد تختلف تلك البدايات، من أناس يحلمون بتبديل مسارهم الوظيفي والعملي، أو البدء بتطوير وتنمية الشخصية، وحتى من يقرر تغيير نمط غذائه وحياته الصحي، وجعل الرياضة أسلوبا يوميا حفاظا على الصحة. وآخرون يختارون العيش بسلام وغربلة العلاقات السلبية والسامة من حياتهم، وإبعاد كل ما يتسبب بالقلق والتوتر والإحباط عن حياتهم، لتكون الدائرة الجديدة مليئة بأناس محبين يتمنون لهم الخير في أصعب المواقف. واختارت دارين أن تكون خطتها بداية هذا العام تعلم لغة جديدة، وهو ما قامت به في بداية الشهر الحالي؛ بتعلم التركية بمركز خاص، عل ذلك يساعدها على فتح مجالات جديدة في عملها. ليس ذلك فقط، حيث إنها كلما انتهت من تحقيق كل هدف، ستبدأ بغيره على الفور، فهي تؤمن بقدرتها على الإنجاز وتحقيق ما تصبو اليه. وارتأت ميسر رضا أن يكون عامها الجديد مختلفا وأكثر فاعلية مما سبق، إذ بدأت تسجل وتدون بالأجندة الخاصة بها أهدافا صغيرة، وتضع خططا سهلة التحقيق على المدى القريب. بالماضي، كانت ميسر تضع أهدافا ومخططات كبيرة، وبمجرد البدء بها تكتشف صعوبة الطريق، فتنسحب منه ولا تكمل ما كانت تطمح له، ولكن مع الأهداف الصغيرة شعرت بمتعة الإنجاز. وتجد رؤى منصور أن العام 2022 هو بداية لحياة جديدة بعيدا عن كل من أشعرها بحزن في الماضي، تحديدا في علاقاتها الاجتماعية وصداقاتها، لذا قررت أن يكون “الهجر الجميل”، كما أسمته، طريقا لغربلة العلاقات المؤذية في حياتها. هذا العام هو الذي ستبدأ فيه بالبحث أكثر عن ذاتها والتفكير بما يرضيها بعيدا عن الأنانية، إذ إن حب الذات سيجلب لها حب الآخرين واحترامهم لها ولمشاعرها. تجربة سلطان الخليل كانت صعبة مع العام الماضي، إذ جاءت نهايته بنتائج فحوصاته الطبية التي أظهرت مشاكل في الدم وأمراضا مزمنة، فلم يكن سابقا ينتبه لصحته، والآن هو بصدد إعادة التفكير بكل أسلوب حياته. وبناء على ذلك، قرر أن يواظب على الذهاب للنادي الرياضي بجانب بيته، ومراجعة خبير خاص بالتغذية. اختصاصي علم الاجتماع د. حسين خزاعي، يؤكد فكرة التعلم من جديد مع بداية العام الجديد، ومحاولة تعويض أخطاء الماضي أو تعديل سلوكيات سلبية، واستعادة فرص ضائعة، لافتا الى هنالك دائما وقتا للتغيير والتخطيط وتحقيق الأهداف صغيرة كانت أم كبيرة. ويقصد هنا بالتخطيط، عبر وضع توقعات مع كل بداية جديدة والتفكير في الخطوات التي تساعد على تحقيق الأهداف المرجوة. ويرى أن بداية العام يمكن أن تكون أكثر إنجازا إن خطط الشخص لشيء وواظب على تحقيقه، سواء في العلاقات الاجتماعية، وبمجال المسار الوظيفي والتنمية الشخصية، أو في فتح مشروع جديد أو الحصول على ترقية في العمل. وينوه اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة، الى أن التفكير إيجابيا بالمستقبل يجعل القادم أجمل، ومن المهم الإيمان بالأهداف مهما كانت صغيرة، والتحرك نحو تحقيقها حتى يكون لها أثر على أرض الواقع. ويرى مطارنة أن التفكير بالبدايات والعبور نحو مسارات ومحطات جديدة بالحياة، هو تحد مهم على الأصعدة كافة. أما عمن يقول إن البدايات ما هي إلا مراحل متكررة في حياة الفرد فلا تعني له شيئا، يرى مطارنة أن هذه النظرة ضيقة وسلبية، فالبداية وإن كانت مكررة فلا بد من أن تحمل نجاحا تجاه أمر ما، ويمكن أن يكون هذا التغيير جذريا ومهما في حياة الفرد، أو بسيطا لكنه يحقق متعة الإنجاز. وفي النهاية، البدايات المخطط لها تجعل الحياة أكثر انضباطا وفرحا وتأثيرا إيجابيا على حياة الشخص.

اقرأ المزيد:

اضافة اعلان